مجلة مال واعمال

وزير البيئة لجمهورية البرازيل الاتحادية يزور هيئة كهرباء ومياه دبي للإطلاع على مشاريعها الرائدة

-

ستقبل سعادة / سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، معالي ريكاردو ساليس، وزير البيئة لجمهورية البرازيل الاتحادية على رأس وفد رفيع المستوى ضم سعادة/ فرناندو لويسليمو سايقريجا، سفير جمهورية البرازيل الاتحادية لدى دولة الإمارات العربية المتحدة.

وقد حضر اللقاء من جانب هيئة كهرباء ومياه دبي كل من المهندس وليد سلمان، النائب التنفيذي للرئيس لقطاع تطوير الأعمال والتميز، والدكتور يوسف الأكرف، النائب التنفيذي للرئيس لقطاع دعم الأعمال والموارد البشرية، والمهندس مروان بن حيدر، النائب التنفيذي للرئيس – قطاع الابتكار والمستقبل، وخولة المهيري، النائب التنفيذي للرئيس لقطاع الاستراتيجية والاتصال الحكومي. كما حضر اللقاء عبد الرحيم سلطان، مدير المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر.

وبعد ترحيبه بالوفد الزائر، أكّد سعادة/ سعيد محمد الطاير على أهمية تعزيز أطر التعاون وتفعيل مساهمة الشركات البرازيلية في مشاريع المياه والطاقة في دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، وكذلك التعاون الاستراتيجي بين الهيئة والمؤسسات والشركات البرازيلية في المجالات المتعلقة بقطاعي المياه والطاقة لا سيما في قطاعات الإنتاج والنقل والتوزيع والطاقة المتجددة ومشاريع كفاءة الطاقة والتحول الرقمي والأتمتة.

واستعرض سعادة الطاير أمام الوفد الزائر أهم المشاريع والمبادرات والبرامج التي تقوم بها الهيئة، تحقيقاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، حيث تتوائم استراتيجية الهيئة مع مئوية الامارات 2071 ورؤية الامارات 2021 وخطة دبي 2021 بهدف تأمين مستقبل سعيد ومستدام والوصول بالدولة للمركز الأول في كافة المجالات. كما تسعى لتحقيق استراتيجية خفض الانبعاثات الكربونية التي تهدف لخفض هذه الانبعاثات بنحو 16% بحلول 2021.

كما تطرق سعادة الطاير لخبرات وتجارب الهيئة في استشراف وصناعة مستقبل الطاقة من خلال ابتكار نموذج مستقبلي للمؤسسات الخدماتية في إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء والمياه، موضحاً أنه لدى الهيئة استثمارات بأكثر من 86 مليار درهم على مدى الأعوام الخمسة المقبلة لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء والمياه في الإمارة.

وقد أكد سعادة الطاير أنه لدى الهيئة اليوم قدرة إنتاجية تبلغ 11,100 ميجاوات من الكهرباء و 470 مليون جالون من المياه يوميا ، حيث تعمل الهيئة على تحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 التي أعلنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والتي ترمي إلى توفير 75% من طاقة دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول 2050. ولتحقيق ذلك، أطلقت الهيئة العديد من البرامج والمبادرات الخضراء بما في ذلك مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الذي يعد أكبر مشروع استراتيجي لتوليد الطاقة المتجددة في موقع واحد في العالم، وفق نظام المنتج المستقل، وستبلغ قدرته الإنتاجية 5,000 ميجاوات بحلول عام 2030، باستثمارات إجمالية تصل إلى 50 مليار درهم. وسيسهم المجمع عند اكتماله في تخفيض أكثر من 6.5 ملايين طن من انبعاثات الكربون سنوياً وتوفير آلاف فرص العمل في مجال الطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر.

وأوضح سعادته أن قدرة مشروعات الطاقة الشمسية قيد التشغيل في المجمع تبلغ 413 ميجاوات، حيث تصل إجمالي قدرة المراحل الخمسة للمجمع التي تم الإعلان عنها حتى الآن إلى 2863 ميجاوات في سبيل الوصول إلى 5000 ميجاوات بحلول عام 2030 .

وتعد المرحلة الرابعة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية أكبر مشروع استثماري في موقع واحد على مستوى العالم يجمع بين تقنيتي الطاقة الشمسية المركزة والطاقة الشمسية الكهروضوئية وفق نظام المنتج المستقل، وبقدرة تصل إلى 950 ميجاوات. وستعتمد هذه المرحلة على الطاقة الشمسية المركزة بقدرة 700 ميجاوات باستخدام منظومة عاكسات القطع المكافئ بقدرة 600 ميجاوات، وتقنية برج الطاقة الشمسية المركّزة بقدرة 100 ميجاوات؛ والطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 250 ميجاوات. ويستخدم المشروع 70,000 من المرايا التي تتبع حركة الشمس، كما يتميز بأكبر قدرة تخزينية للطاقة الشمسية على مستوى العالم لمدة 15 ساعة، ما يسمح بتوافر الطاقة على مدار 24 ساعة.

