استقرت أسعار النفط في ختام تعاملات الأسبوع، الجمعة، بعد أن تكبدت خسائر تجاوزت 1% في الجلسة السابقة، حيث يترقب المستثمرون التطورات السياسية في أوكرانيا وتأثيراتها المحتملة على إمدادات الطاقة الروسية للأسواق الغربية.
تحركات الأسعار
سجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا بنسبة 1% أو ما يعادل 70 سنتًا لتستقر عند 70.58 دولارًا للبرميل، بعد أن تراجعت بنسبة 1.5% في الجلسة السابقة. كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 0.95% أو 63 سنتًا ليبلغ عند التسوية 67.18 دولارًا للبرميل، بعد أن أنهى تعاملات الخميس على انخفاض بنسبة 1.7%.
وعلى مدار الأسبوع، ظلت الأسعار مستقرة إلى حد كبير مقارنةً بإغلاق الجمعة الماضية، حيث كان خام برنت عند 70.36 دولارًا، بينما بلغ خام غرب تكساس الوسيط 67.04 دولارًا.
باركليز يخفض توقعاته لأسعار النفط
خفض بنك باركليز توقعاته لسعر خام برنت لعام 2025 بمقدار 9 دولارات إلى 74 دولارًا للبرميل، مرجعًا ذلك إلى ضعف الطلب وزيادة الضبابية الاقتصادية. كما خفّض البنك تقديراته لنمو الطلب على النفط بمقدار 510 آلاف برميل يوميًا، ليصل إلى 900 ألف برميل يوميًا فقط خلال العام الجاري.
في ذات السياق، ذكر محللو كومرتس بنك أن خام برنت استقر حول 70 دولارًا خلال الأسبوعين الماضيين، مشيرين إلى أن تطورات الأحداث السياسية ستكون العامل الحاسم في استقراره خلال الفترة المقبلة.
الغموض السياسي يُضعف ثقة الأسواق
ألقى إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن دعمه المبدئي للاقتراح الأميركي بوقف إطلاق النار في أوكرانيا بظلاله على السوق، لكنه لم يبدِ التزامًا واضحًا بالشروط المقترحة، مما أثار شكوكًا بشأن إمكانية إنهاء سريع للصراع.
وفي هذا الصدد، أوضح توني سيكامور، محلل الأسواق لدى شركة IG، أن الدعم الروسي الفاتر للهدنة قلل من التفاؤل بإمكانية تحقيق اتفاق دائم، كما أن الولايات المتحدة لن ترفع العقوبات حتى يتم التوصل إلى اتفاق واضح ومُلزم.
التوترات التجارية تضيف مزيدًا من الضغوط
وعلى صعيد آخر، تصاعدت المخاوف من ركود اقتصادي عالمي مع استمرار التوترات التجارية، إذ هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 200% على واردات النبيذ والمشروبات الكحولية الأوروبية، مما قد يؤدي إلى تصعيد جديد في النزاع التجاري بين الولايات المتحدة وأوروبا.
الأسواق تترقب فائض المعروض النفطي
حذّرت وكالة الطاقة الدولية من أن الفائض في المعروض النفطي العالمي قد يتجاوز الطلب بنحو 600 ألف برميل يوميًا خلال عام 2025، مدفوعًا بارتفاع الإنتاج الأميركي وضعف الطلب العالمي. وأشارت الوكالة إلى أن التوترات الاقتصادية والتجارية العالمية دفعتها إلى خفض توقعاتها لنمو الطلب على النفط في الأشهر المقبلة.
ترقب الأسواق لمزيد من التقلبات
مع استمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي، تبقى أسعار النفط عرضة لتقلبات حادة، حيث تترقب الأسواق تطورات ملف أوكرانيا، وتأثير الرسوم الجمركية الجديدة، بالإضافة إلى تحركات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وتأثيرها على الاقتصاد العالمي.
