من المهم -ولكنه من القليل- أن يجلس الأب مع أولاده الصغار (والكبار) لإفهامهم عن تكاليف المنزل ودخله الشهري وتكاليف معيشتهم المتكررة والمفاجئة. ومن هذه النقاشات المهمة والغائبة ما يلي:
كيف تتفاوت مبالغ الفواتير؟
المصاريف الشهرية والسنوية.
المصاريف المفاجئة وأهمية عمل صندوق للطوارئ.
التأمين وأهميته.
الاستثمار والتخطيط المبكر.
جاءتني رسالة جميلة الأسبوع الماضي من قارئ يشاركنا تجربته في هذا الصدد، وهو مسؤول تنفيذي كبير في في شركة أجنبية بدبي. يقول القارئ إنه يكافئ أولاده الثلاثة على حسن السلوك كالآتي:
يعطيه مثلاً أربعة دراهم، وكلٌّ من هذه الأربعة يوضع في صندوق. الصندوق الأول لإنفاقه كيفما شاء، وإذا أراد الولد سلعة بعشرة دراهم فعليه الانتظار حتى يجمع المبلغ الكافي. الصندوق الثاني للادخار، بحيث تودع المدخرات مرة سنوياً في البنك. الصندوق الثالث لشراء حاجة معينة أغلى ثمناً، فيجب أن يكون حسن السلوك وبنهاية المدة يكافئه الأب بإعطائه المبلغ المتبقي وشراء ما يريد. أما الصندوق الرابع فيخصص للمحتاجين والفقراء لتعليم الأولاد أهمية العطاء والمشاركة.
من المثال السابق يتعلم الطفل السلوكيات الآتية: الصبر، أهمية جني المال وليس الحصول عليه، الأدب وحسن السلوك، المشاركة والعطاء. كم من ظاهرة يعاني منها مجتمعنا واقتصادنا بسبب غياب هذه الآداب والسلوكيات؟ السوق السوداء، الرشوة، إهمال الزكاة، المضاربات (في كل الأسواق) بهدف الربح السريع، وكلنا يتساءل ويتحسر عما حدث لجيل اليوم؟ كل ما هنالك أننا توقفنا عن تعليم أطفالنا في الصغر فأضروا أنفسهم والمجتمع في الكبر. والله المستعان.
نقلاً عن صحيفة “الشرق” السعودية.