اسباب عدم خروج مثل هذه السيارات الى النور متعددة، فمنها ما يعرض كفكرة تصميم مجردة، بحيث يكون النموذج المعروض هو الوحيد الذي أنتج، ومنها ما تعرضه الشركات لاستطلاع الرأي، ويقتصر الامر على ذلك، لأن استقبال التصميم كان فاتراً وغير متحمّس.
هناك ايضاً نماذج انتجتها الشركات بغرض تسويقها، ولكنها اكتشفت بعد عرضها أنها لا تصلح الا للانضمام الى قائمة اغرب السيارات في العالم. وليس هذا غريباً فتاريخ الصناعة مملوء بمثل هذه السيارات التي يطلق عليها مجازا لفظ “كونسبت”. وهناك متاحف متخصّصة في العالم تجمع فيها اغرب السيارات التي صنعت منها متحف في مدينة اطلانطا فيه 17 من اغرب سيارات العالم، منها سيارة بوغاتي صنعت في عام 1934.
وتأتي هذه السيارات الغريبة من رغبة المصممين في ابتكار الجديد ومزجه بالذوق الخاص لهم، وأحياناً تأتي النتيجة مذهلة، بحيث لا يمكن تصديق ان احدا رأى مثل هذه الاشكال من السيارات افكارا جديرة بالتنفيذ.
في المعارض الاخيرة ظهرت بعض السيارات التي يمكن عدّها ضمن القطاع السوبر والنادر، حيث بعضها يصل ثمن السيارة فيه الى مليون دولار، والبعض الاخر لن تنتج منه الشركات سوى عدد محدود لا يتخطى الخمسين سيارة في بعض الحالات. ومع ذلك فإن العامل المشترك بين كل هذه السيارات انها نادرة وغريبة وغير معروفة، وبعضها لم يسمع به احد من قبل.
“الرجل” تقدم هذه الشريحة من السيارات السوبر الغريبة التي ترسم فيما بينها صورة مستقبل هذا القطاع، و هذه نخبة منها:
أبوللو إن: وهي سيارة تريد ان تناطح بوغاتي شيرون في السرعة والقوة. وتنتج السيارة شركة اسمها ابوللو، وكانت تعرف سابقاً باسم غرامبيت، ثم اشترتها مجموعة تتبع شركة “دي توماسو”، وهي شركة سيارات تاريخية معروفة. والغريب ان شركة أبوللو لم تفصح عن الكثير من المعلومات الفنية عن السيارة، وقال بيانها الصحافي في معرض جنيف الاخير: “اليوم نكشف عن اسرع سيارة في العالم، وسوف نكون دوماً في مقدمة الانجاز، وهذا يكفي لنا كمهندسين!”. ويضيف البيان ان الشركة تقدم “ابوللو إن” مقدمةً وخطوةً اولى نحو المزيد من الانجاز. ولا تعرف اوساط الصناعة بعد عما اذا كانت “ابوللو إن” الجديدة امتداداً لطراز “غرامبيت ابوللو” الذي كانت تنتجه شركة “غرامبيت”، كأحد اسرع السيارات في العالم، أم انه طراز جديد تماماً. وكانت السيارة السابقة قد حققت تسارعاً الى 100 كيلومتر في الساعة، في ثلاث ثوان، ووصلت الى سرعة قصوى بلغت 220 ميلاً في الساعة. ولكن الشركة الآن تقع تحت ملكية شركة صينية اسمها “ايديال تيم” اشترتها في بداية هذا العام، بعد ان اشترت ايضا شركة دي توماسو في عام 2015. ولذلك فإن كل الاحتمالات ممكنة في تطوير هذه العلامة.
