مال واعمال – خاص
في عوالم تبدو فيها التحديات أشبه بأمواج متلاطمة، هناك من يقفون بصلابة ليكونوا منارات للأمل وركائز للتغيير. ومن بين هذه الشخصيات المؤثرة، تبرز ثريا جهاد باكير، الأردنية التي جسّدت عبر مسيرتها قيم التمكين والعمل الاجتماعي بروح لا تعرف الكلل.
وُلدت ثريا في الكويت، لتحمل معها منذ الصغر أحلامًا كبيرة تتجاوز الحدود. حصلت على دبلوم صيدلة في الأردن، إلا أن شغفها الحقيقي تجاوز المجال الطبي ليحتضن القضايا الإنسانية والمجتمعية. كزوجة وأم لأربعة أبناء وبنت، لم تقتصر رؤيتها على بناء أسرتها فقط، بل امتدت لتشمل تمكين المجتمع بأسره.
بدأت ثريا رحلتها في ميادين العمل الاجتماعي بأسلوب يمزج بين الحكمة والابتكار. شغلت عضوية مجلس تطوير تربوي لمدارس محافظة إربد لأربع دورات متتالية، حيث تم انتخابها من قبل الطلبة والهيئات التدريسية وأولياء الأمور. كان هدفها الأسمى هو تطوير البيئة التعليمية وجعل المدارس مساحات آمنة للإبداع والنمو.
وفي عام 2016، أسست ثريا جمعية “شعاع الثريا لرعاية الطفولة”، التي تحولت لاحقًا إلى “جمعية شعاع الثريا لتمكين الأسرة”. ومنذ ذلك الحين، أصبحت الجمعية منصة للإبداع ودعم الأطفال ورعاية الأسرة، حيث تبنت مبادرات تنموية مستدامة ساهمت في تمكين المرأة والشباب اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا.
كانت ثريا بمثابة جسر يربط بين الاحتياجات المجتمعية والمنظمات الدولية، فقد عملت مع شبكة الوقاية المجتمعية من العنف بالتعاون مع بلدية إربد الكبرى ومعاهد دولية متعددة، مستفيدة من شراكاتها مع السفارتين الهولندية والدنماركية. لم تتوقف عند هذا الحد، بل أصبحت ميسّرة لجلسات تدريبية حول مكافحة العنف المبني على النوع الاجتماعي بالتعاون مع منظمة “النثا” الإسبانية.
وفي مواجهة قضايا الأطفال، كرّست ثريا جهودها بالتعاون مع منظمة العمل الدولية لحماية الأطفال من العمل ومنحهم فرصة للتعلم. كما تبنت العديد من المبادرات الشبابية التي حفّزت روح الابتكار والعطاء، مما جعلها أيقونة للعمل التطوعي والخيري في المجتمع الأردني.
لا يمكن المرور على مسيرة ثريا دون التوقف عند تقديرها الوطني والدولي. فقد حصلت على عدد من الشهادات والدروع التكريمية التي تروي جانبًا من قصتها، قصة المرأة التي آمنت بأن العمل الحقيقي يتجسد في لمس حياة الآخرين وتحويلها للأفضل.
ثريا باكير ليست مجرد اسم، بل شعاع يضيء سماء العمل الاجتماعي في الأردن. برؤيتها الحكيمة وقلبها المتقد بالعطاء، استطاعت أن تُلهم أجيالًا وتمنح الأمل لآلاف الأسر. هي الحكاية التي تؤكد أن الإنسان يمكنه أن يكون التغيير الذي يريد أن يراه في العالم.
إلى جانب ذلك، عُرفت ثريا بأنها صاحبة المبادرات الشبابية التي لاقت صدى واسعًا بين المجتمع المحلي والمنظمات الدولية. أطلقت مبادرات مبتكرة تعكس احتياجات الشباب وطموحاتهم، ما جعلها صوتًا يُسمع ويدًا تمتد لدعم هذه الفئة التي تمثل القلب النابض للمجتمع.
المبادرات التي تبنتها لم تكن مجرد أفكار عابرة، بل خطط مدروسة أحدثت فرقًا حقيقيًا في حياة الأفراد. تلك المبادرات لم تقتصر على تمكين الشباب فقط، بل شملت إلهامهم ليكونوا روّاد تغيير في مجتمعاتهم، مما عزز من مكانتها كشريكة أساسية في بناء جسور الثقة بينهم وبين العالم.
ثريا باكير لم تكن فقط شخصية داعمة للشباب، بل كانت نموذجًا حيًا لقدرة فرد واحد على إحداث أثر عميق ومستدام في حياة الآخرين. بأسلوبها الفريد، جعلت الشباب يؤمنون بأن أحلامهم ليست مستحيلة، وأن طريق النجاح يبدأ بخطوة جريئة وإصرار لا ينكسر.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-JRn