أكد اختصاصي غذائي إسباني أنه لا يوجد طعام أو نظام غذائي قادر على علاج مرض السرطان، مع أن الكثيرين يصرون على تصديق عكس ذلك.
فقد أكد اختصاصي التغذية خوليو باسولت هذا الأمر بقوله “أنا على ثقة مطلقة من أنه لا يوجد ولن يوجد مستقبلا أي غذاء أو أنظمة غذائية مضادة لمرض السرطان، وأدافع عن هذه الفكرة أمام المحكمة العليا”.
وقد أصدر باسولتو كتابا تحت عنوان “النظام الغذائي والسرطان، ما يمكن أن يفعله أو لا يفعله نظامك الغذائي بك”.
وقال الخبير الإسباني إن هناك مرسوما ملكيا يحظر استخدام كلمة “مضاد للسرطان” بطريقة مضللة دون أدلة علمية، نظرا لأن هذا النوع من الأخبار يعطي أملا زائفا لمرضى السرطان الذين يصاب بعضهم في الكثير في الأحيان بالاكتئاب.
وإذا كنت تواظب على شرب بلسم الليمون وتناول عشبة الجنسنغ والأغذية الغنية بالفيتامين سي للعلاج من السرطان، فأنت تحلم بشيء سيكون مآله الفشل، وذلك وفقا للكاتبة روزانا كارثيار في تقرير نشرته صحيفة “لافانغوارديا” الإسبانية.
وأشارت الكاتبة إلى أن خوليو باسولتو اعتمد في كتابه على دراسات مختلفة أجرتها مؤسسات ذات مرجعية موثوقة في مجال أبحاث السرطان من جميع أنحاء العالم، حتى يوضّح الجوانب الصحيحة والزائفة ذات الصلة بالعلاقة القائمة بين أسلوب حياتنا وخطر الإصابة بالسرطان.
ونقدم لك هنا أربع أكاذيب حول علاج السرطان:
1- المنتجات العضوية
أوردت الكاتبة أن الأبحاث العلمية لم تثبت بشكل قطعي أن تناول المنتجات العضوية يمكن أن يلعب دورا مهما في الوقاية من السرطان، بل على العكس من ذلك، يمكن أن يهدد النظام الغذائي الخام صحة المصابين بالسرطان، خاصة الذي يعانون من ضعف المناعة.
وذكر باسولتو أن جميع الدراسات العلمية المنشورة إلى اليوم أثبتت أن المنتجات العضوية ليست مغذية وصحيّة أكثر من المنتجات التقليدية، مما يعني أنك تدفع أموالا إضافية مقابل منتجات ليست ذات قيمة غذائية إضافية.
وأضاف باسولتو أن المنتجات العضوية يمكن أن تتسبب في التسمم الغذائي لأنها تحتوي على نسبة قليلة من المبيدات والمطهّرات وقاتل الميكروبات، لذلك لا تلائم المنتجات العضوية الخام المصاب بالسرطان.
وأكد باسولتو: “أنا لا أنصح مريضا بالسرطان يعاني من ضعف المناعة بتناول المنتجات العضوية نيئة”.
2- المكملات الغذائية
وتروّج المحلات التجارية المختصة ببيع المنتجات العشبية والتقارير الصحفية، لكمٍّ هائل من المكملات الغذائية وأنواع مختلفة من الأعشاب والأنظمة الغذائية التي تزعم كذبا أنها تساعد في علاج السرطان، إلا أننا يجب أن نتوخى الحذر من كل هذه “العلاجات الطبيعية”.
وفي الواقع، إن جزءا مهما من العلاج الكيميائي الخاص بالسرطان مستخلص من النباتات، إلا أن الفرق يكمن في أن الأطباء لا يعطون المريض النبتة وإنما مستخلصا منها في جرعات محددة بدقة تقاس بالميكروغرام.
