جرش – مال وأعمال – 11 نيسان 2025
طالب عدد من أبناء محافظة جرش بإعادة تفعيل المسارات السياحية التي تُعد رافداً أساسياً للاقتصاد المحلي وأداة فعالة لتوفير فرص العمل، خاصة مع اعتدال الأجواء وانطلاق الموسم السياحي في المحافظة التي تُعد من أبرز الوجهات السياحية في المملكة.
وقال أحد الناشطين في القطاع السياحي، إن توقف المسارات السياحية في الفترة الماضية أثّر بشكل مباشر على دخل عشرات الأسر الجرشية، موضحاً أن هذه المسارات كانت تشغّل ما يزيد عن 150 شخصاً في مجالات متنوعة، منها: الإرشاد السياحي، والمطابخ الإنتاجية، والصناعات الغذائية، واستقبال الزوار في مواقع الإقامة والبازارات الشعبية.
فرص اقتصادية لأبناء القرى
وأشارت ناشطة اجتماعية إلى أن المسارات السياحية كانت تنشط بشكل لافت خلال فصلي الربيع والصيف، ما أتاح لأبناء القرى مثل ساكب وسوف وكفر خل والنسيم تسويق منتجاتهم المحلية والحرف اليدوية، وتوفير دخل مستدام لأسرهم.
وفي السياق ذاته، أكدت فريال النضامي، عضو جمعية البيئة الأردنية، أهمية ربط السياحة البيئية بالمسارات السياحية، لما لذلك من دور مزدوج في تعزيز وعي الزائرين بأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية، وتمكين النساء في المجتمعات الريفية من خلال الأكشاك والمطابخ الإنتاجية. وأشارت إلى أن هذه المسارات كانت أحد ركائز السياحة المستدامة في جرش قبل أن تتوقف مؤخراً.
مبادرات بيئية واعدة
من جانبه، كشف مدير محمية المأوى للطبيعة والبرية في جرش، مصطفى الخريسات، عن وجود مبادرات محلية أقامت مشاريع بيئية وسياحية مميزة على امتداد غابات المحافظة، مثل الأكواخ الخشبية والاستراحات ومواقع التخييم والمبيت، التي تلبي تطلعات عشاق المغامرة والسياحة البيئية، داعياً إلى دعم هذه المبادرات وتوسيع نطاقها ضمن خطة وطنية شاملة.
مسارات جاهزة… تنتظر التفعيل
وفي هذا السياق، أكد رئيس مجلس محافظة جرش، رائد العتوم، أن المسارات السياحية باتت جاهزة للعمل بعد تطوير بنيتها التحتية وتحديد مداخلها ومخارجها، مشدداً على أن المجلس يتابع عن كثب التنسيق مع الجهات المعنية لتفعيل هذه المسارات، التي من شأنها تحريك العجلة الاقتصادية وتنشيط السياحة الداخلية، خاصة أن المحافظة تحتضن مسارين رئيسيين هما: “مسار وادي السنديان” و “مسار غابات دبين”.
دعوة إلى تحرك عاجل
وطالب أبناء جرش الجهات الرسمية بضرورة التحرك العاجل لإعادة تشغيل المسارات، وإطلاق حملات ترويجية تدعم السياحة الداخلية وتُبرز جماليات المحافظة الطبيعية والتاريخية، بما يُسهم في دعم الاقتصاد المحلي وخلق فرص تنموية حقيقية للأهالي.
