لا شك أن الجزر قد تعد مكان منعزل للعديد من الناس , لكن قرى مفاتي في جزيرة ريونيون تعد حالة خاصة و أحد أكثر الأماكن عزلة في العالم
حيث انبثقت الجزيرة الفرنسية من داخل المحيط الهندي على شكل بركان بحري كبير بين مدغشقر و ماوريشيوس حاليا منذ منذ حوالي ثلاثة ملايين سنة , و ادى خماد البركان إلى تشكيل قاع بركاني محاط بشكل كامل من مرتفعات جبلية شاهقة و وعرة, وغابات كثيفة , و هنالك في هذا القاع البركاني الخصيب و عند بدايات القرن الثامن عشر هرب بعض العبيد الأفارقة من مزارع اسيادهم و أسسوا قريتهم مفاتي على اسم قائد المجموعة حينها, كما و مع مرور الزمن لجأ للقرية بعض الفلاحين الأوروبيين الفقراء
و حاليا سكان القرية يتراوح عددهم حوالي 800 نسمة و هم من سلالة السكان الأصليين و الأوروبيين , يعملون بالزراعة كما يقدمون خدمات فندقية بسيطة لزوار المنطقة.
و بيوت القرية جميعها مبنية من الصفيح الملون و الأخشاب , كما لا يوجد أي شرطة أو طبيب بالقرية و يتم احضارهم بالحوامات عند الحاجة فقط
كما لا يوجد كهرباء بطبيعة الحال فيما عدا الكهرباء التي يتم توليدها عبر الطاقة الشمسية ,أو عبر مولدات الكهرباء إلا أن ثمن الوقود مرتفع للغاية ولا يستخدم إلا فيما ندر
كما تم اعادة افتتاح المدرسة الابتدائية بست طلاب بعض إغلاقها لعدم توفر عدد كافي من الطلاب
و السبيل الوحيد للوصول للقرية هو عبر الحوامات العامودية أو عبر المشي لكيلو مترات طويلة عبر الجبال الشاهقة , و إخترا الغابات الكثيفة , و مؤخرا تم ضم المنطقة إلى محميات اليونيسكو للتراث العالمي , و ذلك يعود للمناظر الطبيعية الخلابة افي المسارات المؤدية إلى قرى مفاتي, مما زاد عدد الزوار بشكل ملحوظ و خاصة بين محبين التجوال و المغامرات, و يجب التنويه أن الوصول إلى قرى مفاتي مشيا ليس بالأمر السهل أو ما يستطيع السائح العادي القيام به, بل من الأمور التي تتطلب خبرة و لياقة عالية.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-aJP