وبحسب الاختصاصي باسولتو، فإن “من المحتمل أن تثبت إحدى النباتات الطبية فعاليتها ضد مرض السرطان في المستقبل، لكننا سنستخلص مركبها الفعال ونتبيّن آثارها الجانبية على المدى القصير والطويل على صحة المريض، فضلا عن معرفة التفاعل الذي ستحدثه هذه النبتة مع بقية الأدوية الأخرى، ولكنّنا لن نقّدم أبدا للمريض نبتة تعالجه من مرض السرطان”.
وعلى الرغم من وضوح هذه الحجج، فإن العديد من مرضى السرطان يستخدمون النباتات والمكملات الغذائية للتخفيف من آثار العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي، ولكن هذه الطرق لا أساس لها من الصحة من الناحية العلمية.
وقد أوضح باسولتو أن التجارب التي يجريها الأطباء سيتم تقييمها في المستقبل، وإن أثبتت بعض أنواع النباتات فعاليتها فسوف يستخرجون منها العلاج ويقدمونه للمرضى بطريقة آمنة، دون أن يشكل ذلك خطرا على صحته ويتفاعل مع العلاج المعتمد.
3- التفكير الإيجابي
وعادة ما ينصح أطباء الأورام والأطباء النفسيون مرضى السرطان بالتسلح بالتفكير الإيجابي خلال التعامل مع المرض. ولكن باسولتو يرى أن العلم لا يؤيد مثل هذا النوع من النصائح إذ إن “من الضروري استشارة الطبيب النفسي، لأن السرطان يسبب الاكتئاب الذي يؤثر بطريقة سلبية على الصحة، ولكنه لا يؤثر على تطور السرطان الذي تعاني منه”.
وأوردت الكاتبة أنه لا توجد أي أدلة علمية مثبتة أو دراسات جادة تبرهن أن تفكير المريض له علاقة بنمو الخلايا السرطانية.
وأضاف باسولتو أنك إذا كنت من داعمي هذه النظرية فيمكنك إذن إلقاء اللوم على المريض والتحجج بتفكيره السلبي إذا فشل في العلاج من السرطان، أو أن تطلب منه أن يكون إيجابيا لحظة تساقط شعره والشعور بألم لا يوصف.
4- العسل
العسل لا يعالج السرطان أبدا، رغم أن غالبية الأشخاص يعتقدون أن العسل من أفضل الأغذية المفيدة لصحة الإنسان لاحتوائه على مواد مغذية تعزز نظام المناعة وتعالج نزلات البرد، إلا أنه في الحقيقة مشابه للسكر الأبيض.
ما الحقيقة؟
وذكرت الكاتبة أن العلم أثبت أن النباتات والمنتجات العضوية والمكملات الغذائية والتحلي بالتفكير الإيجابي، لا تلعب أي دور في رحلة العلاج من مرض السرطان. ولكن يمكن اعتماد التغذية للتقليل من خطر الإصابة بهذا المرض.
فعلى سبيل المثال، يجب أن نتناول كميات كبيرة من الخضروات ونقلّل من استهلاك المنتجات الحيوانية واللحوم المصنعة ونتجنب شرب الخمور.
وأوضحت الكاتبة أن 11% من حالات الإصابة بجميع أنواع السرطان التي تم تشخيصها في إسبانيا، تعود إلى استهلاك الكحول. وبحسب اختصاصي التغذية خوليو باسولتو فإن “شرب كوب من الخمر يوميا يزيد من خطر الإصابة بالسرطان وخاصة سرطان الثدي لدى النساء (بنسبة 5% وفقا لجمعية السرطان الأميركية) وسرطان القولون لدى الرجال. كما أن تناول لحم الخنزير الإيبيري المعالج يزيد من خطر الإصابة بالسرطان”.
وأشارت الكاتبة إلى أن البيانات المأخوذة من أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، أظهرت أن ما يصل إلى 21% من حالات سرطان الأمعاء سببها تناول اللحوم الحمراء والمصنعة التي تعتبر مسؤولة عن 1.8% من حالات السرطان.