أطلقت هيئة مياه وكهرباء أبوظبي أمس أكبر مشروع لتحلية المياه في العالم بتكنولوجيا التناضح العكسي (Reverse osmosis).
وأكد الدكتور سيف صالح الصيعري مدير عام هيئة مياه وكهرباء أبوظبي بالإنابة في مؤتمر صحافي أمس في جناح الهيئة بأسبوع أبوظبي للاستدامة أن المشروع عبارة عن محطتين لتحلية المياه بطاقة إنتاجية 200 مليون غالون من المياه يومياً، مشيراً إلى أن المشروع يلبي احتياجات إمارة أبوظبي والإمارات الشمالية.
ونوه إلى أن كلفة المحطتين تصل إلى 4.4 مليارات درهم (1.2 مليار دولار)، مشيراً إلى أنه سيتم تنفيذ المحطتين وفقاً لنموذج المنتج المستقل الذي تطبقه الهيئة ضمن برنامج الخصخصة بالشراكة مع القطاع الخاص ، حيث ستمتلك الهيئة نسبة 60% من أسهم المشروع ، في حين سيمتلك المطوِّر من القطاع الخاص نسبة 40% المتبقية.
وذلك بهدف تأمين ضمان إمداد المياه الصالحة للشرب في إمارة أبوظبي ودعم المبادرات الحكومية الرامية إلى خفض التكاليف في القطاع من خلال استخدام تكنولوجيا التناضح العكسي ذات الكفاءة والتنافسية العالية.
وأوضح أن الهيئة ستنتهي خلال فترة زمنية تتراوح بين شهرين وثلاثة أشهر من طرح عطاءات المشروع، وسيتم دعوة كافة الائتلافات والمطورين لإبداء الاهتمام لتنفيذ هذا المشروع، مؤكداً على أن المشروع يتضمن تطوير وتمويل وإنشاء وتشغيل وصيانة وتملك المحطتين ، ومن المقرر إنجازهما عامي 2021 و2022.
وذكر أنه تم اختيار منطقة الطويلة للمشروع بعد دراسات مكثفة، مشيراً إلى أن منطقة الطويلة تتمتع ببنية تحتية قوية تؤهلها لنجاح المشروع ، كما أنها تقع على بعد 45 كم شمال أبوظبي.
تميز
وشدد على أن تكنولوجيا التناضح العكس تعد أحدث وأفضل التكنولوجيات في العالم، مشيرا إلى أنها تتميز بفصل إنتاج المياه عن الكهرباء وستؤدي إلى تقليل استهلاك الوقود وخاصة الغاز الطبيعي كما ستحقق وفراً مالياً كبيراً للحكومة قد يصل إلى النصف تقريباً.
وأشار الصيعري بأنه سوف تتم هيكلة مشروع التناضح العكسي، وفقا لنموذج المنتج المستقل، حيث ستدخل الشركة الفائزة بالمشروع في اتفاقية طويلة الأمد لشراء المياه مع شركة أبوظبي للماء والكهرباء التابعة للهيئة باعتبارها المشتري الوحيد للماء والكهرباء المنتجة في إمارة أبوظبي.
وأوضح الصيعري أن أبوظبي أطلقت هذا المشروع لتلبية احتياجاتها المتزايدة من المياه، مشيرا إلى أن الطلب على المياه ينمو بنسبة تتراوح بين 3% و5%. وذكر أن تكلفة إنتاج الألف جالون من المياه المحلاة في أبوظبي تصل حالياً إلى 10 دراهم.
وكشف المهندس عادل سعيد السعيدي مدير دائرة الخصخصة بالإنابة في الهيئة إلى أن هذا مشروع أكبر محطة لتحلية المياه في العالم يندرج ضمن خطة الهيئة بعيدة المدى والمتعلقة بخصخصة قطاع الماء والكهرباء في أبوظبي.
حيث نجحت الهيئة في إنشاء عشر شركات للمنتج المستقل لقطاع الماء والكهرباء عن طريق طرح مشاريع في مناقصات اتسمت بروح التنافس والشـفافية وتقوم على أساس صيغة “البناء والتملُّك والتشغيل” “BOO” ، وقد تم تأسيس شركات مساهمة عامة مملوكة بالكامل دخلت الهيئة بموجبها في شراكات مع مجموعات اسـتثمارية عالمية لتنفيذ مشروعات المنتج المستقل.
خصخصة
وأوضح أن الهيئة تنفذ من خلال برنامج الخصخصة رؤية الحكومة تجاه خصخصة القطاع باعتباره خياراً استراتيجياً ينجم عنه العديدُ من المكاسب التي تتضمن تخفيض تمويل الدولة للمشاريع الكبيرة في قطاع الماء والكهرباء، ورفع مستوى الاقتصاد الوطني، وتوفير فرص عمل لمواطني دولة الإمارات العربية المتحدة.
حيث تقوم دائرة الخصخصة بتحديد ودراسـة وإدارة مشاريع الخصخصة والإشراف على تنفيذها مثل بيع الأصول وتأسيس مشـاريع الإنتاج المستقل لتأمين الإمدادات وفق الخطة الرئيسية·
الأحبابي : طورنا قطاع الكهرباء والمياه طبقاً لرؤية الحكومة
أعرب عبدالله علي مصلح الأحبابي رئيس مجلس إدارة هيئة مياه وكهرباء أبوظبي بأن هذا المشروع ينسجم ورؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي، لتعزيز مسيرة التنمية التي تسهم فيها الهيئة من خلال مشاريع البنية التحتية للماء والكهرباء على مستوى الدولة.
وأشار الأحبابي إلى أنَّ الهيئة ومجموعة شركاتها تتولى مسؤولية تقديم خدمات الماء والكهرباء لإمارة أبوظبي وجزء من احتياجات الإمارات الشمالية، وتأخذ على عاتقها تنفيذ هدف الحكومة تجاه قطاع ماء وكهرباء وصرف صحي مستدام يضمن الاستغلال الأمثل للموارد، وذلك من خلال العمل على تطوير القطاع والمحافظة على موارده.
وخلق فرص عمل مناسبة لأبناء الدولة، وتدريب قادة المستقبل، ووضع الخطط الاستراتيجية والمشاريع العملاقة لتلبية الطلب المتزايد على الماء والكهرباء، وقد تمكنت الهيئة من قيادة الجهود التنموية والخدمية إلى مستوى يواكب أكثر الممارسات العالمية تميزا في هذا المجال، ليحتل القطاع مرتبة ثاني أكبر قطاع في الإمارة بعد قطاع النفط.
حيث بلغت القدرة الإجمالية القصوى للقطاع (16,922) ميجاواط كهرباء يومياً، و(960) مليون غالون مياه يومياً، بعد دخول محطة المرفأ إنترناشونال للماء والكهرباء حيّز التشغيل.