ريماك كونسبت إس: وهي شركة كرواتية تحاول ايضاً انتزاع لقب اسرع سيارة في العالم، ولكن هذه المرة بالدفع الكهربائي وحده. فالسيارة تحمل قدرة كهربائية قدرها ميغاواط (اي ما يعادل 1340 حصانا)، فضلاً عن عزم دوران يبلغ 1800 نيتون متر، وهي سيارة تنطلق بالدفع على كل العجلات. وتحمل اربعة محركات واربعة صناديق تروس موزعة على الاركان الاربعة. وتحاول الشركة بهذه السيارة التجريبية، الاستفادة من خبرات سابقة، حيث لها سيارة كهربائية اسمها “كونسبت وان” بقدرة 1088 حصاناً بالدفع الكهربائي، وكانت التجربة الثانية هي بتقديم “كونسبت إس” بتوفير المزيد من القدرة والانسيابية، لتحقيق سرعات اعلى. وتحافظ السيارة على توازنها، بفضل الكثير من التجهيزات لزيادة ضغط الجاذبية عليها لتثبيتها على الارض على سرعات عالية. وهي تعتمد على خفة الوزن، حيث هيكلها مصنوع من الكربون، ولا يزيد وزنها الاجمالي بالبطاريات على 1800 كيلوغرام. ويتوجه التصميم الداخلي في السيارة الى الاستخدام على المضمار. وبدلاً من ادوات القيادة والترفيه المعتادة، يتعامل السائق مع امكانيات ضبط ادوات ومعدات السيارة الكترونياً، من اجل تحويلها الى سيارة سباق متخصصة. وتنتشر حول السيارة 500 اداة استشعار توفر للسائق كال المعلومات عن محيط السيارة وإنجازها. وتحقق ريماك كونسبت إس انطلاقاً الى سرعة 100 كيلومتر في الساعة في غضون 2.5 ثانية مع سرعة قصوى تصل الى 365 كيلومتراً في الساعة. وفي الانطلاق الى سرعة 200 كيلومتر في الساعة في 5.6 ثانية. تعدّ ريماك اسرع من بوغاتي فيرون بثانية كاملة. ولم تضع الشركة اي حدود الكترونية على السرعة القصوى للسيارة، ما زاد من جاذبيتها. يذكر ان الشركة صنعت ثماني سيارات فقط من طرازها الاول “كونسبت وان”، وباعت منها ست سيارات بمليون دولار لكل سيارة.
زينفو إس تي 1: بدأت شركة زينفو الدانماركية بشراكة من ثلاثة اشخاص في عام 2004 بهدف اعادة امجاد اسماء تاريخية مثل بوغاتي وباغاني، وذلك بإنتاج سيارة رياضية يمكن استخدامها كل يوم، وتحويلها الى سيارة سباق على المضمار في نهاية الاسبوع. وهي مبنيّة حول محرك هائل سعته سبعة لترات، مكون من ثماني اسطوانات ومزوّد بشواحن سوبر وتوربينية، توفر لها انطلاقة الى سرعة 100 كيلومتر في الساعة، في غضون ثلاث ثوان. ويقع المحرك خلف مقصورة الركاب. ويبدأ تشغيل السيارة بعملية مركبة لتحريك زر التشغيل على لوحة القيادة الى اليمين، ثم ضغط بدّال التروس الى اسفل، ومعه بدّال السرعة مرة او مرتين، ثم في النهاية ضغط زر التشغيل، لكي يبدأ المحرك هادراً قبل ان يهدأ على سرعة منتظمة. وهناك ثلاثة انماط للتشغيل العادي والرياضي والسباق. ويغيّر المحرك من قدراته للتوافق مع كل نمط. وفي قمة انجازها توفر السيارة قدرة 1104 أحصنة، وهي بذلك لا تقلّ انجازاً عن بوغاتي فيرون. ولكنها في رأي من جربوها سيارة مزعجة وغير مريحة. ولابدّ لمن يشتريها بمبلغ 1.1 مليون دولار ان يكون مقتنعاً تماماً بقدراتها وعلامتها التجارية. ولعل الصفة الاهم في ملكية مثل هذه السيارة، هي ان مالكها سوف يكون واحدا من نخبة تقتصر على 15 شخصاً في العالم، وهو عدد السيارات التي انتجت وبيعت من هذا الطراز حتى الان. وهي مصنوعة يدوياً بالكامل.
