أبوظبي، 18 مارس 2025 – مال واعمال
أكد اتحاد مصارف الإمارات على أهمية وعي العملاء كأحد أقوى أساليب مكافحة الاحتيال المالي، مشددًا على ضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية، خصوصًا خلال المواسم والأعياد التي تشهد ارتفاعًا في العروض الترويجية عبر القنوات الرقمية.
حملة وطنية لتعزيز الوعي المالي
وفي إطار جهوده المتواصلة، يعمل اتحاد مصارف الإمارات، بالتعاون مع مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، على تنفيذ حملات توعوية وطنية للحد من الجرائم المالية، حيث ساهمت الحملة الوطنية لمكافحة الاحتيال، التي أُطلقت عام 2020، في تعزيز وعي العملاء وحمايتهم من التهديدات الرقمية المتزايدة.
قطاع مصرفي آمن ورائد عالميًا
وفي بيان صحفي، أوضح جمال صالح، المدير العام لاتحاد مصارف الإمارات، أن القطاع المصرفي في الدولة، وبدعم من مصرف الإمارات المركزي، نجح في ترسيخ مكانته كمركز مالي عالمي يتمتع بأعلى معايير الأمان والكفاءة، مستفيدًا من أحدث التقنيات والأنظمة المصرفية.
وقال صالح: “ساهمت هذه المبادرات في تعزيز ثقة العملاء، حيث أظهرت الدراسات أن 90% من العملاء يثقون بالقطاع المصرفي الإماراتي، ما يجعله من بين الأكثر موثوقية على مستوى العالم، وحافظ القطاع المصرفي على تصدره قائمة القطاعات الأكثر ثقة في الدولة”.
وأشار إلى أن الحملة الوطنية لمكافحة الاحتيال، التي أطلقها الاتحاد بالتعاون مع شركائه الاستراتيجيين، تهدف إلى حماية العملاء والمجتمع والاقتصاد، خصوصًا في ظل التحول الرقمي المتسارع وازدياد المخاطر المالية الإلكترونية. وتضم الحملة مصرف الإمارات المركزي، ومجلس الإمارات السيبراني، وشرطة أبوظبي، وشرطة دبي، وهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية.
إجراءات لحماية العملاء من الاحتيال
وأضاف صالح أن الاتحاد يعمل مع المصارف الأعضاء لتقديم إرشادات وقائية، مثل استخدام كلمات مرور آمنة، وتوعية العملاء بأساليب الاحتيال المصرفي الإلكتروني، ما ساهم في رفع مستويات الوعي بالأمن السيبراني.
وأوضح أن دراسة حديثة أجراها مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات ومركز تريندز للبحوث والاستشارات كشفت أن 65% من المشاركين يثقون بقدرتهم على اكتشاف محاولات الاحتيال، رغم التطور المستمر في أساليبه وتقنياته.
ازدهار المدفوعات الرقمية ومخاطر الاحتيال
وأشار صالح إلى أن مواسم الأعياد مثل عيد الفطر المبارك تشهد زيادة كبيرة في التعاملات الرقمية، مما يستدعي اتخاذ تدابير احترازية لضمان سلامة المعاملات المصرفية والتجارة الإلكترونية.
وأكد أن القطاع المصرفي الإماراتي يتمتع ببنية تحتية رقمية متقدمة ونظم متطورة لمكافحة الاحتيال، مشيرًا إلى دور المناورات السيبرانية السنوية التي ينظمها الاتحاد تحت إشراف مصرف الإمارات المركزي ومجلس الأمن السيبراني، في تعزيز الأمن السيبراني وحماية الأنظمة الرقمية.
نمو متزايد في المدفوعات الرقمية
ومع تسارع التحول الرقمي، تشهد دولة الإمارات زيادة ملحوظة في المدفوعات الرقمية، حيث ارتفعت بنسبة 53% في عام 2023 لتصل إلى 43 مليار دولار أمريكي (157.8 مليار درهم)، ومن المتوقع أن تصل إلى 132 مليار دولار (484.4 مليار درهم) بحلول عام 2028، وفقًا لتقديرات مراكز أبحاث عالمية.
تقنيات متقدمة لمكافحة الاحتيال
وأشار صالح إلى أن الإمارات حققت تقدمًا كبيرًا في كشف الاحتيال والتخفيف من مخاطره، من خلال اعتماد تقنيات متطورة مثل الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، والقياسات الحيوية، مما يعزز قدرات النظام المصرفي في رصد الاحتيال والتصدي له بفعالية.
واختتم صالح بالتأكيد على التزام اتحاد مصارف الإمارات بمواصلة جهوده في تعزيز الوعي المالي، وحماية العملاء، وتوفير تجربة مصرفية آمنة تدعم التحول الرقمي المستدام في الدولة.