أكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران، الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، أن الأمن يشكل أحد أعمدة قطاع الطيران المدني العالمي، الذي لا يمكن لشركات الطيران أو المطارات تحقيق النجاح بدونه، وقال سموه في افتتاحية لتقرير حول أمن الطيران لمجموعة الإمارات على هامش ندوة «أمن الطيران المدني» أمس: «نحن في مجموعة طيران الإمارات ملتزمون بتطبيق أعلى معدلات ومعايير الأمن والسلامة في عملياتنا، حيث يقوم فريق الدائرة الأمنية بالمجموعة بترسيخ تلك المعايير من خلال التدريب والتعليم المتواصلين، والاستعراضات الدقيقة لأنظمتنا وعملياتنا، والأهم من ذلك التعاون والشراكة مع أصحاب المصلحة».
حضر سموه ندوة «أمن الطيران المدني» التي نظمتها الدائرة الأمنية في مجموعة الإمارات، في دورتها الثالثة، أمس في دبي، والتي حملت عنوان «استباق الغد»، وتشمل عروضاً تقديمية وورش عمل وتدريبات حية وحلقات نقاش وأنشطة تواصل مختلفة، ما يوفر فرصاً لتبادل الخبرات وبناء العلاقات مع الخبراء في صناعة الطيران.
تحقيق أنظمة متكاملة
وقال تيم كلارك رئيس طيران الإمارات في كلمته أمام الندوة: «لكي يكون أمن الطيران فعالاً، فعلينا أن نفكر ونعمل على تحقيق أنظمة متكاملة، ونحن بحاجة إلى التعامل مع العناصر البشرية بفعالية، والاستفادة من التقنيات الحديثة، وتسهيل التعاون بين شركاء الطيران، وهنالك أمثلة عدة عن التأثير الإيجابي للتكنولوجيا والتفكير المبتكر والتعاون في مجال الأمن، وكان أحدثها الحظر الأميركي على الإلكترونيات، حيث جاءت هذه التوجيهات نتيجة الخوف من إمكانية إخفاء متفجرات في أجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية، وقد أثرت فينا هذه الإجراءات ربما أكثر من أي ناقلة جوية أخرى، وكانت البروتوكولات الجديدة أمراً لم تتوقعه الناقلات الجوية والمطارات والشركاء الآخرون، ولم يكن أمامنا سوى 96 ساعة فقط لتنفيذ التوجيهات».
وأضاف: «كان من الممكن أن يكون لقرار حظر الإلكترونيات تأثير سلبي كبير فينا، وكان من الممكن أن نخسر حوالي نصف عدد عملائنا المسافرين إلى الولايات المتحدة، لولا الاستجابة السريعة من جميع شركاء الطيران في دبي، وبعد ذلك، كان أمامنا 21 يوماً لوضع أجهزة أكثر تقدماً للكشف عن المتفجرات، و120 يوماً للامتثال لعدد من التدابير الأمنية الأخرى، ومرة أخرى، تعاون جميع شركاء الطيران في دبي بشكل وثيق لتوفير أجهزة فحص جديدة، وتعيين موظفين من ذوي الخبرة لتشغيلها، وعملنا لاحقاً مع كل من وزارة النقل والأمن الداخلي في الولايات المتحدة الأمريكية لمراجعة هذه التدابير الجديدة. وقد أدت جميع الجهود التي بذلناها إلى رفع الحظر، فيما بعد، عن حمل الأجهزة الإلكترونية على الطائرات.
نمو النصف الأول
وقال كلارك للصحفيين على هامش الندوة، «الأشهر الستة الأولى كانت أفضل كثيراً من مثيلتها قبل عام، وستعلن الشركة نتائج الأشهر الستة التي انتهت في 30 سبتمبر/ أيلول الشهر المقبل، وقد واجهت الشركة هذا العام قيوداً على السفر فرضتها الولايات المتحدة، وشملت بصفة أساسية شركات الشرق الأوسط إلا أن معظمها أُلغي، وقلصت الشركة وتيرة بعض الرحلات المتجهة للولايات المتحدة؛ نتيجة القيود التي أضعفت الطلب، وأشار إلى أن الطلب تراجع نحو 15 إلى 18% على رحلات الولايات المتحدة، لكن شركة الطيران سجلت نشاطاً صيفياً قوياً هناك».
شؤون الأجانب
وبدوره قال اللواء عبيد مهير بن سرور نائب مدير عام الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي: «المطارات بشكل عام تتوسع من حيث المساحة لاستيعاب المسافرين الذين هم دائماً في ازدياد مستمر، و مطار دبي في آخر عشرين عاماً شهد عدة توسعات ضخمة؛ وذلك لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المسافرين، وفي عام 2020 نتوقع أن يصل عدد المسافرين إلى 124 مليون مسافر، ولكن مع هذا التوسع المستمر من حيث المساحات، نجد أننا دائماً نرى مشهد الازدحام أمامنا، الأمر الذي يجعلنا نفكر أن التوسع في المساحة لن يجدي في المستقبل، ويجب علينا أن نفكر بطريقة أخرى للتعامل مع المسافرين، لا سيما إذا نظرنا إلى أن المساحات ستكون محدودة في المستقبل، فلذلك يجب التفكير في طريقة أخرى في إنهاء إجراءات المسافرين».
