ارتفعت أسعار النفط، بعد الإعلان عن اجتماع وشيك في قطر، لبحث تجميد مستويات الإنتاج وتوقعات بانخفاض الإنتاج الأميركي، خاصة بعد موافقة السعودية على المشاركة في هذا الاجتماع الذي سيضم روسيا أيضا.
الدوحة: بلغ سعر الخام الأميركي الاربعاء، في العقود الآجلة، 36.64 دولارًا للبرميل بزيادة 30 سنتا عن سعره عند التسوية السابقة.
كما زاد سعر خام القياس العالمي مزيج برنت 11 سنتا إلى 38.85 دولارًا للبرميل. وارتفع النفط بعدما نزلت الأسعار نحو اثنين في المئة في الجلسة السابقة.
وقالت مصادر من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إن اجتماعا للمنتجين بقيادة السعودية وروسيا لبحث تجميد مستويات الإنتاج سيعقد في 17 أبريل ولو لم تشارك فيه إيران.
ويدرس المنتجون تثبيت الإنتاج عند مستويات يناير الذي أنتجت فيه السعودية وروسيا كميات شبه قياسية تجاوزت عشرة ملايين برميل يوميا.
ووجدت الأسعار دعما أيضا في توقعات بانخفاض الإنتاج الأميركي نتيجة الضغوط المالية.
واعلنت قطر انها ستستضيف في السابع عشر من نيسان/ابريل اجتماعا لدول اعضاء وغير اعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك) من اجل البحث في تجميد الانتاج سعيا لاعادة الاستقرار الى الاسواق التي تشهد تراجعا كبيرا في اسعار الذهب الاسود.
وقال محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة القطري والرئيس الحالي لاوبك في بيان ان “اجتماعا سوف يعقد في مدينة الدوحة في 17 من شهر نيسان/ابريل بمشاركة عدد من الدول الاعضاء في منظمة اوبك ومن الدول المنتجة الرئيسية من خارجها”.
ويأتي الاجتماع بعد توصل اربع دول ابرزها السعودية وروسيا الشهر الماضي، الى اتفاق لتجميد الانتاج عند مستويات كانون الثاني/يناير بشرط التزام منتجين آخرين به، سعيا لاعادة الاستقرار للاسواق العالمية.
وكان هذا الاتفاق لقي دعم دول خليجية اعضاء في اوبك بينما اعرب العراق عن استعداده للتجاوب. اما ايران العائدة حديثا لسوق النفط العالمية بعد رفع العقوبات الاقتصادية، فوجهت انتقادات حادة للاتفاق.
ونقل البيان عن السادة قوله “حتى الآن بلغ عدد الدول التي أبدت تأييدها للمبادرة حوالي 15 دولة من داخل اوبك ومن خارجها، تنتج في ما بينها ما يقارب 73% من الانتاج العالمي”.
واشار الى ان قطر التي استضافت في شباط/فبراير اجتماعا ضم اليها السعودية وروسيا وفنزويلا، وتم خلاله التوصل الى الاتفاق، بقيت خلال الفترة الماضية على تواصل مع الدول المنتجة في اوبك وخارجها “لحشد المزيد من التأييد لمبادرة الدوحة الرامية الى اعادة التوازن الى السوق”.
ونقل عن السادة ان “الجهود المتواصلة التي قامت بها حكومة دولة قطر قد أسهمت بشكل أساسي وفعال في تشجيع الحوار بين كافة الدول المنتجة بهدف تأييد مبادرة التجميد وإعادة التوازن إلى السوق بما يخدم مصالح جميع الأطراف المعنية”.
ترحيب بالاجتماع
رحبت الكويت الاربعاء بالدعوة الى الاجتماع مؤكدة المشاركة فيه، بحسب ما نقلت وكالة الانباء الكويتية الرسمية عن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المال ووزير النفط بالوكالة انس الصالح.
واشارت الى ان الصالح اكد في اتصال هاتفي مع السادة ان “مشاركة دولة الكويت في الاجتماع المقبل تأتي دعما للجهود التي يكرسها المنتجون لصالح السوق”.
من جهته، قال وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك في تصريحات نقلتها وكالات الانباء الروسية ان “حوالى 15 بلدا” تنوي المشاركة في الاجتماع، مشيرا الى ان ايران اكدت انها “مستعدة للمشاركة” في اجتماع من هذا النوع.
واضاف انه حتى 17 نيسان/ابريل “سيكون قد اعد على الارجح قرار او اعلان مشترك يعكس نية الدول تجميد انتاجها عند مستوى ليس اعلى من مستوى كانون الثاني/يناير”.
وتابع وزير الطاقة الروسي “سنناقش ايضا خلال اللقاء آليات مراقبة الاتفاقات”.
وردا على سؤال عن فرض عقوبات محتملة على الدول التي تنتهك اتفاقا يمكن التوصل اليه، قال ان هذه القضية ستبحث خلال الاجتماع. واضاف “ستكون هناك مقترحات عديدة في هذا الشأن، وما زال من المبكر جدا التحدث عن اجراءات ملموسة”.
وسجلت أسعار النفط في آسيا ارتفاعا الاربعاء تحت تأثير عمليات شراء بأسعار مناسبة في سوق استأنفت تراجعها.
وحوالى الساعة 14,15 ت غ انخفض سعر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) تسليم ايار/مايو 40 سنتا الى 39,41 دولارا. اما برميل نفط برنت، فقد تجاوز للمرة الاولى هذه السنة الاربعين دولارا الاسبوع الماضي.
وفي نيويورك فتحت اسعار النفط جلساتها على ارتفاع بينما بدا المستثمرون متفائلين بالارقام الاسبوعية حول وضع العرض الاميركي.
– See more at: http://elaph.com/Web/Economics/2016/3/1078138.html#sthash.PWiiumON.dpuf