مجلة مال واعمال

في عام 2030.. كيف ستكون مطارات المستقبل؟

-

من القياسات الحيوية لتجاوز إجراءات أمن المطار، إلى تطبيق يُخبرك ما إذا كانت رحلتك ستتأخر، لا شك بأن التكنولوجيا في العقد الماضي، ساهمت في تعزيز تجربة المسافرين داخل المطارات حول العالم.

إذاً، كيف ستستمر التكنولوجيا في إحداث الفرق خلال السنوات العشر المقبلة؟

يقول شيري شتاين، رئيس قسم التكنولوجيا في شركة “SITA” التي توفر خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لصناعة النقل الجوي: “ستلعب التكنولوجيا دوراً أكبر بكثير في المطارات من أي وقت مضى، وستكون المحرك الرئيسي في تكوين كل جانب من جوانب رحلة سفر سلسة”.

وتوافق نينا بروكس، مديرة الأمن والتسهيلات وتكنولوجيا المعلومات في المطارات في مجلس المطارات الدولي، وتضيف أن الابتكارات التكنولوجية اليوم مهمة بشكل خاص لكيفية عمل المطار، وخصوصاً أن عدد المسافرين الدوليين، من المتوقع أن يزيد أكثر من الضعف بحلول عام 2040.

وبحسب مجلس المطارات الدولي، شهد عام 2018 عدد 8.8 مليار مسافر. وفي عام 2040، من المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 19.7 مليار مسافر.

وتشمل إعدادت المطارات العديد من الأطراف المختلفة بما في ذلك موظفي المطارات، وشركات الطيران، وموظفي الأمن، وسلطات الطيران الوطنية، والباعة. لذا، فإن اعتماد التكنولوجيا الجديدة يساعد هؤلاء على العمل بشكل أكثر كفاءة واستدامة”.

وفيما يلي لمحة على ما يمكن أن يتوقعه المسافرون في المطارات على واجهة التكنولوجيا بين عامي 2020 و 2030.

مطار المستقبل
يتم اختبار التكنولوجيا التي تتحقق من هوية الراكب من خلال بصمات الأصابع في المطارات في جميع أنحاء العالم

اعتباراً من اليوم، وفقاًً لما قالته بروكس، يقوم نحو بضع مئات من المطارات في جميع أنحاء العالم باختبار التعرف على الهوية البيولوجية، وهي تقنية تتحقق من هوية المسافر من خلال بصمات الأصابع، أو ميزات الوجه وتسريعها عبر أحد جوانب رحلتهم مثل الأمان أو الصعود إلى الطائرة.

ومع المضي قدماً، فإن استخدام القياسات الحيوية سينمو بشكل كبير، بحسب ما قالته بروكس.

وتضيف روكس: “تتعاون المزيد من المطارات وشركات الطيران لتجربة التكنولوجيا لأول مرة أو توسيع البرامج الموجودة بالفعل”.

وعلى سبيل المثال، بدأ مطار شانغي بسنغافورة تجربةً في المبنى رقم 4 تسمح للسنغافوريين بالسير عبر بوابة الوصول دون إبراز جوازات السفر أو مسح الهوية البيولوجية من خلال بصمة الإبهام بدلاً من ذلك، ويمكنهم المرور من خلال ممر آلي، حيث يتم التعرف عليهم من خلال فحص القزحية أو نظام التعرف على الوجه.\

وتأمل هيئة الهجرة ونقطة التفتيش في سنغافورة في تنفيذ هذه العملية لجميع المسافرين المؤهلين بحلول عام 2022.

في مطار هيثرو بلندن، تستخدم الخطوط الجوية البريطانية تقنية الذكاء الاصطناعي في تجربة الروبوتات المستقلة التي تهدف إلى المساعدة في عدد كبير من الممارسات التشغيلية

ولا تزال تقنية الذكاء الاصطناعي ناشئهً في المطارات مقارنةً بالقياسات الحيوية، ولكن سيتغير ذلك قريباً.

وتقول بروكس: “كلما أصبحت المطارات أكثر انشغالاً، ستتعاون المطارات، وشركات الطيران، والمنظمات الأمنية من أجل الاعتماد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي للبقاء في أمان وكفاءة واستباقية”.

وتستثمر هيئة ميناء نيويورك ونيوجيرسي في معدات فحص الأمتعة لكل من حقائب تسجيل الوصول والحقائب المحمولة التي تستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي.

