توصلت شركة «أدبتيو» التي تضم مجموعة من المستثمرين يمثلهم رئيس مجلس إدارة شركة «إعمار» العقارية محمد العبار، وشركة الخير الوطنية للأسهم والعقارات التي تدير حصة آل الخرافي في «أمريكانا»، إلى اتفاق حول الاستحواذ على غالبية أسهم كبرى شركات الأغذية في الكويت، في صفقة تقدر قيمتها بزهاء 2,3 مليار دولار لإحدى أبرز الشركات العاملة في هذا القطاع في المنطقة.
وجاء في بيان من شركة الخير إلى بورصة الكويت أمس الأول أنه تم توقيع اتفاقية تنفيذ بيع ملزمة بين الطرفين بخصوص بيع كامل حصة شركة الخير في الشركة الكويتية للأغذية أمريكانا إلى شركة أدبتيو.
وأوضح البيان أن الطرفين عاودا في الفترة الماضية التفاوض حول الصفقة، بعد زهاء ثلاثة أسابيع من عدم توصلهما إلى اتفاق بشأنها.
وقال محمد العبار في بيان بعد الإعلان عن الصفقة إننا نتطلع للمضي قدماً في تطوير نجاحات شركة «أمريكانا» والاستفادة من إمكانية نمو النشاط الاقتصادي في المستقبل القريب.
وكانت «أدبتيو» قد رتبت مع عدة بنوك للحصول على قرض مجمع بقيمة 1.5 مليار دولار وشملت البنوك التي شاركت في ترتيب الصفقة «ستاندرد تشارترد» و«كريدي سوسيتيه» والإمارات دبي الوطني والخليج الأول.
ويمتلك آل الخرافي 66,8 بالمئة من مجموع 391 مليون سهم في الشركة. وبحسب البيان، بيع السهم بسعر 2,65 دينار كويتي (8,8 دولار أمريكي).
وبموجب القوانين الكويتية، على «أدبتيو» تقديم عرض مماثل لشراء حصة حاملي الأسهم الآخرين في «أمريكانا».
وعاد سهم الشركة الكويتية للأغذية (أمريكانا) إلى التداول أمس بعد إيضاح الشركة حول تنفيذ صفقة البيع.
وشهد السهم عمليات الدخول عليه في طلبات بسعر 200. 2 دينار وبكمية تقدر بمليوني سهم، دون أي عروض أو صفقات تمت عليه.
وكانت (أمريكانا) أعلنت في بيان لها على الموقع الإلكتروني لسوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) صباح أمس إتمام توقيع اتفاقية تنفيذ بيع ملزمة بين شركة الخير الوطنية للأسهم والعقارات وشركة أدبتيو الإماراتية بسعر بيع بحسب الاتفاقية 2,65 دينار كويتي للسهم الواحد.
وقالت (أمريكانا) إن تنفيذ صفقة البيع سيتم بحسب القواعد والأنظمة المعمول بها لدى سوق الكويت للأوراق المالية وهيئة أسواق المال، مشيرة إلى أن إتمام الصفقة يخضع لعدد محدود من الشروط المتعارف عليها في مثل هذه الصفقات.
وأضافت أن المشتري شركة أدبتيو والبائع شركة الخير الوطنية سيقومان بمراجعة هيئة أسواق المال لاستيفاء كل المستندات المطلوبة وآلية إجراءات عملية البيع.
وذكرت أنه بموجب قوانين هيئة أسواق المال الكويتية وسوق الكويت للأوراق المالية سيكون على (أدبتيو) بعد الانتهاء من صفقة البيع تقديم عرض استحواذ إلزامي لباقي أسهم (أمريكانا).
إنعاش السوق الكويتي
أجمع اقتصاديون كويتيون على أن الصفقة ستنعش تداولات سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) والاقتصاد المحلي لمدد طويلة.
وأوضح الاقتصاديون في لقاءات متفرقة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أمس أن الصفقة سيكون لها انعكاسات إيجابية على مجمل القطاعات المدرجة لاسيما أن السوق يتعطش إلى مثل هذه الصفقات المليارية.
وقال مستشار شركة (أرزاق كابيتال) صلاح السلطان إن الصفقة ستعطي دفعة وجرعة تنشيطية لأسهم مجموعة الخرافي المدرجة في السوق علاوة على أنها ستزيد من سيولة المجموعة، إضافة إلى استفادة الاقتصاد الكويتي منها بصورة غير مباشرة.
