لا شك أن الرياضات البحرية والشاطئية لا تقل اهمية ومكانة عن بقية الرياضات الأخرى، وهي تجد رواجا كبيراً في الأندية الرياضية، لما تتمتع به هذه الرياضة بالعديد من الفوائد الصحية بالنسبة للقلب والعضلات والمفاصل وقبل ذلك العقل ثم بقية اعضاءالجسم، شريطة تأديتها بشكل سليم وممنهج، وخلال السنوات الاخيرة حدثت طفرة كبرى في دولة الإمارات في مجال الرياضة البحرية، مما جعلها تحتل موقعا مهما في دول العالم التى تهتم بمثل هذه الرياضة بل وأصبحت رائدة في الرياضات البحرية خاصة في الزوارق السريعة والشراعية والفورمولا والدراجات المائية وذهبت دولة الإمارات الى ابعد من ذلك وهي تصدر بعض الرياضات البحرية التى ابتكرتها الى دول العالم لتقيم لها هذه الأخيرة بطولات عالمية، في هذا الاطار ذهبت مال واعمال إلى نادي الفجيرة الدولي للرياضات البحرية، هذا الصرح الضخم والعملاق الذي فاقت شهرته الافاق، بما يقدمه من خدمات وما حققه من انجازات فجعلته يحتل مكانة رفيعة بين نظرائه من النوادي على جميع المستويات المحلية واالاقليمية والدولية. مال واعمال حاورت المدير التنفيذي لنادي الفجيرة الرياضي وخرجت بهذه الحصيلة الشيقة..
متى تأسس نادي الفجيرة الدولي للرياضات البحرية؟
البلوشي: الحقيقة بعد النجاح الكبير الذي حققته امارة الفجيرة في تنظيم فعاليات بطولة العالم لسباق الزوارق السريعة ( الفئة الأولى ) وقد كانت هذه المسابقات من اكبر واضخم المسابقات التى تم تنظيمها لأول مرة في نوفمبر في عام 1998.
هذا النجاح الذي ظل حديث وسائل الإعلام العالمية لفترة طويلة وجذب انظار العالم الى امارة الفجيرة، من هنا جاءت النظرة الثاقبة والفكرة المتقدة لصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الاعلى حاكم الفجيرة حفظه الله حيث امر بإنشاء هذا الصرح الرياضي الشامخ والعملاق وهو نادي الفجيرة الدولي للرياضات البحرية .
وكان المرسوم الاميري رقم (1) لعام 1999 للتأسيس بتاريخ 15 مارس 1999، والذي يقضي بتشكيل مجلس ادارة من رئيس ونائب رئيس واعضاء، والذي استمر في ادارة شئون النادي منذ التأسيس حتى اللحظة، وقد كان هذا المرسوم لتقديم افضل خدمات (المارينا)على احدث الطراز، وهو مجهز بجميع التجهيزات الازمة لاستقبال جميع السباقات البحرية وبمختلف انواعها.
كيف كان تأسيسكم في البداية؟ اعني البنية التحتية للنادي؟
البلوشي: بدأنا بمبنى تم منحه لنا من قبل الحكومة ومنحتنتا ايضا عشرين موقفاً للقوارب في النادى، ومن ثم وفي 2001 بدأنا بانشاء مركز غوص عن طريق احدى الشركات الكبرى العالمية في ذلك الوقت، كانت خطتنا منذ البداية ان نوفر الخدمات المتكاملة وبجودة عالية تساهم في تطوير وارتقاء النادي ليكون بمصاف النوادي العالمية، فقمنا بانشاء مطاعم سياحية تشرف عليها شركات معروفة وهي شركات متخصصة في ادارة المطاعم، بعد ذلك قمنا بتوفير خدمة البترول حيث لم تكن موجودة، ثم خدمة صيانة القوارب وخدمة تنظيفها، ومع تطور النادي زادت الطفرة وبالتالي كانت هناك زيادة اطرادية بزيادة الاعباء، لذا قمنا بتطوير المواقف وزيادة عددها، نحن نمتلك اليوم 180 موقفا في البحر وفي اليابسة نمتلك 120 موقفاً، نحن نبذل مجهودا كبيرا في خدمة عملائنا، ونوفر لهم كل الخدمات التى يحتاجونها، ولدينا كوادر يمتلكون خبرة تراكمية عالية للتعامل مع العملاء حيث يقومون بستهيل وتذليل كافة الصعوبات التى يمر عملائنا هذا ان كانت هناك اصلا صعوبات، نحن هنا نرحب بالجميع.
