وقعت شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” أمس اتفاقيتي امتياز مع شركة “توتال” الفرنسية حصلت بموجبهما الأخيرة على نسبة 20% في امتياز “أم الشيف ونصر” و5% في امتياز “زاكوم السفلي” البحريين في أبوظبي.
وقدمت “توتال” 4.2 مليارات درهم (ما يعادل 1.15 مليار دولار)، رسم مشاركة في امتياز “أم الشيف ونصر”، و1.1 مليار درهم (300 مليون دولار)، رسم مشاركة في امتياز “زاكوم السفلي”، اللذين ستتولى إدارتهما “أدنوك البحرية”، إحدى شركات مجموعة أدنوك، نيابةً عن الشركاء الآخرين.
قام بتوقيع الاتفاقيتين كل من معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة، الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك”، ومجموعة شركاتها، وباتريك بويان، رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لشركة “توتال”.
جرت مراسم التوقيع في متحف اللوفر أبوظبي، الذي يعكس عمق العلاقات التاريخية بين الإمارات وفرنسا في مختلف المجالات بما فيها السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. وتسري الاتفاقيتان لمدة 40 عاماً تبدأ بأثر رجعي اعتباراً من 9 مارس الجاري.
استفادة
وبهذه المناسبة، قال سلطان الجابر: تتماشى هذه الاتفاقيات مع توجيهات القيادة الرشيدة حيث تهدف إلى الاستفادة من معرفة وخبرة شركة “توتال” في حقول النفط والغاز البحرية في إمارة أبوظبي وتوظيف التكنولوجيا المتطورة، بما يسهم في تطوير الغطاء الغازي الضخم في امتياز “أم الشيف”، وفقاً لأفضل الطرق المجدية اقتصادياً، علماً بأن أدنوك انتهت أخيراً من حفر بئر تقييمية لهذا الغرض وكانت النتائج مشجعة.
كما يأتي هذا التعاون ضمن استراتيجية ” أدنوك المتكاملة 2030 للنمو الذكي”، التي تشمل ضمان إمدادات اقتصادية ومستدامة من الغاز وتحقيق قيمة إضافية وزيادة العائد الاقتصادي والربحية من عملياتنا في جميع مجالات الاستكشاف والتطوير والإنتاج وغيرها.
وأضاف: تمتد الشراكة الاستراتيجية بين أبوظبي و”توتال” لأكثر من 75 عاما قامت خلالها الشركة بدور مهم في تطوير حقول النفط والغاز في الإمارة من خلال علاقات الشراكة والتعاون الوطيدة التي تربطها مع أدنوك في جميع مجالات ومراحل القطاع. وتمثل الاتفاقيات التي تم إبرامها اليوم خطوة مهمة تسهم في ترسيخ أطر التعاون مع إحدى أكبر الشركات العالمية في القطاع مع التركيز على تحقيق قيمة إضافية.
مرحلة جديدة
من جانبه، قال باتريك بويان: تمثل هذه الاتفاقيات بداية مرحلة جديدة في مسيرة الشراكات الاستراتيجية الناجحة التي تربط ” توتال” مع كل من إمارة أبوظبي و” أدنوك” حيث تضمن الاستفادة على المدى البعيد من موارد مؤكدة ذات عائدات تنافسية نمتلك معرفة دقيقة عنها.
وأشار إلى التزام ” توتال” بالعمل والتعاون مع ” أدنوك ” والشركاء الآخرين في الامتياز من خلال توظيف الخبرة الواسعة التي اكتسبتها ” توتال ” من شراكتها في الامتياز البحري السابق الذي كانت تديره ” أدما العاملة ” بما يحقق أفضل عائدات اقتصادية من مناطق الامتياز الجديدة.
ويمثل امتيازا “أم الشيف ونصر” و”زاكوم السفلي” جزءاً من الامتياز البحري الذي كانت تديره سابقاً شركة “أدما العاملة” والتي كانت “توتال” إحدى شركائها منذ عام 1953. وقامت “أدنوك” بتقسيم امتياز “أدما” السابق إلى ثلاث مناطق منفصلة بهدف زيادة العائد الاقتصادي وتنويع وتوسيع نطاق شراكاتها الاستراتيجية وتعزيز تبادل الخبرات الفنية ووصول منتجاتها إلى أسواق جديدة. وبهذه الاتفاقية تنضم “توتال” الفرنسية إلى شركاء امتياز “أم الشيف ونصر” إلى جانب “إيني” الإيطالية التي حصلت مؤخراً على حصة 10% في هذا الامتياز.
ويمتاز مكمن “أم الشيف” للغاز البحري بغطاء غازي ضخم يعد من الأكبر على مستوى المنطقة كما أنه غني بالمكثفات.. واستناداً إلى أنشطة أدنوك الأولية سيقوم الشركاء بإجراء تقييم فني واقتصادي دقيق. ويعتبر المكمن غنياً بالنفط الخام حيث تبلغ الطاقة الإنتاجية لامتياز “أم الشيف ونصر” 460 ألف برميل يومياً.
وتخطط أدنوك لإنتاج 500 مليون قدم مكعب يومياً من الغطاء الغازي في “أم الشيف” للمساهمة في تلبية الطلب المحلي المتنامي على الطاقة وتقليل الاعتماد على الغاز المستورد من الخارج كما تعتزم تكرير المكثفات للحصول على منتجات عالية القيمة تستخدم في مجال البتروكيماويات.
يشار إلى أن “توتال” الفرنسية ستنضم أيضا إلى شركاء امتياز حقل “زاكوم السفلي” والذي يضم ائتلاف الشركات الهندية الذي تقوده شركة النفط والغاز الطبيعي الهندية “فيديش” وشركة “إنبكس” اليابانية إضافة إلى “إيني” الإيطالية.
وتعمل “أدنوك” حالياً على تحديد الفرص مع الشركاء المحتملين فيما يخص الـ 10% المتبقية من حصة 40% في امتياز حقل “زاكوم السفلي” البحري والـ 10% المتبقية في امتياز “أم الشيف ونصر”. وتحتفظ أدنوك بحصة 60% في الامتيازين.
شراكة
تعتبر “توتال” أحد أقدم وأكبر شركاء “أدنوك” الدوليين حيث بدأت أعمالها في قطاع النفط والغاز بأبوظبي منذ 1939 ومع مرور الوقت تطورت الشراكة في مجالات ومراحل القطاع كافة لتشمل استكشاف وتطوير وإنتاج النفط والغاز من الحقول البحرية والبرية والتكرير والمعالجة والشحن، وتعد رابع أكبر شركة للنفط والغاز بالعالم وتغطي أعمالها استكشاف وتطوير وإنتاج النفط والغاز الطبيعي وتوليد الكهرباء والنقل والشحن والتكرير وتسويق وبيع النفط الخام والمنتجات البترولية في الأسواق العالمية، وتعتبر من أكبر مصنعي المواد الكيميائية، حيث بلغ إنتاجها في 2017 من النفط الخام 2.5 مليون برميل يومياً.