وأضاف السلطان أن الانعكاس جاء مبكراً في جلسة أمس حيث شهدت أسهم المجموعة انتعاشة قوية التي طلبت بالحدود العليا ومنها أسهم (الاستثمارات الوطنية) و(الساحل) و(المال) و(المغاربية) و(السورية) إضافة إلى استفادة أسهم بنك الكويت الوطني وبنك الخليج والبنك الأهلي وغيرهم.
من جهته أكد الرئيس التنفيذي لشركة العربي للوساطة المالية، ميثم الشخص، في تصريح ل(كونا) أن السوق كان في حاجة إلى هذه النوعية من الصفقات خاصة وأن المتابع لمسار السوق يلاحظ استفادة أسهم ليس لها علاقة مباشرة بالصفقة إذ ارتفعت بشكل واضح خلال تعاملات أمس مما يدل على تعطش السوق للسيولة.
وبين أن القيمة المتداولة المحققة في الدقائق الأولى من عمر أمس والتي بلغت خمسة ملايين دينار توازي ما كان يتم تحقيقه على مدار الجلسة الواحدة في الأيام الماضية تقريباً.
وذكر أن أثر الصفقة سيمتد إلى قطاع البنوك (الدائنة) لهذه المجموعة وعلى الشركات التي تملك الشركة الكويتية للأغذية (أمريكانا) كما أن المساهم فيها سيستفيد أيضاً من هذا السعر، علاوة على الجهات التي كانت وسيطة، موضحاً أن البورصة ستستفيد من خلال زيادة ضخ السيولة والتي ستدور داخل السوق.
من جانبه قال مدير عام شركة (مينا) للاستشارات الاقتصادية والإدارية عدنان الدليمي، ل(كونا) إن عموم المتعاملين كانوا ينتظرون إتمام الصفقة منذ عدة سنوات كما أن انعكاساتها الإيجابية باتت قوية على السوق.
وأضاف الدليمي أن كل انعكاسات الصفقة لن تتضح بشكل فوري، وإنما ستظهر على المدى الطويل، لاسيما أن توافر السيولة سيجعل شركات المجموعة تمضي قدماً في تنفيذ استراتيجيتها الجديدة.
وتملك الشركة أكثر من 1690 منفذ بيع وتوظف أكثر من 63 ألف شخص في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما لديها 17 مصنعاً في المنطقة وخارجها مخصصة للعديد من المنتجات الغائية.
البنوك الكويتية الرابح الأكبر
يرى محللون واقتصاديون، أن البنوك الكويتية قد تكون الرابح الأكبر من هذه الصفقة التي تقدر قيمتها بنحو 2.4 مليون دولار؛ إذ إن مجموعة الخرافي تدين لعدد من البنوك الكويتية بمليارات الدولارات، ومن المؤكد أنها سوف تستخدم أموال صفقة أمريكانا في سداد هذه الديون.
ولا توجد أرقام دقيقة للديون المستحقة على مجموعة الخرافي، وهي واحدة من أكبر مجموعات المال والأعمال في منطقة الخليج، لكن مصدراً قريباً من المجموعة قال لرويترز أمس، إن هذه الديون تقدر بنحو ستة مليارات دولار.
وقال المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه، إن أمريكانا «هي أفضل أصل من الأصول المدرجة للمجموعة.. ولو أن المجموعة ليس عليها ضغوط من البنوك لما تم البيع أصلاً».
لكنه أوضح أن المبالغ المستحقة على المجموعة «ليست مطلوبة كلها الآن» كما أن الديون يقابلها أصول معروفة ومدرجة وشركات مدرة مثل زين وغيرها.
وقال، إن البنوك ستكون «هي المستفيد الأكبر من الصفقة.. الذي كان يؤرق البنوك هو المخصصات (الاحترازية التي تجنبها البنوك مقابل الديون المشكوك فيها)، وهذه الصفقة ستعالج موضوع المخصصات.»
لكن ناصر النفيسي مدير مركز الجمان للاستشارات الاقتصادية قال، إن هذه الصفقة لن تسدد سوى أكثر من ثلث ديون مجموعة الخرافي للبنوك، ما يجعل البنوك دائنة للمجموعة بمزيد من الأموال.
ويرى النفيسي أن البنوك الدائنة ربما لعبت دوراً مهماً في ترتيبها، لاسيما أن أسهم أمريكانا محل الصفقة ليست حرة، وإنما هي مرهونة لهذه البنوك.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-drD