يشهد المجال الطبي في الوقت الحالي ثورة علمية سريعة، ويعتبر استخدام الخلايا الجذعية (Stem Cells) في هذا المجال إنجازاً متميزاً في علاج الأمراض المختلفة خاصة المستعصية والمزمنة منها.
وقد نجح الأردن على المستويين العربي والعالمي في مجال الخلايا الجذعية في نشر العديد من الأبحاث المتميزة في مجلات علمية محكّمة ومصنّفة عالمياً، وتطوير علاجات فعّالة، وتسجيل العديد من الدراسات السريرية الأردنية في وزارة الصحة الأمريكية، وقد كان آخر هذه الانجازات تحقيق فريق المركز العربي للخلايا الجذعية إنجازاً علمياً رائداً عن طريق استخدام الخلايا الجذعية في عقم الرجال و”ولادة أول طفل بريطاني بعد زراعة خلايا جذعية للأب في الأردن”، وبعد زواج دام ثمانية عشر عاماً.
“مال وأعمال” التقت الدكتور أديب الزعبي، الباحث في مجال الخلايا الجذعية، ورئيس المركز العربي للخلايا الجذعية – الأردن للتعرف على أهم الإنجازات والتطورات المتعلقة باستخدام الخلايا الجذعية.
مال وأعمال… بداية، مَن هو الدكتور أديب الزعبي؟
د.أديب الزعبي… الدكتور أديب الزعبي، رئيس المركز العربي للخلايا الجذعية، حاصل على درجة الدكتوراه في علم المناعة من كلية الطب في جامعة إلينوي في شيكاغو، خبير في علوم المناعة، البيولوجيا الجزيئية، بيولوجيا الخلية، بيولوجيا السرطان، والخلايا الجذعية, وعضوا في الجمعية الأمريكية لبنوك الدم، الجمعية الأمريكية لأبحاث السرطان، الأكاديمية الدولية للخلايا الجذعية، الجمعية العالمية لترميم الجهاز العصبي والعديد غيرها.
مال وأعمال… ما هي الخلايا الجذعية، وما هي مصادرها؟
د.أديب الزعبي… الخلايا الجذعية هي خلايا حية غير متمايزة قادرة على أن تتطور وتكون خلايا بالغة متخصصة ذات وظائف محددة. وتتميز الخلايا الجذعية عن باقي خلايا الجسم بالمميزات بأنها خلايا غير متخصصة قادرة على تجديد نفسها. ويمكن لها أن تصبح خلايا متخصصة لنسيج معين أو عضو معين في الجسم وتكون لها وظائف خاصة بهذا النسيج أو العضو، كما تتميز بقدرتها على الهجرة والإنتقال إلى مختلف أجزاء الجسم.
أما مصادرها فتنقسم إلى نوعين رئيسين: الجنينيَّة، والبالغة. وتعد “الخلايا الجذعية الجنينيَّة” المسؤولة عن تكوُّن الجنين في المراحل المبكّرة من تطوُّره في رحم الأم ولها قدرات عالية على التمايز إلى خلايا الجسم المختلفة. أما “الخلايا الجذعية البالغة” فتوجد في أماكن متعددة من جسم الإنسان في كافة مراحله العمرية وتأخذ بالتناقص مع تقدُّم العمر، وتتمثل أبرز مصادرها وأنواعها في: نخاع أو نقي العظم الأحمر، الحبل السُّري للمواليد، الدهون، أعضاء متعدﱢدة كالجلد وبصيلات الشعر.
مال وأعمال… حدثنا عن المركز العربي للخلايا الجذعية وما هي طبيعة عمله؟
د.أديب الزعبي… يختص المركز في مجال الخلايا الجذعية واستخداماتها البحثية والطبية على المستويين العربي والعالمي، وتطوير طرق حديثة ومحسنة لتنقية وتحضير الخلايا الجذعية مخبرياً بإستخدام أعلى معايير السلامة والأمان عالمياً ليتم استخدامها في الأبحاث والعلاج في المستشفيات الحكومية والخاصة. ويمتلك المركز مختبرات متخصصة في تنقية الخلايا الجذعية وفريق متميز من الباحثين والخبراء المدربين على أحدث التقنيات المتقدمة في مجال الخلايا الجذعية.
