مجلة مال واعمال

أداء استثنائي لـ3 قطاعات في استراتيجية دبي الصناعية

-

ximage.jpg.pagespeed.ic.YLzagH5W5D

افتتح سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مؤسسة مطارات دبي، الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، أمس قمة التصنيع والتجارة المستقبلية 2017، التي تنظمها مؤسسة دبي لتنمية الصادرات، إحدى مؤسسات اقتصادية دبي، للسنة الثانية على التوالي، في أبراج الإمارات بدبي، بالشراكة مع «اكسبوتريد» المتخصصة في تنظيم الفعاليات والمؤتمرات.

ويستهدف الحدث، المستمر على مدى يومين، مناقشة الاتجاهات المستقبلية في التميز في التصنيع، والاستراتيجيات الرئيسية لتعزيز التجارة والتنمية الاقتصادية.

وجال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم يرافقه سامي القمزي، مدير عام اقتصادية دبي؛ والمهندس ساعد العوضي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الصادرات؛ في المعرض المصاحب للقمة والذي يضم 20 شركة من مزودي الخدمات وأحدث التقنيات في مجال الصناعة.

وفي كلمته الافتتاحية لفعاليات القمة كشف القمزي عن توقعات بتحقيق 3 قطاعات مستهدفة في استراتيجية دبي الصناعية 2030 أداءً استثنائياً خلال العام الجاري مقارنة مع العام الماضي، بحيث تصل نسبة النمو في صادرات الأغذية المصنعة إلى 16 %، و 13 % في صادرات الألمنيوم والمعادن، على أن تسجل صادرات الآلات والمعدات نمواً 11 %.

ريادة

وأشار القمزي إلى أن مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي لإمارة دبي خلال العقد الأخير قد تراوحت ما بين 11% و14%، حيث يعتبر اليوم ثالث أكبر قطاع بعد قطاعي التجارة والخدمات اللوجستية. وتوجد اليوم 18 منطقة صناعية في إمارة دبي، 8 منها في المناطق الحرة.

والتي تشغل نسب 30% من نسبة الأراضي الصناعية الإجمالية، حيث يتم إشغال العديد منها بشكل مشترك مع الأنشطة اللوجستية، وهو الأمر الذي يعكس الطابع التجاري واللوجستي الريادي للإمارة.

وأشاد القمزي بدور دبي الرائد في حركة التجارة الإقليمية والعالمية بعد أن وصل إجمالي التجارة الكلية (المباشرة والمناطق الحرة) من خلال دبي إلى 1.2 تريليون درهم في عام 2016 منها 143 مليار درهم صادرات صناعية، مقارنة ب 132 مليار درهم في عام 2015 أي بمعدل نمو ما يقارب 9%. وخلال الربع الأول من هذا العام.

حققت تجارة دبي الخارجية غير النفطية نموا بنسبة 2.7% لتصل إلى 327 مليار درهم متخطية بذلك التحديات التي تواجه التجارة العالمية والتي نمت بأقل من 2% في نفس الفترة.

ابتكارات

ودعا القمزي إلى نشر ثقافة التميز والإبداع والابتكار لتكون دبي منصة عالمية للصناعات المبتكرة والوجهة المفضلة للشركات العالمية التي تبحث عن بيئة متكاملة وملائمة للنمو والاستدامة. وقد أطلقت دبي عدداً من المبادرات مثل مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي.

و مركز حمدان للإبداع والابتكار، ومبادرة «شركاء دبي للابتكار» واستراتيجية دبي الصناعية 2030 بهدف دفع القطاع الخاص نحو مزيد من الابتكار، وتشجيع ودعم الشركات الوطنية لتنمية منتجات وخدمات مبتكرة، واستقطاب الشركات العالمية الرائدة في مجال الابتكار. هذا بالإضافة إلى تعزيز مكانة دبي والإمارات كمركز عالمي لاختبار الابتكارات الجديدة وإنشاء مجتمعات ومناطق مخصصة للابتكار.