هل هناك فنادق قمتم بانشائها تكملة للخدمات التى تقدمونها لعملائكم؟
البلوشي: نعم، جاء الينا المستثمرون من كل مكان ولكن ليس لدينا متسع للجميع، وقد جاء المستثمر الاول واقام فندقا داخل النادي نحن نضع في الاولية خدمة الأعضاء وتوفير كل ما يحتاجه من خدمات سواء فنادق او مطاعم او مقاهي او غيرها او حتى ورش لصيانة المحركات التى تخص القوارب مع ملاحظة اننا نمنع الورش الفرعية من الدخول الى النادي باستثناء الوكلاء كما اننا توسعنا في منطقة البحر، واعطينا مشروعاً استثمارياً لإنشاء قرية (الماسة ) وهي عبارة عن سلسلة مطاعم وسلسلة مقاهي وغيرها هو عبارة عن مشروع متكامل وقد تحصلنا على موافقة البناء من البلدية وقد اتفقنا مع المستثمر لمدة خمسة وعشرين سنة بعد ذلك تؤول ملكية المشروع الى النادي وكذلك الفندق عقده خمسون عاما بعد ذلك تؤول ملكيته الى النادي،
ما هو البعد الاستراتيجي لهذه الاتفاقيات؟
البلوشي: هذه في تقديري من الفوائد التى تحمل نظرة إستراتيجية للنادي. نحن ننظر الى اجيالنا القادمة وهي نظرة غرسها فينا سمو الشيخ زايد رحمة الله وشيوخ الامارت، ونحن نرى الإمارات اليوم. الاجيال القادمة هي الثروة الحقيقية والانسان اغلى راس مال، ونحن نحمد الله ان اجيالنا القادمة سوف تاتي لتحصد ما زرعناه. ونتمنى ان يحافظوا على هذا الارث الذي وضعه لهم ابائهم واجدادهم، أن أولى واجبابتنا ان نحافظ على ما غرسه واسسه الشيخ زايد طيب الله ثراه، وذلك بتضافر الجهود وبوحدتنا وتكاتفنا، وكما قال سمو الشيخ محمد بن زايد حفظه الله انه يمكن ان ياتي وقت بعد عشرين او ثلاثين عاما لا يوجد بترول، لذلك نحن نسعى للتاسيس والاعتماد على موارد غير نفطية من الان. هناك دول ليس لديها بترول ولكنها استمرت، اليابان مثلا، ينبغي علينا ان لا نرتبط بدخل معين صحيح ان البترول هو الشريان الرئيسي ولكننا نسعى لان نؤسس بنية تحتية تغني ابنائنا مستقبلا عن البترول.
بالعودة للنادي , هل ساعد موقع الفجيرة الجغرافي في نجاح النادي؟
البلوشي: بالتاكيد..موقعنا على خليج عمان – المحيط الهندي، أعطى ميزة خاصة لسواحلنا. فأعماق شواطئنا كبيرة فقد تجد هناك اعماقا غير موجودة في الشواطئ المطلة على الخليج العربي بع حيث لا يخشى صاحب القارب من الاصطدام، بالاضافة ان مياه الفجيرة اقل ملوحة من بقية الشواطئ المطلة على الخليج، ونزيد على ذلك ما تتمتع به إمارة الفجيرة من اجواء معتدلة حيث تقل درجة الحرارة فيها بخمس او ست درجات عن باقي الإمارات. كما ان الامطار الموسمية تلطف من أجواء إمارة الفجيرة، هذه العوامل جعلت من امارة الفجيرة قبلة للسياح وهواة الرياضة البحرية في العالم.
ما هي الانشطة الاساسية التى يقوم بها النادي؟
البلوشي: فكرة النادي الاساسية جاءت لتعزيز مكانة الامارة على خريطة الرياضات البحرية العالمية لتساهم في تنشيط السياحة الرياضية للامارة.
هناك رياضات بحرية تراثية قديمة إذا لم نحافظ عليها تندثر، وهي موجودة في أندية دبي وابو ظبي والفجيرة والان هناك نادي تاسس في الشارقة بالاضافة الى نادي في راس الخيمة تم تغييره الى نادي في الرياضة البحرية حتى نسعى الى المحافظة على الموروث.
هل اقمتم معارض للتراث في النادي؟
البلوشي: عندما ننظم المسابقات والفعاليات العالمية لابد ان يكون لنا فعاليات مصاحبة عن التراث،حيث ننشئ قرية تراثية، الامر لا يعدو محافظة على تراثنا الذي نفتخر ونعتز به فقط. كلا. ولكننا نسعى ليشاهد العالم أجمع هذا التراث وهذا التاريخ العريق للإمارات .
