تراجعت أغلب أسواق الأسهم الخليجية يوم الخميس، إذ يتوخى المستثمرون الحذر قبل عطلة عيد الأضحى في منتصف تشرين الأول (أكتوبر) بينما ارتفعت البورصة المصرية بفضل نشاط قوي للمستثمرين الأفراد.
وكانت الكويت في صدارة الأسواق الخليجية الخاسرة إذ هبط مؤشرها الرئيسي 1.2 بالمئة إلى 7647 نقطة مسجلا أدنى مستوياته منذ 12 أيلول(سبتمبر ) الماضي.
توقع محللون أن تتعرض الأسهم المتداولة في بورصة الكويت الأسبوع المقبل لضغوط بسبب تطورات أزمة الميزانية الأميركية واستثمار المضاربين لها إضافة لرغبة كثير من المتداولين في تسييل ما لديهم من أسهم قبل عطلة عيد الأضحى.
وترتبط الكويت عضو منظمة أوبك وحليف واشنطن سياسيا وعسكريا بعلاقات اقتصادية واسعة مع الولايات المتحدة وتعتمد بشكل شبه كلي على صادرات النفط التي يمكن أن تتأثر سلبا إذا طال أمد الأزمة الأميركية. ويرتبط الدينار الكويتي بسلة عملات أهمها الدولار الأميركي.
ويرتبط كثير من الشركات الكويتية بعلاقات وثيقة بالسوق الأميركية وكثير منها له استثمارات في شتى الولايات هناك.
والتقى الرئيس الأميركي باراك أوباما بقادة الجمهوريين والديمقراطيين في الكونجرس لمحاولة حل مأزق الميزانية الذي تسبب في توقف أنشطة كثيرة للحكومة الاتحادية، لكن لم تتحقق انفراجة بعد محادثات استمرت لأكثر من ساعة.
ويخشى المحللون أن تؤثر الأزمة على تعافي الاقتصاد الأميركي من تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية كما يتخوفون أيضا من تأثيرات سلبية على أسعار النفط والدولار.
وخلال الأيام الثلاثة الماضية مني المؤشر الرئيسي لبورصة الكويت بهبوط واضح تزامنا مع احتدام الأزمة الأميركية.
وهبط المؤشر الرئيسي خلال الأسبوع الماضي 2 %، ليغلق يوم الخميس الماضي عند 7624.64 نقطة بينما هبط مؤشر كويت 15 للأسهم القيادية 1.6 %، إلى 1086.69 نقطة خلال نفس الفترة.
وتعثرت الأسهم القيادية بعد أداء قوي في الآونة الأخيرة إذ هبط مؤشر كويت 15 للأسهم القيادية 0.6 %. وانخفضت أحجام التداول في السوق إلى أدنى مستوى في شهر.
وسيتوقف التداول في أسواق الخليج في عطلة عيد الأضحى في الأسبوع الذي يبدأ في 13 تشرين الأول (أكتوبر) الحالي.
وقال فؤاد درويش رئيس قسم الوساطة في بيت الاستثمار العالمي (جلوبل) «يقل عدد المستثمرين الأفراد في السوق .. بعضهم يخشى مما قد يحدث خلال عطلة العيد».
والموعد النهائي لرفع سقف الدين العام في الولايات المتحدة هو يوم 17 تشرين الأول الحالي الذي سيتخلل عطلة العيد.
وتوقع درويش استمرار التقلبات في السوق في الأسبوع المقبل.
وستصطدم توقعات بتحسن نتائج الشركات في الربع الثالث من العام بحالة عدم اليقين التي تخيم على الاقتصاد العالمي.
وفي الإمارات العربية المتحدة فقد مؤشر دبي 0.2 %، ليتراجع عن أعلى مستوى في خمس سنوات. وانخفض مؤشر أبوظبي 0.1 %.
وهبط سهم شركة سوق دبي المالي البورصة الوحيدة المدرجة في منطقة الخليج 5.6 %. وكان السهم قد ارتفع 15 % إلى أعلى مستوى في أربع سنوات يوم الأربعاء الماضي بعد أن قالت رويترز إنه تم تعيين بنوك لتقديم المشورة بشأن اندماج محتمل مع بورصة أبوظبي.
وارتفع سهم سوق دبي المالي 15 %،وهو الحد الأقصى اليومي المسموح به في بورصة دبي إلى 2.34 درهم مسجلا أعلى مستوياته منذ تشرين الثاني 2009 وأكبر قيمة تداول منذ الثالث من حزيران.
وقالت رويترز في وقت سابق إن هناك محادثات جارية للاندماج لكن ليس من المؤكد نجاحها. ولم يتم الكشف حتى الآن عن التفاصيل المالية لذلك لم يتضح ما إذا كان المستثمرون في شركة سوق دبي المالي سيستفيدون من الصفقة.
غير أن مصادر مطلعة قالت إن الإرادة السياسية لتنفيذ الاندماج متوافرة الآن وربما يتم التوصل إلى اتفاق بنهاية العام. ويرى المستثمرون الأفراد المحليون الذين يبحثون عن محفزات جديدة للتداول أن هذه دلالة إيجابية على تصميم الإمارتين على تطوير الأسواق وجذب استثمارات أجنبية جديدة.
وقال سانيالاكسنا مانيباندو المحلل لدى شركة أبوظبي الوطني للأوراق المالية «الاندماج إيجابي لأنه ستكون هناك بورصة واحدة وستكون أكثر سيولة وتجذب مزيدا من الإدراجات .. الأولية والثانوية على حد سواء.»
وانخفضت بعض الأسهم التي كانت مفضلة للمستثمرين الأفراد في الفترة الأخيرة إذ عمدوا إلى بيعها للاستثمار في سهم سوق دبي المالي. وهبط سهم الخليج للملاحة 7.1 %. لكن المعنويات الإيجابية %.
وارتفع سهم ديبا للمقاولات الداخلية المدرج في بورصة ناسداك دبي 4.4 بالمئة. وتذبذب السهم في الجلسات الأخيرة وشهد زيادة في التداول بعد حديث عن احتمال تعزيز شركة أرابتك للإنشاءات حصتها في ديبا.
وفي السعودية استقر مؤشر البورصة دونما تغير يذكر مواصلا حركته العرضية في الجلسات الأخيرة في ظل ضعف توقعات المستثمرين لأرباح الشركات في الربع الثالث.
وربح مؤشر بورصة قطر 0.7 %، ليرتفع للمرة الرابعة في الجلسات الخمس الأخيرة منذ أن سجل أدنى مستوى في أسبوعين. وترجع الضغوط البيعية في الفترة الأخيرة إلى توقعات بإدراج إحدى وحدات شركة قطر للبترول التي تديرها الدولة في سوق الأسهم.
وفي مصر ارتفع المؤشر الرئيسي للبورصة 0.6 % مسجلا أعلى إغلاق منذ 13 فبراير شباط.
وتراجعت الاضطرابات السياسية في البلاد في الأيام القليلة الماضية. وسيتوقف التداول في عطلة أسبوعية طويلة إذ ان البورصة ستكون مغلقة يوم غد الأحد في عطلة رسمية.
وقال إسلام البطراوي نائب مدير المبيعات والتداول لدى نعيم للوساطة «النشاط قوي من المستثمرين الأفراد قبل العطلة الأسبوعية الطويلة … يتوقع الناس مظاهرات محدودة بسبب حظر التجول الصارم». -(رويترز)
المصدر : https://wp.me/p70vFa-428