مجلة مال واعمال

التعاون السعودي الأردني…انموذجا يقتدى به في المنطقة

-

مجله مال واعمال – العدد 171 النسخة الورقية – العلاقة المتميزة بين المملكة العربية السعودية والأردن قصة تحول المملكتين إلى “نموذج يقتدى به” للتعاون الإقليمي والعربي، والذي من المتوقع أن يتم تعزيزه من خلال العديد من المبادرات الجديدة على الجبهتين السياسية والاقتصادية بعد زيارة ولي العهد بحسب الخبراء وذلك بعد التاريخ الطويل والمشترك والثقافة والقيم المتشابهة لكلا الشعبين، والتي كان لها تأثير على العلاقات الدبلوماسية.
فالدبلوماسية ليست الكلمة الصحيحة لوصف العلاقات بين عمان والرياض.
وذلك بحسب وصف سميح المعايطة، وزير شؤون الإعلام الأردني السابق مضيفا “إنها التاريخ والجغرافيا والسياسة والمصالح المشتركة”.
حيث ان البلدين أصبحا “نموذجا يحتذى به” للتعاون والتنسيق الإقليمي، وذلك بفضل “عدد من الحقائق، بما في ذلك في المقام الأول النظام السياسي والحاكمي المماثل”.
كما أن البلدين تبنيا منذ فترة طويلة مقاربة سياسية مماثلة في القضايا الإقليمية والدولية، بما في ذلك فلسطين وإيران والعراق وسوريا واليمن، وهذا يشمل التصدي للإرهاب، و “في الوقت الحاضر، الاتجار غير المشروع بالمخدرات (من سوريا)”.
فالمملكة العربية السعودية لديها رؤية إستراتيجية تقدمية وطموحة لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها، والأردن مطلوب بشكل عاجل للاستفادة من زيارة ولي العهد السعودي إلى عمان.

كما أن “التعاون والتنسيق الأردني السعودي المستمر يخدم مصالح المنطقة بأسرها”.
من جانب اخر فان المملكة العربية السعودية هي الشريك الاقتصادي الأكبر للأردن، باستثمارات تزيد عن 13 مليار دولار.
بلغ حجم التجارة بين البلدين 5 مليارات دولار في عام 2021.
ووفقًا للبنك الدولي، تعد المملكة العربية السعودية أكبر مانح للأردن، حيث قدمت لجارتها مساعدة مالية مباشرة قدرها 3 مليارات دولار، أو حوالي 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للأردن.
وفي أبريل من هذا العام، أرسلت المملكة العربية السعودية 50 مليون دولار كتمويل مباشر إلى الأردن، وهي الدفعة الرابعة من أصل خمس دفعات تعهدت بها الرياض للبلاد.
وفقًا لوكالة الأنباء السعودية، كانت هذه المساعدة جزءًا من اتفاقية 2018 بين المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة لتقديم حزمة مساعدات اقتصادية بقيمة 2.5 مليار دولار للأردن.
كما وقع صندوق الاستثمار السعودي الأردني، المدعوم من الصندوق السعودي للاستثمارات العامة، مؤخرًا اتفاقية مع الأردن لاستثمار 400 مليون دولار في منشأة للرعاية الصحية في البلاد.
وقد وصِف المشروع بأنه “تتويج” للاستثمار السعودي في الأردن.
وعلى هامش التوقيع، أكد رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة أن بين قادة البلدين علاقة عميقة الجذور، وحث على مزيد من التعاون على جميع الجبهات.
وتأييدا لهذا الرأي، قال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن نايف بن بندر السديري إن المملكة حريصة على تعزيز علاقاتها مع الأردن.

وأوضح رئيس مجلس إدارة الصندوق، هشام عطار، أن الهدف الرئيسي للصندوق هو المساهمة في النمو الاقتصادي في الأردن من خلال الاستثمارات طويلة الأجل في القطاعات الاستراتيجية الرئيسية، مما يعكس رؤية قادة البلدين.
كما سلط الضوء على أهداف رؤية السعودية 2030 واستراتيجية صندوق الاستثمارات العامة للمملكة العربية السعودية لتعزيز التكامل الاقتصادي.
حيث كان صندوق SJIF يسعى لأن يصبح المستثمر الأكثر تأثيرًا في الأردن.
هذا ووقع الصندوق والحكومة الأردنية، ممثلة بصندوق الاستثمار الأردني، مذكرة تفاهم في 16 حزيران (يونيو) من شأنها أن تمكن الصندوق من استكشاف الاستثمارات في مشروع شبكة السكك الحديدية الوطنية.
ويستلزم هذا المشروع إنشاء خط سكة حديد بطول 418 كيلومترًا يربط بين محطة حاويات العقبة وميناء مادونا البري جنوب عمان لشحن الحاويات والفوسفات والحبوب والسيارات، وفقًا لبيان الصندوق.
يذكر انه وفي يونيو العام المنقضي أعلن الصندوق السعودي للاستثمار عن استثمار بقيمة 15 مليون دولار في شركة التكنولوجيا الأردنية الرائدة السوق المفتوح، وهو تطبيق للهاتف المحمول للتجارة الإلكترونية يتيح البيع من المستهلك إلى المستهلك، كجزء من إستراتيجيته الاستثمارية لنمو رأس المال.
وقال الصندوق في ذلك الوقت إن الاستثمار سعى إلى تعزيز بيئة ريادة الأعمال في الأردن، بما يدعم تطوير الشركات المحلية، ويتيح لها فرصة للتوسع الإقليمي.
وفي مارس من هذا العام، تم توقيع اتفاقية ثنائية يمكن أن تزيد قيمتها عن مليار دولار من قبل قادة الأعمال من مكة المكرمة وعمان.
ومن جانبه قال وزير الصناعة والتجارة والتموين الأردني يوسف محمود الشمالي، الذي حضر حفل التوقيع بين غرفة تجارة وصناعة مكة ونظيرتها في عمان: “هناك حاجة لتعزيز هذه العلاقات لتتجاوز المليار دولار، خاصة ونحن نفخر بالمنتجات السعودية، والاستثمارات السعودية هي الأهم في الأردن “.
وبحسب الأرقام الرسمية، يعمل نحو 430 ألف أردني في السعودية.
وزادت التحويلات المالية المرسلة من السعودية إلى الأردن بمقدار 16.4 مليون دولار لتصل إلى 1.1 مليار دولار خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2022، مسجلة زيادة بنسبة 1.5 في المائة عن نفس الفترة من العام الماضي.
وأظهرت بيانات البنك المركزي الأردني أن إجمالي هذه التحويلات بلغ 3.4 مليار دولار بنهاية عام 2021.
حيث تأتي معظم تحويلات المغتربين الأردنيين من دول الخليج والسعودية على وجه الخصوص.
هذا وكشف استطلاع للرأي أجراه مركز الجامعة الأردنية للدراسات الاستراتيجية في آذار / مارس أن الأردنيين يرون أن “العلاقة المؤسسية مع المملكة العربية السعودية” هي أولوية قصوى لبلدهم.
كما اظهر الاستطلاع أن 37 % من الأردنيين ينظرون إلى المملكة العربية السعودية على أنها أكبر داعم اقتصادي وسياسي لبلدهم، و “أقرب جار ثقافيًا وتقليديًا”.