ما هي البطولات التى قمتم بتنظيمها؟
البلوشي: نحن قمنا بتنظيم العديد من البطولات وهي
• بطولة العالم للزوارق السريعة الفئة الاولى وقمنا بتنظيمها لمدة ست سنوات متتالية.
• بطولة الزوارق السريعة فورملا وتم من خلالها تسويق لمدينة (دبا ) وهي بطولة محلية وعالمية
• بطولة الشراعية الحديثة والتراثي
• بطولة الإمارات للدراجات المائية وهي بطولة اماراتية محلية
• بطولة العالم للزوارق السريعة فئة اكس كات وهي من إبتكار الإمارات ومن خلالها وضعت الإمارات ذاتها على
خريطة الرياضات البحرية العالمية في مجال إبتكار رياضة بحرية جديدة
• بطولة الفجيرة لصيد الاسماك وهي بطولة محلية الهدف منها تدريب الاشخاص على مهنة الصيد.
• بطولة للشوش وهي بطولة تراثية لاحياء تراث الامارة.
إذا تحدثنا عن أنشطة النادي هل يقتصر دور النادي في تنظيم الفعاليات والسباقات البحرية؟
البلوشي: لا.. ابدا..نحن لا نحصر اهداف النادي في ذلك الامر فقط، هناك اهداف اخرى ورسائل عدة يقوم بها النادي لا تخفي على احد، فالنادي لديه خدمة مجتمعية وتربوية وتعليمية يقدمها، استطيع القول بأننا نهتم بتربية النشىء وتثقيفهم وتعليمهم ونسعى الى إعداد الاجيال بشكل سليم وهذاهدف سامي يقوم النادي بتحقيقه، وفي تقديري أن هذه رسائل خالدة يقوم بها النادي اضافة الى ان النادي يستقبل مختلف اليخوت الكبيرة الضخمة والشراعية والغير الشراعية مما تسمى باليخوت الزائرة وهي عادة ما تكون عابرة في رحلة حول العالم تاتي من اوروبا عبر البحر الاحمر ومن خلال مضيق باب المندب حيث تبدا رحلتها لمنطقة الشرق الاقصى من منطقة الفجيرة ا(لمحيط الهندي )، وقد تمكث وتبقى هنا لفترة من الزمن وهنا يأتي دور النادي السياحي الذي يلعبه في جذب هؤلاء الرحالة والبحارة الذين يجوبون البحاروالمحيطات.
تحدثت عن دور مجتمعي للنادي. هل لك ان تشرح لنا اكثر؟
البلوشي:النادي ينظم العديد من الفعاليات التى تعنى بالمجتمع لتفعيل دوره وربطه بالمجتمع حيث يقوم بتعليم الطلاب للانشطة البحرية مثل رياضة التجديف التراثي وكذلك السباحة وايضا الغوص كما يقوم النادي من فترة الى اخرى باستضافة طلبة المدارس زيارات تعريفية وتثقيفية للنادي والتعرف على الانشطة والفعاليات كما يقوم سنويا بالتعاون مع بلدية الفجيرة بالاحتفال بيوم البيئة العالمي وكذلك من خلال استضافة طلبة المدارس وتقديم محاضرة لهم عن البيئة البحرية وكيفية المحافظة عليها، ويهتم النادي فيما يهتم ايضا بالرياضات البحرية التراثية، التى تسهم في تعريف الاجيال الجديدة بالماضي التليد والتاريخ العريق والاصالة المحفورة في جبين الشمس. وحتى يعلم الجيل الجديد ما الذي يعنيه لنا هذا البحر.
ومن الناحية السياحية. هل لك ان تحدثنا عن الدور الذي يلعبه النادي في الترويج السياحي لامارة الفجيرة ؟
البلوشي: حسنا.. احب ان اذكر هنا ان النادي ينظم العديد من الفعاليات والسباقات العالمية التى دائما ما تكون خاضعة لانظمة الاتحاد الدولي للرياضات البحرية وجزء من سلسلة بطولات العالم والتي تنظم في مختلف دول ومدن العالم ومن خلال تلك الجولات يأتي الزائرين للمشاركة في السباق من متسابقين وطاقم عمل مع الزورق المشارك في البطولة حيث يبذل النادي الكثير من المجهود لعكس الوجه المشرق والحضاري في الفجيرة مما يتيح الفرصة والسانحة للفنادق بالفجيرة لتقديم افضل عروضها للزائرين وكل هذا يصب في اطار السياحة.
