شهد العالم ظاهرة فلكية تسمى “الاقتران العظيم”، وهي اقتراب ظاهري في السماء بين كوكبي المشتري وزحل ويمكن رؤيته بسهولة بالعين المجردة في ظاهرة فلكية نادرة لم تحدث منذ 400 سنة.
ويحتاج كوكب المشتري إلى 12 سنة ليدور دورة واحدة حول الشمس، في حين أن كوكب زحل يحتاج إلى 30 سنة، ما يعني أن كلا الكوكبين بالنسبة لنا يقتربان من بعضهما البعض مرة كل 20 سنة، وعادة تكون المسافة بينهما ما بين الدرجة إلى الدرجتين.
أما ما يميز الاقتران هذا العام هو أن المسافة بينهما ستبلغ 6 دقائق قوسية فقط، أي ما يساوي عُشر الدرجة الواحدة وهو أقل بقليل من ربع قطر القمر ظاهري وهذه مسافة تعتبر صغيرة جدا.
وكان آخر مرة حدث فيها الاقتران بمثل هذه المسافة قبل حوالي 400 عام، وذلك يوم 16 يوليو 1623م، ولكن المفارقة أن ذلك الاقتران لم يكن مشاهدا إلا من المناطق القريبة من خط الاستواء، لأن المشتري وزحل كانا قريبين من الشمس.
وقد تم مشاهدة آخر اقتران مماثل من غالبية مناطق الكرة الأرضية كان قبل 800 عام، وذلك يوم 5 مارس 1226م، وكانت المسافة بينهما دقيقتين قوسيتين فقط.
وسيكون الاقتران المماثل القادم عام 2080م، والذي يليه عام 2417م.
وخلافا لما تذكره بعض المواقع، وعلى الرغم من أن المسافة بين الكوكبين ستكون قريبة جدا، إلا أنهما لن يتحدان ويظهران كجرم واحد، فالمسافة بينهما أقل من أن تحدث هذه الظاهرة.
يذكر أن المسافة الحقيقية بين الكوكبين تبلغ ملايين الكيلومترات، وهذه الظاهرة مجرد تقارب ظاهري كما يرى من الأرض.
كما أن كوكبي المشتري وزحل هما أكبر كواكب المجموعة الشمسية وهما أجرام لامعة جدا يمكن رؤيتها بسهولة بالعين المجردة حتى من داخل المدن الملوثة ضوئيا، فكوكب المشتري هو ألمع جرم في السماء بعد الشمس والقمر وكوكب الزهرة، وكذلك فإن كوكب زحل من ألمع الأجرام السماوية.
وممكن رصد هذه الظاهرة، من مكان أفقه الغربي مكشوف، فالكوكبان قريبان نسبيا من الأفق، وقد تحجبه البنايات أو المرتفعات، وكذلك لا تتأخر كثيرا بعد حلول الظلام، فهما سيغيبان بعد حوالي ساعتين ونصف من غروب الشمس، لذلك يجب الحرص على الرصد من مكان غير مغبر أو غائم، فهذه قد تحجب أو تضعف الرؤية.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-CDV