قال محللان ماليان إن التعاملات الرمضانية على الأسهم في أسواق الإمارات عموماً، أصبحت تتميز بأخلاقيات خاصة تتناسب مع حرمة الشهر الفضيل، تقضي بعدم ارتكاب الممارسات السلبية التي تؤثر في صدقية الأسواق، وأهمها التزام المضاربين بوقف الشائعات وعدم تضليل صغار المضاربين من خلال طلبات أو عروض بيع وهمية تؤدي إلى تعرضهم لخسائر استثمارية، وكذا توقف أعضاء مجالس إدارات الشركات عن استغلال المعلومات الداخلية غير المفصح عنها لاتخاذ قرارات شراء أو بيع تحقق لهم مكاسب على حساب الآخرين.
ونصح المحللان المستثمرين باستخدام بعض المؤشرات الفنية الجديدة لاتخاذ القرارات الاستثمارية في الوقت الحالي، مثل تتبع تحركات “الأموال الذكية” كمؤشر جيد للتعرف إلى توجهات الاستثمار المحترف، مشيرين إلى أن هذه الأموال هي استثمارات تدخل الأسواق المالية وتخرج منها في الوقت المناسب، ويكون المحرك الرئيس لها امتلاكها قدرات واسعة للوصول إلى المعلومات التي قد لا تتوافر للمتعاملين كافة في الأسواق، لذا تربح “الأموال الذكية” إجمالاً بغض النظر عن الخسائر المرحلية.
وشهدت أسواق الأسهم الإماراتية انخفاضات كبيرة في أحجام التداولات في الأسبوع الماضي، الذي تزامن مع حلول شهر رمضان، فانخفض إجمالي تداولات سوق الإمارات إلى 311.8 مليون درهم مقابل 808.6 مليون درهم في الأسبوع السابق، وسجلت جلسة تداول الأربعاء الماضي رقماً قياسياً في تدني أحجام التداولات، لتشهد تداولات هي الأقل منذ بداية العام الجاري، وبواقع 66 مليون درهم فقط في كل من سوقي دبي وأبوظبي الماليين.
وقال المحللون إن قيمة التداولات عادة ما تتراجع بنسبة كبيرة في الأسبوع الأول من شهر رمضان والأسبوع الأخير، بينما تنشط الأسواق خلال الأسبوعين الثاني والثالث من الشهر الفضيل.
من جهته قالت رئيسة قسم البحوث والدراسات المالية في شركة الفجر للأوراق المالية، مها كنز “شهد الأسبوع الماضي، الذي تزامن مع أول أيام شهر رمضان، انخفاضاً كبيراً في أحجام التداولات بالسوق، رأينا أحجام تداولات خلال إحدى جلسات الأسبوع هي الأقل منذ بداية العام الجاري”.
وأشارت إلى أن تداولات الأسبوع الماضي أظهرت أن فترة الصيف تعد بلا شك فترة ركود في حركة التداولات بسبب موسم الإجازات، إذ ظهر جلياً عزوف المستثمرين عن التداول في يونيو الماضي، حتى وصلت أحجام التداولات للسوقين معاً إلى نحو 3.13 مليار درهم، وهو ما يعد الأقل منذ بداية العام، لافتة إلى أنه مع حلول أول أيام رمضان، انحسرت السيولة بشكل كبير عن الأسواق، وبدأت الأسعار في الانخفاض.
وقالت كنز إن بعض المستثمرين يكونون أكثر حرفية وخبرة في التعامل مع الأسواق المالية أكثر من غيرهم، وتعرف أموالهم أو الأموال التي تحت إداراتهم بـ”الأموال الذكية”، لذا يكون تتبع تحركات تلك الأموال مؤشراً جيداً للتعرف إلى توجهات هؤلاء المحترفين نحو الأسواق المالية وأحد المؤشرات الفنية التي يمكن استخدامها.
وأوضحت أن بعض المستثمرين يختارون أن يسيروا في مركب هؤلاء المحترفين، فيشترون وقتما يشترون، ويبيعون عندما يدركون أن أصحاب الأموال الذكية يخرجون من الأسواق، وهو ما يسمى (اتباع الأموال الذكية)، والمقصد من ذلك هو تبني الاتجاه نفسه الذي يتفق عليه هؤلاء المستثمرون المحترفون في الأسواق.
وأكدت كنز أن الأموال الذكية هي الأموال التي تدخل وتخرج من الأسواق المالية في الوقت المناسب، ويكون المحرك الرئيس لها هو امتلاكها قدرات واسعة للوصول إلى المعلومات التي قد لا تتوافر للمتعاملين جميعهم في الأسواق، لذا تربح هذه الأموال إجمالاً بغض النظر عن الخسائر المرحلية.
من جهته، قال مستشار الأسهم في بنك أبوظبي الوطني، زياد الدباس، إن أهم الملاحظات على أداء أسواق الأسهم في الأسبوع الأول من رمضان تمثل في تراجع قيمة التداولات بسبب انشغال المستثمرين والمضاربين الأفراد بالأمور الدينية والاجتماعية، الذي يتزامن مع انخفاض عدد ساعات الدوام الرسمي في المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، موضحاً أن قيمة التداولات عادة ما تتراجع بنسبة كبيرة في الأسبوع الأول من شهر رمضان والأسبوع الأخير، بينما تنشط الأسواق خلال الأسبوعين الثاني والثالث من الشهر.
وأضاف الدباس أنه على الرغم من أن التداول الإلكتروني سهل عملية متابعة حركة الأسواق، وسهل عملية اتخاذ قرارات الاستثمار سواء بالبيع أو الشراء، إلا أن قيمة التداولات خلال موسم الصيف دائماً ما تتراجع بسبب سفر نسبة كبيرة من المستثمرين لقضاء الإجازات الصيفية.
وأشار إلى أن شهر رمضان عموماً يشهد التزام عدد كبير من المضاربين في أسواق المنطقة بأخلاقيات التعامل المثالي في الأسواق، من حيث وقف الشائعات التي تهدف إلى خلق طلب أو عرض مصطنع على أسهم بعض شركات المضاربة بهدف تحقيق مكاسب سريعة، لافتاً إلى أن الشهر الفضيل يشهد كذلك الالتزام بعدم تضليل صغار المضاربين من خلال طلبات أو عروض بيع وهمية تؤدي إلى تعرضهم لخسائر استثمارية.
ونبه الدباس إلى أن أعضاء مجالس إدارات الشركات والإدارات التنفيذية يلتزمون كذلك في شهر رمضان بعدم استغلال المعلومات الداخلية غير المفصح عنها لاتخاذ قرارات شراء أو بيع تحقق لهم مكاسب، وكذا بعدم ارتكاب غيرها من الممارسات السلبية، التي تؤثر في صدقية الأسواق.
ودعا إدارات الشركات المساهمة العامة إلى الالتزام بعدالة الحصول على المعلومات لشرائح المستثمرين والمساهمين كافة، وعدم تفضيل أي جهة أو فئة بالحصول على هذه المعلومات على حساب بقية المساهمين والمتعاملين، لافتاً إلى أن عدالة الحصول على المعلومات تسهم في رفع مستوى الثقة في الأسواق ورفع مستوى كفاءتها.