يشعر العديد من القادة بالقلق من عدم ولاء الموظفين لمؤسستهم، وخاصة بين الموظفين الشباب، لأن هؤلاء الشباب يكونون على اتصال دائم بالإنترنت و مواقع التواصل الإجتماعي الفيسبوك و تويتر و غيرها، مما يسمح لهم بالإطلاع الدائم والمستمر على فرص العمل الجديدة بأفضل الأجور، مما جعل تعزيز الولاء قضية ذات أولوية تحتل مكانة كبيرة لدى قادة المؤسسات والمنظمات التجارية و السياسية و الجمعيات الرياضية و غيرها.
صحيح أن الميل نحو التنقل، أصبح متواجد بكثرة هذه الأيام، ومهما فعلت المنظمة، سيكون هناك دائما بعض الاستنزاف “الطبيعي” للموظفين، نتيجة الفرص المثيرة للجدل التي يتعرض إليها العديد من الموظفين، فالانتقال طبيعة حياتية بحتة يمكن ان يتعرض لها الجميع حتى أنت.
كما أن هناك العديد من الأسباب التي قد تقف سببا قويا وراء حاجة الموظفين إلى الانتقال، فالموظفون يشعرون بقلة الولاء تجاه مؤسساتهم إذا لم يتمكنوا من رؤية أي معنى لمشاركتهم فيه، أو إذا كانوا لا يعتقدون أنهم يشاركون في تحقيق رؤية مقنعة للمستقبل. وينطبق الشيء نفسه عندما لا يكون قادتهم “صادقين” – يتصرفون بطرق تتعارض مع ما يقولونه-.
وفي هذا السياق، من الضروري أن تكون للمنظمة مهمة، ورؤية وقاعدة أساسية للأهداف الأساسية، وأن تكون ليست مفهومة فحسب من قبل العاملين داخل المؤسسة، بل هي يجب أن تكون أيضًا ذات قيمة لدى كافة العاملين داخل المؤسسة.
حيث وجدت دراسة أجرتها غالوب – شركة تقدم الاستشارات الإدارية والموارد البشرية والبحوث الإحصائية-،أن 83٪ من الموظفين أفادوا بأن من المهم للغاية للموظفين أن يكونا على يقين بأن بصمتهم و عملهم كانوا لهما بصمتهما داخل العمل و المؤسسة، خاصة الموهوبين، فهم يريدون العمل لدى شركة ذات قيمة ومؤسسة تدرك مقدار الفارق و المجهود الذي يحدثه.
كما أن لمستقبل الشركة الواضح مساعدة كبيرة تعزيز ولاء الموظفين للمؤسسة، حيث أثبتت الدراسة نفسها التي أجرتها غالوب أن 77٪ من الموظفين الذين يعرفون ما تقف شركتهم عليه لخطة للبقاء على مدى سنة واحدة على الأقل، يكون لديهم ولاء أكبر من العدد المتبقي، نتيجة لشعورهم بالكثير من الطمأنينة وعدم التوتر من المستقبل و عدم الاستقرار الذي يشعر به الكثير من موظفين العاملين بالمؤسسات التي لا تمتلك رؤية مستقبلية.
وبطبيعة الحال ليس فقط الاستقرار والمعرفة والدور الوظيفي هم ما سيرفع مستوى الولاء لدى الموظفين، فهناك العديد من العوامل الأخرى التي ستعزز ذلك الولاء و التي على رأسها، التوافق الوظيفي بين مواهب ومهارات و إبداع الموظف ووظيفته، بيئة العمل المريحة التي يعمل بها الموظف، وأخيرا الراتب العادل خاصة للموظفين الذين يتولون مهام متعددة و مرهقة.