خطة

وقال مدير عام اقتصادية دبي: يأتي تنظيم قمة التصنيع والتجارة المستقبلية في ظل تحولات عالمية على الصعد التقنية والجغرافية، فالصناعة العالمية اليوم يقودها الابتكار، الذي يجسد تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة التي تساهم في إعادة صياغة طريقة الإنتاج والمنتجات بحد ذاتها.

وإدراكا من قيادتنا الرشيدة بضرورة مواكبة مستجدات التكنولوجيا وتحقيق الريادة العالمية، أطلقت الدولة منذ سنة بالتحديد أول خطة عالمية لتبني الثورة الصناعية الرابعة، وتلاها تشكيل «مجلس الإمارات للثورة الصناعية الرابعة» بهدف وضع استراتيجية الدولة للثورة الصناعية وقيادتها الى واقع عملي، إضافة إلى إطار حوكمة التشريعات التنظيمية والسياسات الداعمة لها.

وأشار القمزي إلى أن هذه المبادرات تتوافق مع توجهات الدولة في استشراف المستقبل، وبناء قاعدة صناعية متطورة للقرن الواحد والعشرين ترتكز على كفاءات الإنسان وتصبح نموذجاً يحتذى به في جميع أنحاء العالم.

وأكد أن مؤسسة دبي لتنمية الصادرات تعمل على تمكين المصنعين والمصدرين في إمارة دبي ودولة الإمارات بشكل عام وذلك عبر الاستفادة من أطر العمل التنظيمي والبنية التحتية للمنافسة العالمية، حيث يعد التميز والابتكار في مجال التصنيع مفتاح النجاح أمام الشركات المحلية لشق طريقها في الأسواق الواعدة.

تنافسية

ومن جانبه، قال المهندس ساعد العوضي: «جاءت «استراتيجية دبي الصناعية 2030» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لنقل دبي من مرحلة النمو إلى مرحلة النضوج على مستوى التطور الصناعي وتطور الأنظمة الاقتصادية من خلال وضع وتنفيذ سياسات صناعية بعيدة الأمد بما يعزز التنافسية والاستدامة للقطاع الصناعي في دبي ومناطقها الحرة.

وسيلعب قطاع الصناعة الإماراتي المزدهر دوراً رئيسياً في اقتصاد المستقبل، واحتلال موقع الريادة في بناء قاعدة صناعية متطورة للقرن الواحد والعشرين ترتكز على كفاءات الإنسان، وتصبح نموذجاً يحتذى به في جميع أنحاء العالم».

وأضاف العوضي: «نحرص من خلال هذه القمة على المشاركة في دعم التواصل المباشر بين الجهات المحلية والدولية ورجال الأعمال من المصنعين، وخلق فرص الحصول على التقنيات الحديثة والتعرف على الابتكارات المتعلقة بتطوير الصناعة والمنتج المحلي، بالإضافة إلى عرض أفضل الممارسات العالمية في الصناعة والتصدير.

وسنقوم من خلال القمة وبمشاركة نخبة من الخبراء الدوليين والإقليميين في مجال الصناعة، بتقديم جلسات رئيسية، وحلقات نقاش، ودراسات حالة عن المواضيع التي تشكل مستقبل التصنيع والتجارة في المنطقة، بالإضافة إلى مناقشة ملامح «الثورة الصناعية الرابعة» الجديدة».

قطاع استراتيجي

وقدم الدكتور عبد العزيز استيتيه، المستشار الاقتصادي بالمجلس التنفيذي لإمارة دبي، العرض الرئيسي، وركز على استراتيجية دبي الصناعية 2030 وكيفية تحول دبي لتصبح منصة صناعية.

وعلق قائلا: «تقوم دبي بتعزيز نموها الاقتصادي وتوسيع نطاق التنوع عن طريق التركيز على التصنيع كقطاع استراتيجي خامس، إلى جانب التجارة والخدمات اللوجستية والتمويل والسياحة. والهدف هو أن تصبح منصة عالمية للصناعات القائمة على المعرفة والاستدامة والابتكار».