سبايكر “سي 8” بريلياتور: وهي احدث طراز من شركة سبايكر بعد انقاذها من الافلاس، ويأتي بعد طراز مماثل سابق اسمه “سي8” ايلرون انتجته الشركة في عام 2009. وكانت شركة طيران اسمها فولتا فولاري قد تقدمت لشراء سبايكر في العام الماضي. ويدفع السيارة الجديدة محرك سعته 4.2 لتر بثماني اسطوانات وشاحن سوبر يوفر لها 525 حصاناً من القدرة. وهو محرك مستعار من شركة اودي. ويرتبط بناقل يدوي بست سرعات ويمكن اختيار ناقل اتوماتيكي، وكلاهما يدفع العجلات الخلفية. وتنطلق “سي 8” من الثبات الى سرعة 100 كيلومتر في الساعة في غضون 3.7 ثانية ثم الى سرعة قصوى تصل الى 201 ميل في الساعة. وهي تتسم بمعالم كلاسيكية من سبايكر منها ذراع ناقل السرعة المعلق على قضيب طولي وكسوة جلدية للمقاعد. كما انها تستوحي بعض معالم التصميم من صناعة الطائرات، مثل الطلاء الذهبي الشفاف للسقف الزجاجي المماثل لما هو مستخدم في صناعة الطائرات المقاتلة. وتعتمد “سي 8” على شاسيه من الالومنيوم المفرّغ، كما تصنع شركة لوتس نظام التعليق الخاص بالسيارة. وهي تحمل بعض احدث تقنيات الصناعة ايضاً، منها امكانية وصل الهواتف الذكية وشحنها، وعرض مزدوج للمعلومات على زجاج النافذة الامامية وراديو رقمي. ولن نتنج الشركة سوى خمسين نسخة من هذه السيارة، ويبدأ انتاجها خلال العام الجاري من مصانع الشركة في بريطانيا. وسوف تراوح الاسعار بين 450 و463 الف دولار بين النوعين اليدوي والاتوماتيكي.
بنينفارينا “إتش 2” سبيد كونسبت: وهي سيارة افتراضية تستكشف بها شركة بنينفارينا للتصميم آفاق سيارة سباق تعتمد على خلايا الوقود. وهي تشبه في تصميمها سيارات لومان وتعتمد على وقود الهيدروجين. وتعاونت الشركة مع شركاء من مؤسسة “غرين جي تي” للسيارات الكهربائية في انتاج هذه السيارة التي عرضت في معرض جنيف الاخير. وتجمع السيارة بين معالم سيارة سباق من نوع جديد وسيارة سوبر للاستخدام على الطرق. وتعتمد “إتش 2” على محركين قويين يعملان بالكهرباء وينتجان قدرة 500 حصان. وتتوافر الطاقة من خلايا وقود مزدوجة، فضلاً عن نظام لاستعادة الطاقة من المكابح. ولا تعتمد السيارة على ناقل تروس، حيث تنتقل الحركة مباشرة من المحركات الى العجلات مع نظام تحكم الكتروني. ولا تفرز السيارة من العادم سوى قطرات الماء، كما ان دوران المحرك يكاد يكون صامتاً. وتصنع بنينفارينا جسم السيارة الخارجي من الكربون، ويمكن رؤية جزء من الشاسيه الكربوني من فتحات السيارة الجانبية. كما يمكن اعادة شحن خزاني الهديروجين في السيارة، في زمن لا يتعدى ثلاث دقائق. وهي تكاد تدخل الى مصاف السيارات السوبر بسرعة قصوى تصل الى 186 ميلاً في الساعة وانطلاق الى سرعة 100 كيلومتر في الساعة في غضون 3.4 ثانية. وهي تنافس في مجال جديد لم تدخله عملياً بعد، الا سيارات مثل تويوتا ميراي وهوندا كلاريتي. كما لحقت بالركب مؤخرا شركة هيونداي بالسيارة توسون الهيدروجينية. وتندفع السيارات الهيدروجينية كهربائياً، ولكنها تولد الكهرباء اثناء انطلاقها باختزال الهديروجين ولا تفرز هذه السيارات سوى بعض قطرات الماء من انابيب العادم.