مجلة مال واعمال

فشل عضلة القلب “قصور القلب”

-

د. قيس عدلي البلبيسي

مال وأعمال – الأردن في 8 يوليو 2021 – فشل عضلة القلب ،أو ما يدعى أيضاً بقصور القلب أو هبوط القلب أو اعتلال عضلة القلب، هو حالة مرضية عندما لا يستطيع القلب أن يضخ ما يكفي من الدم لتلبية احتياجات الجسم من الدم والأكسجين. يشكل قصور القلب واحداً من اهم أسباب الوفيات و دخول المستشفيات عالمياً و عبأ اجتماعياً و اقتصادياً. و لكن على الرغم من جدية مرض قصور القلب و أهمية أثاره و توابعه لكن من خلال التحكم فيه و علاجه بالطريقة السليمة فيمكن للمرضى الذين يعانون منه أن يعيشوا حياة طبيعية.
ينقسم قصور القلب الى نوعين أو جزئيين رئيسيين: الفشل الانقباضي عندما تكون عضلة القلب ضعيفة ولا يمكنها ضخ الدم إلى بقية الجسم بالقوة اللازمة و الفشل الانبساطي عندما تكون عضلة القلب يوجد فيها صعوبة في الاسترخاء ولا يمكن ملء ما يكفي من الدم في حجرة القلب لضخه للجسم.

ينقسم قصور القلب الى نوعين أو جزئيين رئيسيين: الفشل الانقباضي عندما تكون عضلة القلب ضعيفة ولا يمكنها ضخ الدم إلى بقية الجسم بالقوة اللازمة و الفشل الانبساطي عندما تكون عضلة القلب يوجد فيها صعوبة في الاسترخاء ولا يمكن ملء ما يكفي من الدم في حجرة القلب لضخه للجسم.

ما هي أهم أسباب قصور القلب؟
أهم اسباب قصور القلب الانقباضي و الانبساطي و أكثرها شيوعاً هو امراض الشرايين التاجية و نقص التروية الناتج عن تضييق الشرايين والنوبات القلبية. و لكن توجد أيضا الكثير من الأسباب الخرى التي تؤدي الى قصور القلب الانقباضي مثل أمراض صممات القلب، و تسارع و عدم انتظام دقات القلب، و بعض الالتهابات الفيروسية مثل فيروس الكوكساكي و فيروس الكورونا المستجد، و بعض انواع العلاج الكيماوي،و نقص بعض الهرمونات، و متلازمة القلب المكسور، و بعض الامراض الوراثية و التشوهات الخلقية على سبيل الذكر و ليس الحصر. بالاضافة لارتفاع ضغط الدم الذي قد يؤدي أيضاً لفشل القلب الانقباضي أو الانبساطي. أما بالنسبة للاسباب الأخرى لقصور القلب الانبساطي منها داء السكري، السمنة، اختناق النوم، بعض امراض تضخم عضلة القلب الوراثية أو المكتسبة كالداء النشواني.

ما هي علامات وأعراض قصور القلب؟
القلب أولا و اخيراً مضخة. فان فشلت هذه المضخة، تبدأ السوائل بالتراكم في الجسم، غالبًا في الساقين والرئتين، و يضعف تدفق الدم و التروية لأعضاء الجسم، مما يؤدي للأعراض التالية: ضيق في التنفس والذي يزداد مع بذل الجهد، ضيق التنفس عند الاستلقاء على الظهر أو الانحناء للامام، الشعور بالاختناق عند النوم، تورم في الكاحلين أو القدمين أو الساقين أو البطن أو الأوردة في الرقبة، التعب الشديد و الشعور بالضعف، زيادة سريعة في الوزن.
كيف يتم تشخيص مرض قصور القلب؟
بعد مراجعة التاريخ الطبي الكامل والفحص البدني للمريض واشتباه الطبيب بوجود قصور القلب، فان الطبيب يقوم بتأكيد التشخيص و البحث عن نوعه، درجته و سببه عن طريق تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية بالاضافة الى تخطيط القلب و فحوصات للدم. قد يستلزم في بعض الاحيان أيضا لتصوير القلب بصورة طبقية أو صورة اشعاعية نووية أو صورة رنين مغناطيسي أو قد يحتاج لإجراء طبي كالقسطرة إذا لزم الأمر.

