مجلة مال واعمال

أسواق النفط تنتظر قرارات اجتماع «أوبك» 6 ديسمبر

-

تكبد مؤشر «بلومبيرج» للسلع الذي يتتبع أداء العقود الآجلة لمجموعة من السلع الرئيسية في قطاعات الطاقة والمعادن، أعلى خسائره الأسبوعية منذ خمسة أشهر، وأغلق عند أدنى مستوياته منذ خمسة عشر شهراً، بحسب التقرير الأسبوعي ل «ساكسو بنك».
وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في «ساكسو بنك»: إن السلع شهدت فترة شديدة الصعوبة خلال أسبوع قلّصَت أيامه إجازة عيد الشكر بالولايات المتحدة الأمريكية. وساهم الضعف المستمر لأسعار النفط الخام والمنتجات والزراعة في تعويض الارتفاع الطفيف في الطلب على المعادن الثمينة. ودفعت هذه التطورات مؤشر «بلومبيرج» للسلع الرئيسية نحو تكبّد أعلى خسائره الأسبوعية منذ خمسة أشهر، وأغلق عند أدنى مستوياته منذ خمسة عشر شهراً.
وأشار إلى أن القلق ما زال سائداً في الأسواق العالمية جرّاء الشكوك المرتبطة بالحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وتأثيراتها على معدل النمو السنوي والطلب، فضلاً عن تغيير دراماتيكي في التوقعات على المدى القريب بالنسبة للنفط الخام.

وسيكون الأسبوع المقبل بمثابة انطلاق لعد تنازلي وصولاً لموعد اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج في قمة مجموعة العشرين بالأرجنتين خلال الفترة بين 30 نوفمبر/‏ تشرين الثاني و1 ديسمبر/‏ كانون الأول من العام الجاري. وبات عدم اليقين الناجم عن تصاعد وتيرة الحرب التجارية بين أكبر قوّتين اقتصاديّتين في العالم يتجلّى في ضعف الأسهم العالمية، والتكهّنات التي ظهرت مؤخراً حول احتمال توجّه بنك الاحتياطي الفيدرالي نحو إبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة حتى عام 2019.
واستفادت أسعار الذهب من هذه التطورات، وإن ظلت محدودة ضمن نطاق معيّن بانتظار نتائج قمة مجموعة العشرين التي من المحتمل أن تحدد المزاج وصولاً إلى فترة التداول الهادئة في ديسمبر قبيل موسم الأعياد والعام الجديد.
وأضاف هانسون: أصبحت مواجهة تراجع الإيرادات أو تبعات قرارات ترامب خياراً صعباً ستواجهه «أوبك» عند اجتماعها في فيينا يوم 6 ديسمبر/‏ كانون الأول، مع الأخذ بالاعتبار أن هذا الاجتماع كان منتظراً قبل بضعة أشهر فقط ليكون احتفالاً بنجاح الجهود التي بذلتها المنظمة وشركاؤها لتعزيز أسعار النفط الخام ورفعها نحو مستوى مقبول، وبدلاً من ذلك، أدت زيادة إنتاج النفط من أكبر ثلاثة منتجين في العالم، والمخاوف بشأن نمو الطلب وصولاً إلى عام 2019، ناهيك عن التراجع البسيط في الصادرات الإيرانية، إلى قلب السوق رأساً على عقب. وعلى مدى 7 أسابيع متتالية من البيع، شهدت أسعار خام غرب تكساس الوسيط انهياراً من أعلى مستوياتها منذ أربعة أعوام، لتعيد نصف ما حققته من مكاسب منذ أن بلغت مستوى 26 دولاراً للبرميل قبل حوالي 34 شهراً.
ارتفاع الطلب المرتقب

وقال التقرير: إن التدهور المستمر للأسعار سيؤدي إلى ارتفاع التوقعات بلجوء «أوبك» وغيرها نحو تقليص الإنتاج بشكل كبير. وسبق أن أشارت التقارير إلى تخفيض الإنتاج في المنطقة بحوالي 1.5 مليون برميل يومياً. وعلاوة على ذلك، من شأن الارتفاع المرتقب لمستوى الطلب العالمي على المصافي خلال الأسابيع المقبلة – حسب التوقعات – تحقيق زيادة مماثلة على أقل تقدير في الأسعار، مما يساعد على إيجاد أرضية صلبة تستند إليها السوق. وقبل الوصول إلى تلك المرحلة، ستبقى السوق مكشوفة للبيع من المصارف التي تحمي تحوّطات منتجيها. في حين سيستقطب اجتماع أكبر قوّتين اقتصاديّتين في العالم معظم الاهتمام الأسبوع المقبل.

الذهب مستقر رغم قوة الدولار

قال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في «ساكسو بنك»: إن الذهب ظل هادئاً نسبياً بالرغم من الاتجاه المعاكس من قوة الدولار المستمرة، وما زالت وجهة النظر إيجابية حيال الذهب بناء على اعتقاد بأن رفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار فائدته خلال ديسمبر ستليه خطوة مماثلة أخرى واحدة فقط في عام 2019، ومن شأن هذه التطورات دفع أسعار الدولار نحو الانخفاض، ويبقى المعدن الأصفر محدود النطاق بين 1200-1240 دولاراً للأونصة.