وقدم الدكتور ميشيلا كولا، مدير قسم الصناعة 4.0، فولكس واجن، ألمانيا، موضوع تحت عنوان الثورة الصناعية الرابعة – تحقيق التميز في التصنيع، حيث قال: «إن الثورة الصناعية الرابعة تبين التواصل الذكي والاني بين الأفراد والأشياء والأنظمة والمنصات.

وتتيح إمكانيات جديدة في جميع مجالات الحياة. إن نهجنا يقوم على الصناعة 4.0 متعددة المهام، ولا ينصب التركيز الرئيسي هنا حول تطبيق الحلول المستقلة، بل الهدف من ذلك هو تغيير سلسلة القيمة بأكملها في الشركة وتحقيق عمليات متكاملة وموصولة عالمياً عبر الشبكات».

خبرات

وتناولت فعاليات اليوم الأول من القمة مستقبل التصنيع والتجارة في منصة 3DEXPERIENCE والتي قدمها أوليفييه ليترتر، العضو المنتدب لشركة داسو سيستيمس يوروست، فرنسا، والتصنيع الذكي قدمه علي الجاسم، الرئيس التنفيذي لشركة اتحاد إيسكو، الإمارات ؛ ومنصة الجيل القادم للتجارة والتصنيع والخدمات اللوجستية التي قدمها مصطفى خضير، مدير أول ـ التجاري في مدينة خليفة الصناعية.

ومن جانبه استعرض أوليفيه لوتورتر مدير شركة «داسو سيستم» آليات تعامل الشركات الصناعية مع المتغيرات التقنية المتسارعة مؤكداً أهمية الربط ما بين الكفاءة والابتكار لتحقيق الامتياز، وشدد خلال مشاركته في الحدث على ضرورة الاهتمام بالكوادر البشرية وتطوير إمكانات فريق العمل في ظل عمليات التحول والتغيير التي يشهدها القطاع الصناعي.

وتعرض شركات مثل لايتهاوس، تايبرورا، داسوات سيستيمس، دايفوكو، بوش، روكويل أوتوميشن، مدينة خليفة الصناعية (كيزاد)، شنايدر إلكتريك، واحة الصحة الصناعية حلولاً مبتكرة إلى جانب أحدث التقنيات في مجال الصناعة التحويلية مع أيه بي بي، كاواساكي روبوتس، فانوك، من بين آخرين.

وسيركز اليوم الثاني من القمة على الموضوعات المتعلقة بتحسين سلسلة التوريد والصناعات الموفرة للطاقة وقيادة التميز التشغيلي والبيانات الكبيرة كجسر مستقبل التصنيع الذكي، وأنظمة الإنتاج الافتراضية والتحول الرقمي في التصنيع.

ساعد العوضي: تأثير محدود لـ «القيمة المضافة»

أشار ساعد العوضي المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الصادرات، إحدى مؤسسات اقتصادية دبي إلى أن آثار ضريبة القيمة المضافة عند البدء في تطبيقها خلال العام المقبل ستكون محدودة في ظل انخفاض نسبتها مقارنة مع العديد من الدول الصناعية في العالم والتي تفرض ضرائب تصل إلى 20 %.

ولفت في تصريحات صحفية إلى أن المؤسسة ستعمل على توسيع خدمات دعم المصدرين الصناعيين في دبي بما يعزز من قدراتهم على مواكبة انعكاسات الضريبة.

وأوضح أن المؤسسة تقدم دعماً متكاملاً للمصدرين لمساعدتهم على الانتشار عالمياً، لافتاً إلى أنها ستعمل على توسيع شريحة المستفيدين من خدماتها. وأوضح أن «دبي لتنمية الصادرات» ستعزز من أنشطة وفعاليات دعم المصدرين بما يضمن توازن العمل الصناعي والتصديري في ظل الضريبة.

وأضاف: «سنعمل على تفعيل المزيد من الأنشطة للمساهمة في تعزيز قدرة المنتج الإماراتي على الوصول الى أسواق العالم». وأضاف «مؤسسة الصادرات تغطي 50% من الخطة الفعلية لدعم المصدرين، ومن المتوقع زيادة عدد المستفيدين من برنامج دعم المصدرين وإتاحة المشاركة في أكثر من 3 مساهمات بالأنشطة بالعام».