بهدف معالجة التحديات التي تواجه صناعة الإنتاج الغذائي في المنطقة
باتت العاصمة الإماراتية أبوظبي تلعب دوراً هاماً ورائداً في تنسيق الجهود المبذولة لمواجهة الضغوط المتنامية لإطعام أكثر من 520 مليون نسمة بحلول العام 2030، والتي تعد من أكبر التحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط اليوم.
ويعتبر مؤتمر الإنتاج الغذائي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2030، الذي يقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض بين 20-21 مارس على هامش فعاليات المنتدى العالمي للابتكارات الزراعية 2017، الحدث السنوي الأبرز الذي يعنى بمستقبل الزراعة المستدامة، ويشكل منصة هامة وحيوية لمناقشة التحديات التي تواجه الإنتاج الغذائي بين الجهات الحكومية، ومنتجي المواد الغذائية، والعلماء، والمستثمرين سعياً لإنشاء منظومة إنتاج غذائي آمنة ومربحة ومستدامة.
وفي هذا الصدد، قال ثامر القاسمي، مدير إدارة الاتصال وخدمة المجتمع لدى جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية: “تؤكد استضافة مثل هذه الفعاليات والأحداث الدولية الهامة في أبوظبي، على مدى التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة ودفع الحوار القائم حول مسائل الأمن الغذائي والتكيف مع المناخ”.
وتابع قائلاً: “إن العمل على رفع مستوى الإنتاج الغذائي دون مفاقمة مسألة التغير المناخي والإضرار بالبيئة، يتطلب تغير جذري وجوهري لمجمل المنظومة الغذائية في المنطقة، فنحن نعيش في منطقة تعاني من محدودية موارد المياه، وينبغي علينا استغلال فرصة انعقاد مثل هذه المؤتمرات لتعزيز مساهمتنا في تطوير واعتماد الحلول الذكية التي تساهم في تحقيق الاستدامة في مجال الإنتاج الغذائي”.
ويأخذ التحدي المتمثل في توفير الغذاء للأعداد المتزايدة من السكان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منحى معقد ومتداخل بشكل خاص، إذ تسجل المنطقة أعلى معدلات النمو السكاني في العالم، وأسرع معدلات النمو السكاني في المناطق الحضرية التي تتبنى مفاهيم تناول الوجبات والطعام الغربي، الأمر الذي يلقي بضغوط هائلة على البيئة ومواردها المحدودة كالمياه العذبة والأراضي الصالحة للزراعة.
وسيتطرق المتحدثون المشاركون خلال فعاليات مؤتمر الإنتاج الغذائي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2030 والقادمين من مختلف أنحاء العالم إلى السبل الكفيلة بمعالجة التحديات الرئيسية الخمسة التي تواجه المنطقة، وهي المحاصيل المتكيفة مع المناخ، ونمو صناعة تربية الأحياء المائية، والصحة الحيوانية المتكيفة مع المستقبل، وتنمية أراضي المزارعين من أصحاب المزارع الصغيرة والإنتاج الحيواني المستدام.
ومن أبرز المتحدثين خلال فعاليات المؤتمر كل من: محمد بن عبيد المزروعي، رئيس الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي وخديم عبدالله الدرعي، نائب رئيس مجلس إدارة شركة الظاهرة الزراعية وداود اليحيائي، مدير دائرة تنمية الاستزراع السمكي التابعة لوزارة الزراعة والثروة السمكية في سلطنة عمان وإدوارد حمود، المدير العام لشركة الإمارات للصناعات الغذائية (الوطنية للأعلاف والدقيق)، وعلياء المزروعي، مديرة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار في المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، والتي ستتطرق لأحدث المستجدات التطورات الحاصلة في برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار.
وسيتميز المنتدى العالمي للابتكارات الزراعية بمعرض يشارك فيه أكثر من 250 شركة، وبرنامج لاستعراض الابتكارات الزراعية ضمن سلسلة من الحوارات من قبل الشركات الناشئة التي ستتاح لها 15 دقيقة لاستعراض ما تمتلكه من حلول الجيل القادم القادرة على صياغة مستقبل الزراعة في جميع أنحاء العالم.
وتتضمن الجلسات الحوارية التي تم الإعلان عنها حتى الآن، حلا مقترحا من قبل شركة “إن أوفو” والذي من شأنه إيقاف عملية قتل 3.2 مليار من فراخ الدجاج الذكور سنوياً، وحل آخر من شركة “وي فارم” يتمثل في طرح شبكة رائدة قادرة على الاتصال بالمزارعين في جميع الدول النامية دون الحاجة إلى شبكة الإنترنت، إلى جانب حل رائد في مجال النمذجة الحسابية تقدمه شركة “إكتوسي” يعمل على إدراج الذكاء الاصطناعي في عمليات القطاع الزراعي.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-hOM