فيينا – مال واعمال
في خطوة محورية لتعزيز ريادتها في قطاع التكنولوجيا المتقدمة، حصلت النمسا على موافقة المفوضية الأوروبية لتدشين أول مشروع نمساوي متخصص في صناعة أشباه الموصلات، ضمن إطار قانون الرقائق الأوروبي، الذي يهدف إلى مضاعفة حصة أوروبا في إنتاج الرقائق من 10% إلى 20% بحلول عام 2030.
نقلة نوعية في تكنولوجيا الرقائق الدقيقة
يتركز المشروع، الذي تقوده شركة “ams OSRAM AG”، على إنتاج أجهزة استشعار بصرية إلكترونية متطورة، تُستخدم في التكنولوجيا الطبية وصناعة السيارات. ومن المخطط أن يصل خط الإنتاج الجديد إلى طاقته الكاملة بحلول عام 2030، ما يرسّخ مكانة النمسا كمركز أوروبي للابتكار في صناعة الرقائق الدقيقة وأشباه الموصلات.
ويُعد هذا المشروع الأول من نوعه في أوروبا، حيث تعتزم الشركة النمساوية إنشاء أول منشأة أوروبية متخصصة في تصنيع تكنولوجيا CMOS الحديثة، التي توفر أشباه موصلات عالية الجودة مصممة للعمل في الظروف القاسية ودرجات حرارة تتراوح بين -40 و150 درجة مئوية.
استثمار ضخم ودعم حكومي أوروبي
يبلغ حجم الاستثمار الإجمالي في المشروع 567 مليون يورو، منها 227 مليون يورو دعم حكومي من وزارة الاقتصاد النمساوية، ما يعكس التزام الدولة بتعزيز الابتكار في هذا القطاع الاستراتيجي. كما يتلقى المشروع دعماً مالياً إضافياً من المفوضية الأوروبية، في إطار السعي إلى تقليل اعتماد أوروبا على سلاسل التوريد الخارجية وتعزيز الاكتفاء الذاتي التكنولوجي.
وتشير التوقعات إلى أن إجمالي الاستثمارات في المشروع قد يصل إلى 1.4 مليار يورو، مما يمثل نقلة نوعية في قطاع صناعة الرقائق الأوروبية، ويضع النمسا في مقدمة الدول المساهمة في تعزيز القدرة التنافسية التكنولوجية للاتحاد الأوروبي.
النمسا: مركز أوروبي لصناعة الرقائق
أكد مارتن كوتشر، وزير العمل والاقتصاد النمساوي، أن بلاده تعد إحدى الدول الرائدة في أوروبا في مجال صناعة الرقائق الدقيقة، مشيرًا إلى أن استثمار “ams OSRAM AG” سيعزز مكانة النمسا كمركز بحثي وإنتاجي متطور، وسيسهم في دعم التحول الرقمي والتكنولوجي داخل أوروبا.
ويعد المشروع جزءًا من استراتيجية أوسع لتعزيز الاكتفاء الذاتي الأوروبي في مجال أشباه الموصلات، في ظل التحديات العالمية التي تواجه سلاسل التوريد التكنولوجية، مما يسهم في تقليل التبعية الأوروبية للأسواق الخارجية، وتعزيز دور أوروبا في صناعة المستقبل.