أرتيستول أوناسيس (أرسطو) أوناسيس هو رجل أعمال يوناني وقصة حياته هي نموذج مثالي لرجل الأعمال الذي طور نفسه من لاشيء ليصبح مالك لشركات طيران وسياحة وواحداً من أغنى الرجال في العالم.
ولد أرتيستول أوناسيس في الخامس عشر من يناير عام 1906 في منطقة كاراتاس بضواحي مدينة سميرنا التي كانت تابعة للدولة العثمانية، وساعده وضع عائلته المستقر مادياً على الدراسة في عدة مدارس اعتبارية، كما أنه في عمر السادسة عشرة أتقن التحدث بأربع لغات بطلاقة تامة، وتخرج من المدرسة الإنجيلية اليونانية.
عندما نشبت الحرب في اليونان اضطر أوناسيس أن يهاجر إلى بوينس آيرس في الأرجنتين، حيث عمل في شركة الهاتف البريطانية المتحدة ، وكان كثيراً ما يتنصت إلى مكالمات الصفقات ورجال الأعمال واكتسب الكثير من المعلومات التي ساعدته على عقد صفقات تجارية خاصة به جلبت له مالاً وفيراً.
المال أوقد في ذهن أوناسيس فكرة إعادة إحياء تجارة والده في صناعة التبغ، وبدأ باستيراد التبغ من تركيا للبحث عن صفقة مناسبة لبيعه، لكنه لم ينجح في بيع التبغ فقرر البدء بصناعة ماركة السجائر الخاصة به، وازدهرت أعماله وازدهرت معها سمعته وثروته في الأرجنتين حيث أصبح شخصاً ذا نفوذ اجتماعي واقتصادي هناك.
بعدها بفترة أدرك أوناسيس أن موردي التبغ يحصلون على مال أكبر بكثير من مصنعي السجائر ولذلك بدأ بشراء السفن لاستيراد التبغ بنفسه وبيعه، ووسع أسطوله من السفن وفي عام 1928 عقد اتفاقية تجارية مع الأرجنتين وأصبح القوة المسيطرة في مجال صناعة التبغ لكن سرعان ما فوجئ بصدمة كبيرة.
عام 1929 أصدرت الأرجنتين قانوناً برفع الضرائب الخاصة بالاستيراد بنسبة 1000% وهو ما شكل ضربة قاصمة لتجارة أوناسيس في أمريكا الجنوبية، لكنه لم يكن الرجل الذي يستسلم بسهولة فتمكن من التوصل لتسوية مع الحكومة اليونانية لتخفيض الضرائب حول ما يستورده.
ما بين عام 1950 و 1956 حقق أوناسيس نجاحاً مالياً كبيراً عبر صيد الحيتان على السواحل البيروفية، إذ حقق في صفقته الأولى أرباحاً تقدر بحوالي 4.5 مليون دولار، لكنه قرر بيع المنشأة إلى شركة الصيد اليابانية هوجي كايشا مقابل 8.5 مليون دولار.
في عام 1957 قام أوناسيس بشراء شركة الطيران اليونانية المتهاوية، وحولها إلى شركة خاصة ناجحة وتستطيع تحقيق الأرباح تحت اسم Olympic Airways كما عقد اتفاقيات طويلة الأمد مع شركات النفط، واستطاع أوناسيس في تلك الفترة جعل كل صفقاته ناجحة ومدرة للأرباح.
اسم أوناسيس اكتسب شهرة عالمية فبجانب كونه من أشهر مصنعي التبغ وتجارة السفن فإنه اشترى حصصاً في العديد من شركات النفط في الولايات المتحدة والشرق الأوسط وفنزويلا، وتحكم بأكثر من 95 نشاطاً تجارياً في مختلف أنحاء العالم، وامتلك جزراً خاصة به مثل جزيرة سكوربيوس، ووصلت ثروة أوناسيس في الستينات إلى المليار دولار.
توفي أوناسيس في الخامس عشر من مارس عام 1975 في العاصمة الفرنسية باريس، لتنتهي مسيرة رجل استطاع تحويل نفسه من عامل في شركة الهاتف إلى واحد من أغنى الرجال في العالم.