مجلة مال واعمال

مشروع دل مونتي شراكة فاعلة مع القطاع العام وإحياء للزراعات التعاقدية

-

بتنفيذ المشروع الزراعي الريادي لشركة دل مونتي العالمية في البادية الشمالية الشرقية، تتجسد فكرة الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتعيد التجربة إحياء نموذج الزراعات التقاعدية، التي تضمن للمزارع بيع محاصيله بأسعار ثابتة على مدار العام.
ويقوم مشروع دل مونتي، الذي افتتحه جلالة الملك اليوم الأربعاء، على زراعة أصناف مختلفة من البندورة، إلى جانب الفلفل والخس والبطيخ والشمام والمحاصيل الورقية، لتلبي احتياجات الأسواق الاستهلاكية الخارجية، خصوصا السوق الخليجية والأوروبية، والشراء من المزارعين المحليين وتصديرها ضمن شبكة دل مونتي في العالم.
وقال المدير الإقليمي في شركة دل مونتي، جاد عصفور: إن فكرة المشروع تعود لعام 2015 حيث تم بشراكة مع الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية، الذي وفر الأرض والمياه والأيدي العاملة، إلى أن بدأ الإنتاج التجريبي لمحصول البندورة في العام الماضي وصولا إلى 3 آلاف طن نتوقع إنتاجها العام الحالي.
وأضاف أن المشروع يستخدم احدث التقنيات في الزراعة شبه المائية التي توفر حماية وقائية للمحاصيل وتوفير استخدام المياه، مقارنة مع الزراعات التقليدية، بنسبة 75 بالمئة.
وأشاد بتعاون الصندوق الهاشمي في توفير الأيدي العاملة من أبناء منطقة البادية، وتدريبهم على أحدث أساليب الزراعة وتقنياتها المتعلقة بالزراعة والرعاية والقطف والتدريج (تصنيف) المحاصيل، وتوضيبها في صناديق بطريقة تناسب متطلبات ومعايير الأسواق التصديرية.
وقال عصفور: إن المشروع الحالي يقع على 100 دونم وسيتوسع ضمن مرحلتين ليصل إلى 300 دونم بمنطقة البادية، وذلك لزيادة المنتجات وتنوعها ولاستيعاب عدد أكبر من أبناء البادية للعمل بهذا المشروع، إلى جانب التوسع في الزراعة بمنطقة الأغوار وبجنوب المملكة بحوض الديسي.
وأكد حرص الشركة على تعميم المنفعة على المجتمع المحلي سواء من خلال التوظيف المباشر، والتدريب والتأهيل، وشراء المحاصيل الزراعية من مزارعي البادية لضمان تسويق منتجاتهم التي تتوافق مع معايير التصدير.
وقال: إن الاستثمار الزراعي في الأردن “استراتيجي ومميز على مستوى المنطقة” لتنوع المناطق الزراعية التي تتيح الزراعة والإنتاج على مدار العام، ويوفر فرصة لاستهداف أسواق يتوقف فيها الإنتاج سواء في مواسم البرد مثل أوروبا، أو مواسم ارتفاع درجة الحرارة مثل دول الخليج العربي.
والزراعات التعاقدية تقوم على تعاقد شركات تمتلك أدوات تسويق فعالة في أسواق الاستهلاك الرئيسة مع مجموعة من المزارعين، لتوريد مجموعة من المحاصيل وبكميات كبيرة وأسعار ثابتة، بما يضمن للمزارعين دخلا أعلى نتيجة ثبات الأسعار على مدار العام وتقليل للتكاليف وضمان تسويق محاصيلهم.
وقال المزارع عبدالله زايد العون: إن التعاون مع شركة دل مونتي سهل على المزارعين تسويق منتجاتهم وبيعها بسعر ثابت ومرتفع مقارنة مع سعر البيع في سوق الخضار المركزي، المعرض إلى التذبذب اليومي، إلى جانب توفير تكاليف النقل والعمولات التي يتم دفها في السوق.
وأكد أن التعاون مع الشركة حفز المزارعين على استخدام تقنيات زراعية تضمن محاصيل بجودة عالية تمكنهم من بيع منتجاتهم إلى الأسواق الخارجية.
وقال: إن مزارعي البادية يتعاونون مع شركة دل مونتي لزراعة محاصيل إضافية تحتاجها الأسواق التصديرية، وإن الشركة متعاونة أيضا في تقديم الإرشاد والمشورة للمزارعين وتقديم البذور والتقاوي المحسنة للأصناف التي تحظى بالطلب في الأسواق العالمية.
الشريفة زين الشرف بنت ناصر، رئيسة مجلس أمناء الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية، أكدت أهمية مشروع صبحا التنموي في تنمية وتطوير البادية باستثمار الإمكانات المتوفرة فيها ولدوره في توفير فرص عمل، خصوصا للنساء، “اللواتي ضربن مثلا مميزا لقدرة المرأة على العمل والإنتاج والتطور في العمل”.
وقالت: إن الصندوق يعمل بكفاءة عالية في البادية الأردنية من خلال مشروع المنح الصغيرة، داعية الجهات المعنية إلى توفير المزيد من الأموال ليتمكن الصندوق من زيادة عدد الأسر المستفيدة من هذه المنح في مختلف مناطق البادية، الشمالية والوسطى والجنوبية. وبينت أن مشروع الصندوق في البادية الشمالية الشرقية تمكن من زراعة 10 آلاف شجرة زيتون و30 ألف شكرة رمان (وندرفول) وفر من خلالها العديد من فرص العمل، وبالتالي فوائد مباشرة وغير مباشرة لأبناء البادية.
وقالت: إن الصندوق سيتوسع في تنفيذ المشاريع الإنتاجية، وسيتم قريبا الإعلان عن مشروع جديد في البادية الجنوبية.
مدير عام الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية، جمال طراد الفايز، قال: إن الصندوق يهدف إلى استقطاب المستثمرين إلى مناطق البادية لاستغلال الميزات التي تتوفر فيها، خصوصا الزراعية، لتوفير فرص عمل لأهل البادية وضمان استقرارهم الاقتصادي والاجتماعي.
وأكد أن مشروع صبحا التنموي المكون من زراعة الزيتون والرمان ومشروع دل مونتي لزراعة الخضار، وفر نحو 250 فرصة عمل لأبناء المنطقة، خصوصا النساء.
وبين أن الصندوق يعمل على مشروعات عديدة في المنطقة، أبرزها زراعة أشتال المحاصيل الرعوية وتوزيعها على مختلف مناطق البادية ليستفيد منها مربو الأغنام.
العاملون في المشروع بينوا مقدار الفائدة التي جنوها من توفير فرص عمل لهم بالقرب من مناطق سكنهم.
وقال العامل بدر علي: إن المشروع وفر له فرصة تدريب على تقنيات زراعية حديثة، وبالتالي فرصة عمل ضمنت له دخلا مناسبا، ومنحته الاستقرار في منطقته مع توفير التأمين الصحي والضمان الاجتماعي.
أما أميرة السردي، فتعد قصة نجاح في المشروع؛ حيث بدأت عاملة في الزراعة وتدرجت إلى أن وصلت إلى مشرفة على الجودة.
وقالت أميرة، وهي أم لسبعة أطفال، “المشروع وفر لي دخلا مناسبا مكنني من المساهمة في أعالة أسرتي”.
وأوضحت أنها بدأت تعمل كعاملة في الزراعة لكنها بفضل التدريب واكتساب المهارات، تمكنت من التدرج في العمل لتصبح مشرفة على الجودة في المزرعة من مرحلة الزراعة إلى تدريج المحاصيل وتعبئتها.