ويقول المدير التنفيذي لهيئة الميناء، ريك كوتون، إن هذا الجهاز لديه القدرة على تحديد الحقائب ذات الصلة، وتسليمها بسرعة إلى وكيل إدارة أمن النقل للفحص الإضافي، ثم العودة إلى الطائرة أو الركاب.

ويشير كوتون إلى أن هذه التقنية ستساهم في تسريع عملية الفحص الأمني.

ومن المتوقع، أن يتم تشغيل الجهاز لأول مرة في مطار لاغوارديا الدولي، بحلول منتصف هذا العام وفي مطارات المنطقة الأخرى بحلول عام 2025.

وتستخدم الخطوط الجوية البريطانية تقنية الذكاء الاصطناعي في تجربة الروبوتات المستقلة التي تبدأ هذا العام في المبنى رقم 5 بمطار لندن هيثرو. ويمكن لهذه الروبوتات، التفاعل مع الركاب بلغات متعددة، ولديها القدرة على الإجابة على آلاف الأسئلة بما في ذلك تلك المتعلقة بمعلومات الرحلة في الوقت الفعلي.

وبفضل تقنية الموقع الجغرافي، يمكن للروبوتات التحرك في جميع أنحاء المبنى، وإرشاد العملاء إلى مناطق مختلفة مثل مكتب المساعدة الخاصة.

وفي بيان صحفي، يقول رئيس قسم الابتكار في الخطوط الجوية البريطانية، ريكاردو فيدال، إن الروبوتات ستحرر موظفي الشركة للتعامل مع المزيد من القضايا الحساسة للوقت.

وتقوم خطوط دلتا الجوية بإنشاء جهاز يعتمد على الذكاء الاصطناعي يحلل ملايين نقاط البيانات التشغيلية من مواقع الطائرات إلى ظروف المطار. ويستخدم الجهاز، الذي سيتم طرحه في ربيع هذا العام، هذه النقاط لإنشاء نتائج افتراضية تمنح الموظفين المعلومات التي يحتاجون إليها لاتخاذ القرارات عند تعطيل الرحلات الجوية.

وإذا كانت هناك عاصفة ثلجية شديدة أو انقطع التيار الكهربائي، على سبيل المثال، فسيتمتع الموظفون بالقدرة على اتخاذ قرار، بناءً على بيانات من الجهاز.

تطبيقات أفضل
يختبر مطار ديترويت ميتروبوليتان وين كاونتي التكنولوجيا الجديدة من أجل توفير تجربة سفر أكثر سلاسة

ولا تعد تطبيقات المطارات وشركات الطيران فكرة جديدة، ولكن خلال فترة 2020 وحتى عام 2030، ستصبح أكثر تطوراً، بحسب ما ذكره كل من شتاين وبروكس.

وتقول بروكس إنه “ستتوفر تطبيقات خاصة بالمسافرين وأخرى خاصة بجميع الأطراف المشاركة في إدارة المطار من موظفي الأمن إلى موظفي الخطوط الجوية”.

وعلى سبيل المثال، ستشمل تطبيقات المسافرين معلومات حول الطقس، والحركة الجوية، ومعلومات البوابة ومواقف السيارات. وسيتم تزويد بعضها بأنظمة المعلومات الجغرافية التي توفر خرائط لإرشاد المسافرين إلى أقرب مقهى أو بوابة المغادرة الخاصة بهم.

المطارات وخطوط الطيران
مطار نيوارك ليبرتي الدولي هو واحد من العديد من المطارات التي بدأت في طرح المزيد من الميزات الحيوية لجعل سفر الركاب أكثر سلاسة.

ومن وجهة نظر تشغيلية، ستأتي مجموعة متنوعة من الابتكارات التكنولوجية إلى ثمارها في المطارات خلال السنوات العشر القادمة.

وفي مطارات هيئة الميناء، يقول كوتون إن الكاميرات الأمنية الموجودة في المحطات الطرفية سيتم استبدالها بنماذج عالية الدقة. وسيحصل كل من مطار لاغوارديا ومبنى رقم 1 في مطار نيوارك ليبرتي الدولي على هذه الكاميرات عالية الدقة بحلول عام 2022، وستتوفر بمطار جون إف كينيدي الدولي بحلول عام 2025.

كما تستثمر هيئة الميناء أكثر من 25 مليون دولار في تحسين نظام التعزيز الأرضي في مطار لاغوارديا ومطار جون إف كينيدي. ويرشد هذا النظام طائرة إلى المدرج أثناء الطقس السيئ، ولديه تقنية تُظهر مسارات متعددة لهبوط الطائرات بدلاً من مسار واحد.