أبوظبي، 22 مارس (مال واعمال) – أكدت معالي الدكتورة آمنة بنت عبد الله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، أن الإدارة المستدامة للمياه تمثل أولوية استراتيجية لدولة الإمارات، مشيرةً إلى أن تحلية المياه منخفضة الكربون تعد ركيزة أساسية ضمن الجهود الوطنية لتحقيق الاستدامة المائية وخفض الانبعاثات الكربونية.
الإمارات تواكب التحديات العالمية للأمن المائي
جاء ذلك في تصريح لمعاليها بمناسبة اليوم العالمي للمياه، حيث شددت على أهمية التوعية والإجراءات الفاعلة لمواجهة أزمة ندرة المياه، في ظل معاناة 2.2 مليار شخص حول العالم من نقص المياه النظيفة والآمنة.
وأوضحت أن موضوع هذا العام – حماية الأنهار الجليدية – يعكس التأثيرات المناخية على الموارد المائية العالمية، مشيرةً إلى أن ذوبان الأنهار الجليدية بمعدل غير مسبوق يهدد الأمن الغذائي، والاستقرار الاقتصادي، وارتفاع مستوى سطح البحر.
وأضافت أن الإمارات تدرك العواقب العالمية لهذه التغيرات، وتلتزم بإدارة مواردها المائية من خلال استراتيجيات وطنية محكمة، تشمل:
استراتيجية الحياد المناخي 2050، والتي تهدف إلى خفض الانبعاثات وتعزيز الاستدامة.
استراتيجية الأمن المائي 2036، التي تسعى إلى تقليل إجمالي الطلب على المياه بنسبة 21% وتعزيز كفاءة استهلاكها في مختلف القطاعات.
مبادرات ريادية لمواجهة تحديات المياه
وأشارت معاليها إلى أن الإمارات، وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، أطلقت مبادرة محمد بن زايد للماء، والتي تهدف إلى زيادة الوعي وتسريع الابتكار وتعزيز التعاون لضمان مستقبل مائي مستدام.
كما أوضحت أن تحلية المياه منخفضة الكربون تعد أحد الحلول الاستراتيجية التي تعتمدها الدولة، حيث يتم إعطاء الأولوية لتقنية التناضح العكسي المستدامة. وأكدت أن محطة الطويلة للتناضح العكسي في أبوظبي، والتي ستكون أكبر منشأة من نوعها في العالم عند تشغيلها بالكامل، تمثل نموذجًا عالميًا في تبني التقنيات المستدامة، مع استهداف الوصول إلى 90% من إنتاج المياه المحلاة بهذه التقنية بحلول عام 2030.
الزراعة المستدامة لتحقيق الأمن المائي
وأشارت معاليها إلى أن الوزارة تتبنى مشاريع زراعية متطورة تعتمد على تقنيات حديثة لخفض استهلاك المياه، مما يعزز نهجًا متكاملاً لتحقيق الأمن المائي.
دعوة لاستهلاك المياه بمسؤولية
واختتمت معاليها تصريحها بالتأكيد على أهمية الاستهلاك المسؤول للمياه، خاصةً خلال شهر رمضان المبارك، داعيةً الجميع إلى تعزيز مساهماتهم في المبادرات العالمية للحفاظ على الموارد المائية الثمينة، مشددةً على أن أزمة المياه هي في جوهرها أزمة مناخية، وأن التعاون المشترك يمثل الحل لضمان مستقبل مائي مستدام للأجيال القادمة.