وأوضح سعادته أنه الهيئة قامت باعتماد نموذج المنتج المستقل (IPP) في مشاريع المجمع لتعزيز الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص. ومن خلال هذا النموذج، حصلت الهيئة على أدنى الأسعار العالمية لأربع مرات. وأطلقت الهيئة أيضًا مبادرة “شمس دبي” لتشجيع أصحاب المنازل والمباني باستخدام ألواح شمسية يتم تثبيتها فوق أسطح المباني وربط الأنظمة بشبكة الهيئة. وقد حققت المبادرة نجاحاً كبيراً، حيث تم ربط أكثر من 1300 نظام شمسي على أسطح المباني بشبكة الكهرباء حتى الان ، وبقدرة إجمالية وصلت إلى نحو 100 ميجاوات.

وتابع سعادة الطاير بالقول أن الهيئة تعمل على صناعة مستقبل رقمي جديد لإمارة دبي من خلال “ديوا الرقمية”، الذراع الرقمي للهيئة التي نعمل من خلالها على إحلال وتغيير النموذج التشغيلي للمؤسسات الخدماتية، والتحوّل إلى أول مؤسسة رقمية على مستوى العالم، بأنظمة ذاتية التحكم للطاقة المتجددة وتخزينها، مع التوسع في استعمال الذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية. وترتكز المبادرة إلى أربعة محاور لتقديم تجربة جديدة للمؤسسات الخدماتية في دبي والعالم: يتمثل المحور الأول في إطلاق تقنيات متطورة للطاقة الشمسية في دبي، والمحور الثاني في تشغيل شبكة طاقة متجددة تستخدم تقنيات مبتكرة لتخزين الطاقة، ويشمل المحور الثالث التوسع في استخدام الحلول المتكاملة للذكاء الاصطناعي، حيث ستكون دبي أول مدينة تعتمد خدماتها للكهرباء والمياه على تقنيات الذكاء الاصطناعي، أما المحور الرابع فيتضمن الاستفادة من التقنيات المتكاملة التي تساعد في توفير خدمات عالمية المستوى على مدار الساعة من خلال منصة بيانات “مورو” التي توفر حلولاً رقمية متطورة ومبتكرة وتعزز تطبيقات المدن الذكية.

وتحدث سعادة الطاير عن المقارنات المعيارية، حيث حققت نجحت الهيئة في ترسيخ ثقافة الابتكار بين جميع الإدارات والقطاعات، وأسهم ذلك في فوزها بأكثر من 190 جائزة محلية وعالمية مرموقة خلال السنوات الأربعة الماضية؛ منها الجائزة العالمية للتميز من المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة (EFQM)، لتصبح أول مؤسسة خارج أوروبا تحصل على هذه الجائزة المرموقة، وأول مؤسسة في تاريخ الجائزة تحصل عليها من المرة الأولى للترشح. كما حافظت دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة في هيئة كهرباء ومياه دبي، وللعام الثاني على التوالي، على المرتبة الأولى عالمياً في الحصول على الكهرباء، وبعلامة كاملة في جميع مؤشرات المحور، بحسب تقرير البنك الدولي لممارسة أنشطة الأعمال 2019، الذي يقيس سهولة ممارسة أنشطة الأعمال في 190 اقتصاداً حول العالم. وحققت الهيئة نتائج منافسة للغاية تفوقت حتى على القطاع الخاص، متجاوزة في ذلك نخبة الشركات الأوروبية والأميركية في الكفاءة والاعتمادية، حيث تفوقت على نخبة الشركات الأوروبية والأميركية، وذلك بخفض نسبة الفاقد في شبكات نقل وتوزيع الكهرباء إلى نحو 3.3% مقارنة مع نسبة 6-7% في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية. وتمكنت أيضاً من تحقيق أقل معدل انقطاع الكهرباء لكل مشترك سنوياً على مستوى العالم بمتوسط 2.39 دقيقة مقارنة مع 15 دقيقة مسجلة لدى نخبة شركات الكهرباء في دول الاتحاد الأوروبي.

ولفت سعادته إلى نجاح الهيئة في خفض الفاقد من شبكات المياه من 42% عام 1988 حتى وصل إلى 6.5% عام 2018، مقارنة مع 15% في أميركا الشمالية، لتحقق بذلك معدلات عالمية رائدة على صعيد خفض الفاقد المائي، حيث واصلت جهودها في إعادة تأهيل شبكة مياه دبي بالكامل، من خلال استبدال التوصيلات والعدادات القديمة، وتطوير شبكات النقل والتوزيع وفق أعلى المعايير العالمية.

وقد تطرقت المحادثات بين الجانبين إلى تعزيز المشاركة البرازيلية خلال الدورة الـ21 لمعرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة (ويتيكس2019 )، الذي يقام تحت مظلة الدورة السادسة من الأسبوع الأخضر.

من جهته، أبدى الجانب البرازيلي اهتمامه بالمشاركة في مشروعات الهيئة الرائدة في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة والمياه، حيث أثنى وزير البيئة البرازيلي على العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين وجهود الهيئة الحثيثة لتحقيق التنمية المستدامة في إمارة دبي ، لافتاً إلى أهمية تبادل أفضل الخبرات والتجارب والممارسات العالمية في مجال الطاقة المتجددة ومشاريع كفاءة الطاقة.