كيف يتم علاج مرض قصور القلب؟
الهدف الرئيسي من العلاج يصب في جانبين: علاج السبب المؤدي لقصور القلب و علاج قصور القلب و أعراضه. و يتضمن علاج قصور القلب الجوانب التالية: علاج النوبات الحادة التي تستدعي دخول المريض إلى المستشفى و محاولة تجنبها في المستقبل، تحسين جودة حياة المرضى بشكل عام وقدرتهم على القيام بالأشياء التي يقومون بها عادةً، حمايتهم من المضاعفات الخطرة التي قد تنتج عن قصور القلب.
يشمل علاج قصور القلب بشكل عام مزيجًا من التعاون ما بين المريض و الطبيب في احداث تغييرات في نمط الحياة و اعطاء الأدوية اللازمة و المناسبة لحالة المريض بالاضافة لوجود دور لإعادة التأهيل القلبي وبعض الإجراءات الطبية. من أهم طرق التعايش مع قصور القلب هو اتخاذ خطوات للحرص على أن نمط الحياة ملائما لصحة القلب، مثل: تناول أطعمة قليلة الملح وقليلة الدهون، ممارسة الرياضة، عدم التدخين، تخفيف الوزن ، التحكم بضغط الدم و السكر اذا كان المريض يعاني منهما.
أما بالنسبة للأدوية فقد يصف الطبيب مدرات البول لمنع تراكم السوائل. كما انه ينصح ان يكون جميع مرضى قصور القلب الانقباضي على الأدوية التالية ان لم يكن هنالك مانع :

ACEI / ARBsأدوية لخفض ضغط الدم والتي تقلل الضغط على القلب و تحسن قوة العضلة مثل
مضادات الألدوستيرون التي تساعد الجسم على التخلص من الملح والماء عن طريق البول
حاصرات بيتا والتي تؤدي الى إبطاء معدل ضربات القلب وخفض ضغط الدم و تخفيف الحمل على القلب
و لكن الأدوية تشكل جزءاً من العلاج و ليس كله.

فان جزء كبيرا من العلاج يتضمن تثقيف المريض عن حالته و كيف يتعامل مع الظروف المختلف و توفير برنامج لإعادة تأهيل القلب عن طريق تمرين رياضي تحت إشراف طبي مبني على حالة المريض و احتياجاته الصحية.

و أخيرا قد يحتاج بعض مرضى قصور القلب في حالات متقدمة الى زراعة أجهزة للحماية من الرجفان القلبي وهو جهازيعمل بالبطارية يتتبع معدل ضربات القلب ويطلق صدمة كهربائية إذا اكتشف تسارعا قلبيا خطيرلإعادة ضبط ضربات القلب الى الطبيعي أو زراعة جهاز لإعادة التزامن القلبي وهو جهاز أيضا يعمل بالبطارية يرسل إشارات كهربائية إلى حجرات القلب السفلية بحيث تنبض معًا بطريقة أكثر تزامنًا، مما يساعد القلب على ضخ الدم بشكل أفضل.
و في المراحل المتأخرة جدًا من المرض ، قد يحتاج المريض إلى جهاز مساعدة البطين الأيسر وهي مضخة ميكانيكية للقلب والتي غالبًا ما تستخدم في المرضى الذين ينتظرون عملية زراعة القلب.
ختاما أن مرض قصور القلب مرض مزمن و بحاجة للرعاية المستمرة و اتباع خطة علاجية صحيحة ملائمة لحالة المريض و الحفاظ على المواعيد والمتابعة واتباع نظام غذائي صحي وتناول الأدوية بشكل منتظم له دور اساسي جدا في العلاج و السيطرة على المرض و يمكّن المريض من تحسين وضع عضلة القلب وممارسة حياته الاعتيادية.