عمان – 14 فبراير (مال واعمال) – توقعت وكالة الطاقة الدولية أن يشهد الطلب العالمي على الكهرباء نموًا قويًا بنسبة 4% سنويًا حتى نهاية عام 2027، مدفوعًا بازدياد الاعتماد على التكنولوجيا المتطورة وارتفاع الطلب الصناعي في الاقتصادات الناشئة. وأكدت الوكالة في تقرير حديث أن الصين والهند ستشكلان القوى الدافعة الرئيسية وراء هذا النمو، فيما تتسارع وتيرة التحول نحو مصادر الطاقة منخفضة الانبعاثات لمواكبة الارتفاع المتزايد في الاستهلاك.
وأشارت الوكالة إلى أن الاقتصادات الناشئة والنامية ستستحوذ على نحو 85% من الزيادة في الطلب العالمي، حيث من المتوقع أن تسهم الصين وحدها بأكثر من نصف هذه الزيادة بمعدل نمو سنوي يبلغ 6% حتى عام 2027. وأرجع التقرير هذا النمو السريع إلى تزايد الطلب في القطاعات الصناعية كثيفة الاستهلاك للطاقة، مثل تصنيع الألواح الشمسية والبطاريات والمركبات الكهربائية، إضافة إلى ارتفاع استخدام مكيفات الهواء وتوسّع شبكات الجيل الخامس ومراكز البيانات.
وفيما تستعد الهند للمساهمة بنحو 10% من إجمالي النمو في الطلب العالمي على الكهرباء بفضل اقتصادها الديناميكي وارتفاع استهلاك الطاقة في القطاعات السكنية والصناعية، من المتوقع أن تشهد بعض الاقتصادات المتقدمة، مثل الولايات المتحدة، تحولًا في منحنى الطلب بعد فترة من الركود، حيث يدفع التوسع في استخدام الكهرباء ضمن قطاعات النقل والتدفئة ومراكز البيانات إلى إعادة تشكيل ديناميكيات السوق.
وأكد التقرير أن مصادر الطاقة منخفضة الانبعاثات، مثل الطاقة المتجددة والطاقة النووية، باتت قادرة على مواكبة الزيادة في الطلب، متوقعة أن تتفوق الطاقة الشمسية بحلول عام 2027 لتصبح ثاني أكبر مصدر للطاقة منخفضة الانبعاثات بعد الطاقة الكهرومائية. ومن المرجح أن تتجاوز مصادر الطاقة المتجددة في مجملها الفحم في توليد الكهرباء بحلول عام 2025، مما سيؤدي إلى تراجع حصة المصادر التقليدية الملوثة إلى أقل من 33% لأول مرة منذ قرن.
وتعكس هذه التحولات توجهًا عالميًا نحو إعادة تشكيل مشهد الطاقة، حيث تسعى الدول إلى تحقيق التوازن بين تلبية الطلب المتزايد وتعزيز الاستدامة البيئية، ما يجعل السنوات القادمة حاسمة في رسم معالم قطاع الكهرباء العالمي.