هل هناك سواح من داخل الإمارات؟
البلوشي: نعم هناك سياحة داخلية ايضا فالنادي ينظم على سبيل المثال لا الحصر مسابقة الفجيرة لصيد الاسماك وهي تخدمنا كثيرا في السياحة الداخلية من باقي امارات الدولة، حيث تجذب عشاق تلك الهواية ( صيد الاسماك ) من جميع الإمارات
هل تشاركون وتتفاعلون مع بقية مؤسسات المجتمع ومكوناته؟
البلوشي: لا شك في ذلك فنحن جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع ونحن نوفر الخدمات للمجتمع.هناك تعاون مشترك بين فنادق الفجيرة وجميع المرافق السياحية وقد خلقنا شراكة ذكية مع جميع المؤسسات الخدمية في امارة الفجيرة.
هل لديكم مشاركات دولية؟
البلوشي: نعم فلقد شاركنا في لجان تحكيم في البطولات العالمية في تركيا وقطر والسعودية وماليزيا.
هذه الفعالية التى تقومون بتنظيمها لعشاق هواية الصيد.. هل تجلب سياحا من خارج الدولة خاصة وان هواية الصيد لها عشاق في مختلف دول العالم؟
البلوشي: بالتأكيد لقد نظمنا إحدى جولات بطولة العالم لصيد الاسماك وهي بطولة دولية الهدف منها ترغيب وتاهيل الجيل الجديد للطرق المتعدده للصيد مثلا، وقد جلبت بحمدلله تعالى العديد من الزوار من خارج الدولة وذلك للمشاركة في البطوله. وقد كانت سانحة طيبة بالنسبة لهم وهم يتعرفون على الفجيرة وبحرها الغني بالاسماك.
هل انتم راضون عن سير اداء النادي. وهل تذكر لنا بعض الانجازات؟
البلوشي: نحن راضون عن اداء النادي الى الان ولله الحمد والمنة، ونعتقد انه حقق معظم الاهداف التى انشئ من اجلها اصلا، اما عن الانجازات فهي كثيرة جدا، وانا صادق معك تماما ان قلت لك الان انني لا استطيع حصرها، فمثلا في العام 2000 تم انشاء مرسى القوارب بالنادي سعة 40 قارباً من مختلف الاحجام وفي العام 2001 تم انشاء كلية اسكوبا الدولية للغوص وفي العام 2002 تم افتتاح مطعم النادي اضافة الى افتتاح محطة تزويد الوقود للقوارب اما في العام 2003 فقدذي يليه 2008 تم افتتاح المرسى الجديد، بعد ذلك تم افتتاح مقهى ام ال افتتحنا ورشة النادي الفنية وفي العام 2005 تو توقيع عقد انشاء فندق خمسة نجوم كما تم توقيع عقد توسعة مرسى اليخوت والقوارب في العام 2007، كما تم افتتاح مقهى على كاسر الامواج وذلك في العام 2001 وهو ذات العام الذي تم افتتاح عضوية النادي به، كما تم التوقيع مع مؤسسة دلما لافتتاح معرض وورشة بحرية الاولى من نوعها في الفجيرة وذلك في العام 2012 وهو ايضا العام الذي شهد حصول النادي على عضوية (جمعية اليخوت الملكىة البريطانية). مما مكن النادي من امكانية افتتاح مركز تدريب رياضات الغوص واليخوت والقوارب. اما العام 2014 فقد وقع النادي عقدا مع مجموعة الماسة للاستثمار لعمل مشروع سياحي متكامل. وفي هذا العام الذي نحن فيه 2015 نال النادي عضوية الجمعية الدولية لصيد الاسماك. كما اننا اعضاء في اتحاد الإمارات للرياضات البحرية ونحن عضو في لجنة الزوارق السريعة في الاتحاد الدولي للرياضات البحرية ممثلة بمدير النادي.
ما هو دور دولة الإمارات في تطوير الرياضة البحرية؟
البلوشي: لا ينبغي ان نننسى ان دولة الإمارات اليوم لها ثقلها في المحافل الدولية في مختلف الرياضات البحرية وذلك بمساهمتها الحيوية في نشر هذه الرياضات البحرية محليا واقليميا ودوليا اضافة الى إبتكارنا لبعض الانواع كما ذكرت لك سالفا في الرياضات البحرية. بل وتصديرها الى الخارج
كيف تنظرون الى الخطط والمشاريع المستقبلية للنادي؟
البلوشي: لدينا بالإضافة خطط ومشاريع كثيرة قيد الدراسة وذلك حتى يكتمل هذا الصرح الرياضي بانشاء صالة العاب رياضية ومسبح وفندق وشاليهات وكذلك اقامة مبنى لادارة النادي بحيث يكون جزء من المشروع، ويمكن ان يفتح النادي باب العضوية للجميع حتى يتمكن من اداء رسالته.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-6EF