تخطيط المدن الحديثة أين..؟

admin
مقالات
admin31 مارس 2012آخر تحديث : منذ 12 سنة
تخطيط المدن الحديثة أين..؟

راشدفوزان2  - مجلة مال واعماللنأخذ مدينتي الرياض وجدة مثلا حين نبحث عن الخطوط السريعة أو ما نسميها إصطلاحا “دائري ونحو ذلك ” نجد أنها أصبحت بحكم العدم وغير موجودة فعليا رغم استمرار تسميتها بطرق سريعة، لقد حاورت الكثير من المهندسين المدنيين وخبراء التخطيط المدني، تحدثنا عن هذا الموضوع لماذا مدننا تختنق؟ نجد أن المشكلة ليست نقلا عاما فقط، بل “تخطيط” المدن نفسها. حين ننظر كمثال لطريق الملك فهد وخريص والمطار بالرياض، سنجد أنها في الأساس طرق سريعة، وهي تعني أن تنتقل من نقطة لنقطة، أي طريق سريع لا يحمل كثيرا من المداخل والمخارج إلا القليل جدا منها، ولكن الواقع ماذا يقول؟ يقول أن طريق الملك وخريص والمطار والدائري الشمالي أصبحت جوانبها تتزين “بالأبراج” السكنية أو التجارية.

وبدلا من أن تصبح المباني من مساحات 5000 متر وأكثر أصبحت “تقطع” الأراضي وبمساحات صغيرة من 500 متر ونحو ذلك، فكثرت الوحدات السكنية والمباني، مما أوجد حركة تجارية نشطة أصبحت تخنق هذه الطرق السريعة وأصبحت تشكل أكبر “مواقف” بالعالم من الكم الهائل للسيارات. وهذا ينطبق على كل مدننا جدة السريع وطريق المدينة “الطالع والنازل” وهكذا.

من سمح بوضع هذا التخطيط الذي أصبح يخنق المدن لدينا، وحوًل الطرق السريعة للتنقل بين نقطة ونقطة إلى تجارية؟ وتبنى هذه الأبراج التي تفوق قدرة الطريق على التحمل؟ حتى أن البرج السكني لا يوفر مواقف تتناسب مع المبنى، وكل برج سكني يبني عشرات الأدوار ويقطن به مئات العاملين أو الساكنين، ولكن ماذا عن المواقف وحركة المرور حوله؟ أصبحت هذه الأبراج والمباني تقتل حركة النقل، وهذا مشاهد، وأبرز مثال طريق الملك فهد، بل توضع فنادق ومستشفيات بهذه الطرق، وهذا خطأ تخطيطي جسيم لا يمكن أن يقبل. هذه أحد عوامل الزحام واختناق المدن لدينا.

نحتاج أن نراعي التخطيط الصحيح للمدن، بتخطيط من حيث إنتهت الدول المتقدمة، هل نضرب مثالا بأوربا؟ لا لأنه غير مناسب باعتبار المساحات الصغيرة والاعتماد على النقل العام بنسب عالية، النموذج الأمريكي هو الأفضل، فالمدن نفسها تقسم أربع أو خمس مدن، وتستقل بتخطيطها، ناهيك عن تخطيط الأحياء والشوارع وأسلوب البناء وغيره الكثير. إننا نفتقد التخطيط وتحديث الأنظمة للمدن لدينا.

*نقلاً عن صحيفة “الرياض” السعودية.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.