الأمن والسرعة
وأضاف: «هناك رؤية لحكومة دبي لخلق توازن ما بين الأمن والسرعة والخدمة، فهذه العناصر الثلاثة هي من أولوياتنا، وخلق هذا التوازن يضعنا أمام تحدٍّ كبير، ويقودنا إلى التفكير بطريقة أخرى لتطوير إجراءات الدخول، وتقليل الضغط على موظف الجوازات على الكاونتر التقليدي، ونقلها إلى غرفة العمليات، ولذلك أطلقنا قبل عامين ما يسمى بجيل المغادرة، حيث نقلنا هذه الإجراءات إلى غرفة العمليات، وتم التعاون معنا من طيران الإمارات؛ حيث كانت المرحلة الأولى في المبنى الثالث من مطار دبي، وهو المبنى التابع لطيران الإمارات، مشيراً إلى أن ما يميز هذا المشروع عن نظام المعلومات السابق المتبع في معظم مطارات العالم، أن هذا النظام، ربط مباشرة مع طيران الإمارات، وفي المراحل القادمة سيكون، في المباني التابعة لمطارات دبي، والمعلومات تصلنا بوقت كافٍ يصل إلى 3 أيام، ولدينا وقت كافٍ للتحقق من المسافرين وإعطاء المسافر الضوء الأخضر للمغادرة، وفي المرحلة الثانية التي بدأت بالفعل ستشمل تطبيق هذا النظام على القادمين أيضاً».
الأثر الفعلي
وأضاف بن سرور: «أما الأثر الفعلي لتحويل 81% من إجراءات الكاونتر التقليدي إلى غرفة العمليات، فنجد أنه انخفضت نسبة الوقت بالنسبة لكاونتر الجوازات إلى 5 ثوانٍ من أصل 15 ثانية، والحد الأقصى لانتظار المسافرين في طوابير الجوازات أصبح 15 دقيقة، أي أنه انخفض بنسبة 50% تقريباً، كما ساهم ذلك في انخفاض عدد الكاونترات إلى 12 كاونتر بانخفاض 68%، وساهم أيضاً في ارتفاع نسبة الإنتاجية، حيث باستطاعتنا إنهاء إجراءات ما لا يقل عن 4320 مسافراً في الساعة، بزيادة بنسبة 184%، كما أصبح هناك تعزيز لعملية التدقيق الأمني، وهناك مجال للتدقيق والمقارنة والوصول إلى القرار السليم بما يتعلق بأي مسافر بشكل أسرع، وتم أيضاً رفع مستوى الرضا للمسافرين في مطارات دبي، وفي أوقات الذروة أصبحنا أكثر فعالية في التخليص في إجراءات المسافرين».
تكريم أبرز شركاء الطيران
كرّم سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم أبرز شركاء الطيران، تقديراً لجهودهم في المحافظة على الأمن في دبي. وشملت القائمة: الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، واللواء عبد الله خليفة بن صقر المري، القائد العام لشرطة دبي، واللواء طلال حميد بالهول، مدير عام جهاز أمن الدولة في دبي، واللواء أحمد محمد بن ثاني، مساعد القائد العام لشؤون المنافذ، واللواء عبيد مهير بن سرور، نائب مدير الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي، وخليفة حسن الدراي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، وبول غريفيث، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مطارات دبي.
«ترانس غارد» تتعامل مع 7 مليارات درهم يومياً
قال ربيع عطية، نائب رئيس، أمن مجموعة طيران الإمارات إن النمو المتسارع يلعب دوراً مهماً في تحفيز قطاع الخدمات الإماراتي، مشيرا إلى أن حصة الشركة في السوق المحلي وصلت إلى أكثر من 93% من السيولة النقدية المتداولة.
وأضاف أن ترانس غارد إحدى شركات مجموعة الإمارات تتعامل يومياً مع أكثر من 6 – 7 مليارات درهم، كاشفاً أن حجم الأشياء الثمينة التي تمر عبر مطار دبي الدولي تتراوح بين 600 إلى 700 طن من الذهب والأشياء الثمينة في حين يصل حجم النقد إلى 25 مليار دولار سنوياً.
وقال: «حجم تبادل المجوهرات والنقد عبر دبي ارتفع بنسبة 8% خلال الفترة الماضية، الأمر الذي يرجع إلى أهمية دبي كمركز ربط إقليمي وعالمي، بالإضافة إلى إدخال تقنيات عالمية جديدة لحفظ نقل النقود والأشياء الثمينة، ويوجد لدى المجموعة حالياً 450 عربة نقل مصفحة».