مجلة مال واعمال – خاص
في عالم يحتاج إلى قادة ملهمين يمتلكون القدرة على صناعة التغيير، تبرز خلود البلوي كنموذج حيّ للمرأة القيادية التي كرّست حياتها لخدمة الشباب، المجتمع، والتنمية المستدامة. بمسيرة مهنية حافلة امتدت لأكثر من 24 عامًا في وزارة الشباب، استطاعت أن تترك بصمة واضحة في دعم وتأهيل الأجيال الصاعدة، من خلال التدريب، التوجيه، والعمل المجتمعي.
رحلة امتدت لعقود في خدمة الشباب
منذ البداية، لم تكن خلود البلوي موظفةً تقليديةً في وزارة الشباب، بل كانت رئيسة مركز شبابي وصانعة تغيير حقيقية، حيث ركّزت على تطوير البرامج التدريبية، وتنمية قدرات الشباب، وتمكينهم من مواجهة تحديات الحياة. ولم يكن دورها يقتصر على العمل المؤسسي، بل امتد إلى المشاركة الفعالة في المجلس البلدي لدورة كاملة، حيث ساهمت في اتخاذ قرارات تنموية تهدف إلى تحسين جودة الحياة في المجتمع المحلي.
التدريب: رسالة حياة وأداة للتغيير
امتلكت خلود رؤية واضحة حول أهمية التدريب في صقل مهارات الأفراد، لذا حصلت على العديد من الدورات التخصصية التي عزّزت خبرتها في مجالات متعددة، أبرزها:
✔ الكشافة والمرشدات، حيث أصبحت قائدة وحدة تدريبية، تعمل على غرس قيم الانضباط، التعاون، والقيادة في نفوس الشباب.
✔ تدريب معسكرات الحسين الصيفية، حيث ساهمت في إعداد برامج مكثفة تهدف إلى تنمية المهارات القيادية والمجتمعية لدى المشاركين.
✔ مدرّبة في مهارات الحياة الأساسية، مقدمةً تدريبات نوعية لليافعين، بالتعاون مع منظمة اليونيسف، ما جعلها إحدى الكفاءات المعترف بها دوليًا، حيث تم تكريمها في القاهرة عام 2009-2010 تقديرًا لدورها الريادي.
✔ دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع والتعليم، حيث حصلت على دورة متخصصة في مصر عام 2018، مما مكّنها من تقديم مبادرات تدعم الدمج الشامل لذوي الإعاقة في بيئات التعليم والعمل.
✔ مدربة مع مركز تطوير الأعمال (BDC)، حيث قدمت تدريبات مكثفة في أندية البحث عن وظيفة، لتأهيل الشباب ومساعدتهم في دخول سوق العمل بمهارات قوية وثقة عالية.
العمل الاجتماعي والثقافي: التزام مستمر بالتنمية
لم تقتصر جهود خلود البلوي على التدريب فحسب، بل كانت ناشطة بارزة في العمل الاجتماعي، الثقافي، والتطوعي. فقد أسهمت في إطلاق وتنفيذ العديد من المبادرات المجتمعية التي هدفت إلى:
🔹 تمكين المرأة والشباب عبر برامج تدريبية تدعم الاستقلالية والتطوير الشخصي.
🔹 تعزيز العمل التطوعي كمحور أساسي لتنمية المجتمعات، من خلال تنظيم حملات ومشاريع تخدم الفئات الأكثر حاجة.
🔹 نشر الوعي المجتمعي حول قضايا التعليم، الصحة، والاستدامة، مما ساعد في بناء مجتمع أكثر وعيًا وقدرةً على مواجهة التحديات.
قيادية صنعت الفرق وتستمر في الإلهام
ما يميز خلود البلوي هو إيمانها العميق بقوة الإنسان في إحداث التغيير، سواء كان ذلك من خلال تدريب شاب على مهارات الحياة، دعم طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، أو تمكين امرأة لتحقيق استقلالها المالي. إنها نموذج للمرأة القيادية التي تجمع بين الخبرة، الشغف، والرؤية المستقبلية، مما جعلها واحدة من الأسماء اللامعة في مجال العمل الشبابي والتنموي في الأردن والمنطقة العربية.
وبينما تستمر في رحلتها، تبقى خلود البلوي رمزًا للعطاء الذي لا ينضب، ومصدر إلهام لكل من يسعى لترك أثر إيجابي في مجتمعه، تمامًا كما تقول رسالتها الدائمة:
“كل خطوة نخطوها في خدمة الآخرين، هي خطوة نحو مستقبل أكثر إشراقًا”.
- حصري لمال واعمال يمنع الاقتباس او اعادة النشر