وقع «سوق أبوظبي للأوراق المالية» مذكرة تفاهم مع جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك «سويفت» و7 من كبريات شركات الإيداع والقيد المركزي العالمية، وذلك بهدف وضع أسس للعمل المشترك في مجال تطبيق تقنية دفاتر الحسابات الموزعة DLT في عمليات التداول وتعاملات أسواق رؤوس الأموال.
تنطوي الممارسات الحالية لتعاملات الأوراق المالية على عمليات يدوية تتسبب بمخاطر متعددة وتكاليف مرتفعة، وخاصة في الحالات التي تتطلب التواصل بين أطراف متعددة مثل النشاطات المؤسسية. ووفقاً لمذكرة التفاهم، فقد حددت كل من شركات الإيداع والقيد المركزي العالمية و«سويفت» متطلبات عمليات التصويت بالوكالة بناء على تقنية دفاتر الحسابات الموزعة DLT، مع ضمان الامتثال للمعايير العالمية المعتمدة مثل آيزو 20022.
وتنص مذكرة التفاهم أيضاً، على تعزيز سبل التعاون والتنسيق المشترك بين جميع الأطراف المعنية من شركات الإيداع والقيد المركزي في مجال عمليات البحث والتطوير لتعزيز استخدام تقنية دفاتر الحسابات الموزعة DLT، الأمر الذي يعمل على تحديد دور مزودي خدمات البنية التحتية للأسواق المالية بالاستناد إلى هذه التقنية، فضلاً عن تحديد وتعريف وتطوير تطبيقات جديدة لاستخدام هذه التقنية في عمليات الإيداع والقيد المركزي ومرحلة ما بعد التداول، وفي مقدمتها الخدمات المختلف للأصول الرقمية والمستندة إلى تقنية دفاتر الحسابات الموزعة DLT.
وستعزز الأطراف الموقعة على المذكرة جهودها لوضع وتطبيق معايير ومبادئ موحدة لاستخدام هذه التقنية ضمن شركات الإيداع والقيد المركزي والقطاع المالي، فضلاً عن تشجيع مختلف الجهات ذات العلاقة والهيئات التشريعية على اعتمادها. ونظراً لأهمية مجموعة شركات الإيداع والقيد المركزي العالمية الموقعة على المذكرة الخاصة بتقنية دفاتر الحسابات الموزعة DLT، قامت المنظمة العالمية لخدمات الأوراق المالية (ISSA) مؤخراً بإقرار جدول عمل المجموعة وإدراجه كنطاق عمل جديد ضمن مجموعات الأعمال التي تشرف عليها، الأمر الذي يمنح بدوره هذه المبادرة الهامة المزيد من الدعم والاهتمام لتحقق الأهداف المنشودة منها في أسواق رأس المال.
وانطلاقاً من كونها جزءاً من المنظمة العالمية لخدمات الأوراق المالية (ISSA)، ستركز مجموعة شركات الإيداع والقيد المركزي العالمية الموقعة على المذكرة الخاصة بتقنية دفاتر الحسابات الموزعة DLT بشكل مبدئي على الأصول الرقمية، وذلك بهدف وضع إطار عمل لكيفية استخدام هذه الأصول في مرحلة ما بعد التداول، وتحديد التعريفات الرئيسية والتصنيفات والخدمات والأدوار المنوطة بمقدمي خدمات ما بعد التداول. ومن المتوقع، أن يتم إصدار نتائج استخدام التقنية على الأصول الرقمية في الربع الثاني من 2018.
وأكد راشد البلوشي، الرئيس التنفيذي لسوق أبوظبي للأوراق المالية، على أهمية مذكرة التفاهم في تعزيز مكانة سوق أبوظبي للأوراق المالية كوجهة مفضلة للشركات، وذلك من خلال توظيف أبرز التقنيات الحديثة لتطوير الخدمات المالية التي يقدمها السوق، لتتناسب مع احتياجات المتعاملين ضمن بيئة استثمارية تتمتع بأعلى معايير الإفصاح والشفافية. وقال البلوشي: «جاء توقيع سوق أبوظبي للأوراق المالية على هذه المذكرة ليضيف إلى إنجازات السوق النوعية، وليكون بذلك أول سوق في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يوقع مذكرة من هذا النوع. وسيعمل سوق أبوظبي للأوراق المالية على فتح قنوات الحوار البناء مع مختلف الجهات المعنية، لتحديد المبادئ والمعايير الموحدة وقواعد العمل اللازمة لتطبيق تقنية دفاتر الحسابات الموزعة DLT بنجاح في مختلف عمليات ما بعد التداول، بهدف ضمان أمن تعاملات أسواق رؤوس الأموال والارتقاء بكفاءتها».
وشدد البلوشي على أهمية اعتماد سوق أبوظبي للأوراق المالية لتقنية دفاتر الحسابات الموزعة DLT، لما لها من عوائد هامة لناحية خفض الكلفة والوقت اللازم لأداء المهام، وتعزيز كفاءة عمليات المقاصة والتسوية عبر الحد من العمل اليدوي ورفع مرونة الأنظمة مع تحقيق التكامل في البيانات. وأضاف البلوشي: «جاء إطلاق تقنية البلوك تشين في خدمة «التصويت الإلكتروني للجمعيات العمومية» في عام 2016 بالانسجام مع توجهات «حكومة أبوظبي الرقمية» المستندة إلى الابتكار والإبداع، لتعزيز جودة الخدمات وتقديم حلول تتسم بالسرعة والكفاءة، وحرصاً من السوق على المشاركة الفاعلة في مجال الحلول الرقمية لأسواق الأوراق المالية».