مجلة مال واعمال

«أخبار الساعة»: انخفاض النفط بداية ركود عالمي

-

140

رأت نشرة «أخبار الساعة» أن ما تمر به أسواق النفط العالمية حالياً من تراجع لن يكون أمراً طارئاً فإذا كانت أسعار النفط قد انطلقت العام الماضي في رحلتها نحو الهبوط مدفوعة ببعض السياسات النفطية لدول مثل أميركا وروسيا الاتحادية فإن تعمق تراجعها خلال الأسابيع الماضية يعود إلى عوامل مختلفة عن ذلك ولا ترتبط بجانب العرض بقدر ما هي مرتبطة جذرياً بما يحدث في جانب الطلب حيث التباطؤ الاقتصادي المثير للريبة في الصين الذي يبدو أن كل ما حدث فيه خلال الفترة الماضية ليس إلا بداية لرحلة طويلة نحو الركود قد تقود الاقتصاد العالمي إلى قاع جديد على منحنى الأداء.

مستويات متدنية

وتحت عنوان «أسعار النفط ومستقبل الاقتصاد العالمي» أضافت إن أسعار النفط العالميـة تدور الآن حول 45 دولاراً للبرميل وذلك بالنسـبة إلى خام برنت القياسـي في حين تدور أسعار الخام الأميركي الخفيف حول 40 دولاراً وهذه المستويات هي الأدنى منذ المراحل الأولى للأزمـة المالية العالمية إذ لم تبلغها الأسعار منذ الشهور الأولى من عـام 2009.

وأوضحت أنه مؤشـر إلى حقيقة الضغوط الشديدة التي تعانيها الأسـواق العالمية في الوقت الراهـن مقارنة بأي مرحلة على مدار السنوات الخمس الماضية. وأوضحت النشرة – التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية – أنه إذا كان تراجع أسعار أي سلعة ينتج في المقام الأول وقبل أي سبب آخر عن اختلال العلاقة بين جانبي العرض والطلب عليها بما يؤدي إلى حدوث فائض في المعروض منها في الأسواق فإن أسباب هذا الاختلال بدوره تختلف من مرحلة إلى أخرى ووفق طبيعة هذه الأسباب يمكن معرفة إلى أي مدى سيستمر الاختلال وبالتالي الآثار الناجمـة عنه.

عرض وطلب

وبينت أنه إذا كان خلل العلاقة بين العرض والطلب الذي تعانيه أسواق النفط العالمية منذ فترة ليست بالقصيرة قد نتج في البداية عن السياسة النفطية التوسعية التي تبنتها بعض الدول غير الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» وعلى رأسها أميركا وروسيا وبعض الدول الأخرى الأقل نسبياً في الإنتاج مثل كندا . فإن أسبابه الآن أصبحت مختلفة بعض الشيء إذ تتجه الأنظار حالياً إلى تراجع الطلب العالمي على النفط والذي يعود بدوره إلى تراجع معدل نمو اقتصاد الصين إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من 25 عاماً الأمر الذي زعزع ما كان متبقياً من الاستقرار الاقتصادي العالمي ولاسيما في ظل المكانة التي يشغلها الاقتصاد الصيني الذي ظل على مدار السنوات المنقضية منذ بداية الأزمة المالية العالمية المحفز الرئيسي للنمو.

مشكلة حقيقية

وأضافت إن معدل نموه كان دليلاً على أن الاقتصاد العالمي لايزال يتمتع ببعض الزخم وخاصة أن النمو الصيني في ذاته يعتمد بشكل أو بآخر على استمرار الطلب العالمي على المنتجات الصينية وبالتالي فإن تباطؤ نموه لفت الانتباه إلى أن هناك مشكلة حقيقية يعانيها اقتصاد العالم.