مال وأعمال – عمّان
لم يعد وقت الانتظار في المطارات مجرد مرحلة مملة أو فترة ضائعة في جدول الرحلات، بل أصبح فرصة ذكية يمكن للمسافر أن يستثمرها للإنتاجية، الراحة، أو حتى تطوير الذات. مع تطور البنية التحتية للمطارات وتحولها إلى مراكز متكاملة للخدمات، تتاح أمام المسافرين خيارات متعددة لتحويل هذه الساعات إلى تجربة ذات قيمة مضافة.
العمل والتخطيط من قلب المطار
يمكن للمسافر العصري أن يحوّل المطار إلى مكتب متنقل أو مركز للتخطيط، بفضل توفر الإنترنت المجاني أو المدفوع، ومساحات العمل في صالات الانتظار أو صالات كبار الزوار.
الانتظار يصبح أكثر فاعلية عند تخصيص الوقت للرد على البريد الإلكتروني، ترتيب الملفات، أو مراجعة تفاصيل الرحلة القادمة. كما يمكن استخدامه للتخطيط للجولات السياحية أو البحث عن أفضل المطاعم والأنشطة في الوجهة التالية.
ولا يقتصر الأمر على المهام المهنية، بل يمتد إلى تطوير الذات؛ من خلال قراءة الكتب، الاستماع إلى بودكاست، أو حتى تعلم كلمات أساسية بلغة جديدة عبر تطبيقات الهاتف المحمول.
راحة فاخرة وترفيه بلا حدود
الكثير من المطارات الحديثة توفّر تجربة راقية للاستجمام داخل صالات كبار الزوار، التي تتضمن وجبات مجانية، خدمات استحمام، ومناطق جلوس مريحة. بعض المسافرين يمكنهم الدخول إليها عبر بطاقات الائتمان، برامج الولاء، أو رسوم رمزية.
أما المسافرون الباحثون عن المتعة، فسيجدون ضالتهم في متاجر السوق الحرة التي تعرض تشكيلة واسعة من العطور، الهدايا، ومستحضرات التجميل، إضافة إلى صفقات مغرية.
وتتميّز بعض المطارات بوجود صالات سينما، حدائق داخلية، معارض فنية، وحتى مناطق ألعاب للأطفال، لتتحوّل قاعة الانتظار إلى وجهة بحد ذاتها.
العناية بالنفس… رحلة نحو التوازن
للمهتمين بالصحة النفسية والبدنية، يُمكن أن يكون وقت الانتظار فرصة مثالية لممارسة التأمل أو تمارين التنفس في زاوية هادئة أو داخل غرف الصلاة. كما تُعدّ تمارين التمدد أو المشي في أروقة المطار وسيلة ممتازة لتنشيط الدورة الدموية قبل الإقلاع.
وتقدّم بعض المطارات مراكز “سبا” مصغّرة لجلسات تدليك سريعة تساعد على التخلص من التوتر والإرهاق، وتحضير الجسم لرحلة أكثر راحة.
خلاصة التجربة: الوقت في المطار ليس ضائعًا بل مستثمرًا
لم تعد فترات الانتظار عبئًا على المسافر الذكي، بل جزءًا متكاملاً من تجربة السفر يمكن استثماره بطرق إبداعية ومفيدة. السر يكمن في المرونة، والاستعداد المسبق، والرغبة في تحويل كل لحظة إلى خطوة نحو الاستفادة أو الاسترخاء أو الاستمتاع.
في المرة القادمة التي تنتظر فيها في المطار، لا تكتفِ بالنظر إلى الساعة… بل انظر إلى ما يمكنك إنجازه أو عيشه في تلك الساعات.