مال وأعمال… ما الخدمات التي يقدمها المركز في مجال العقم على وجه التحديد؟
د.أديب الزعبي… يقدم مركزنا الخدمات المتعلقة بعقم الرجال والنساء، وأبرزها برنامج عقم الرجال الذي يتضمن مراجعة شاملة لحالة المريض من قبل لجنة طبية متخصصة وعمل الفحوصات اللازمة لمعرفة إنتاج الحيوانات المنوية عند المريض مباشرة من السائل المنوي دون الحاجة لفتح الخصية، ثم زراعة الخلايا إن لزم الأمر، ثم متابعة المريض لمدة سنة كاملة لمعرفة إنتاج الخصية من الحيوانات المنوية.
مال وأعمال… حدثنا عن آخر انجازات المركز العربي للخلايا الجذعية في مجال العقم؟
د.أديب الزعبي… مؤخراً وبفضل الله نجح فريق المركز في استخدام الخلايا الجذعية في عقم الرجال و”ولادة أول طفل بريطاني بعد زراعة خلايا جذعية للأب في الأردن”، وذلك بعد زواج للوالدين دام ثمانية عشر عاماً.
ووالديّ الطفل “ريان” مقيمين في بريطانيا منذ 19 سنة ولغاية الآن، ويبلغ “ريان” من العمر عاماً ونصف حالياً، وهو الآن بصحة ممتازة والحمد لله.
مال وأعمال… كيف تمكّن فريق المركز من تحقيق هذا الانجاز؟
د.أديب الزعبي… تمكن الفريق من تحقيق هذا الانجاز بالاستناد إلى “الطريقة الأردنية للخلايا الجذعية” التي تم تطويرها من قبل المركز. وتمتاز هذه الطريقة بتنقية أنواع محددة من خلايا جذعية مأخوذة من نخاع عظم المريض نفسه قادرة على التمايز إلى أمهات الحيوانات المنوية لإستخدامها في تصنيع حيوانات داخل خصية المريض ودون تدخل بشري، ويتم ذلك باستخدام طرق وبرتوكولات وأجهزة معتمدة عالمياً وأردنياً، وبالالتزام بأعلى معايير الأمان والسلامة.
مال وأعمال… بعد تحقيق هذا الإنجاز، ما الذي تتطلعون إليه؟
د.أديب الزعبي… حالياً ما زالت الأبحاث جارية في المركز لتطوير علاجات جديدة وفعّالة للعديد من الأمراض من بينها العقم، حيث نسعى إلى تحقيق نسب نجاح أعلى لمساعدة الأزواج المحرومين من الإنجاب على تحقيق حلمهم في أن يكون لديهم أطفال يحملون صفاتهم وأسماءهم.
مال وأعمال… أين وصل الأردن اليوم في مجال الخلايا الجذعية، وما الانجازات التي حققها؟
د.أديب الزعبي… لقد سبق الأردن الكثير من الدول في تنظيم العمل في مجال الخلايا الجذعية عبر إصدار تشريعات تنظم هذا المجال، إضافة إلى وجود كفاءات علمية وطبية أردنية رائدة في هذا المجال، وإنشاء مراكز متخصصة في الخلايا الجذعية في القطاعين العام والخاص؛ وقد نجح الأردن أيضاً في نقل وتوطين التكنولوجيا عالية الجودة وإضافة تطوير نوعي على بعض هذه التكنولوجيا مما أدى إلى تحسين نتائج علاج الأمراض المستعصية والمزمنة، فضلاً عن تسجيل الدراسات السريرية في وزارة الصحة الأمريكية ونشر العديد من الأبحاث في المجلات العلمية المحكّمة والمصنّفة دولياً.
-
حصري لمال وأعمال يمنع الاقتباس او اعادة النشر الا باذن خطي