تزيد مخاطر الإصابة بضيق شرايين القلب لدى السيدات اللاتي أصبن يوماً بسرطان الثدي، بالجهة اليسرى، وتم علاجهن بالعلاج الإشعاعي.
فقد اكتشفت دراسة سويدية حديثة أن مخاطر الإصابة بضيق الشرايين التاجية تزيد أربع مرات أكثر بين النساء اللاتي أصبن بأورام سرطانية في الجانب الأيسر وتم علاجهن بالإشعاع عمن أصبن بهذه الأورام في الثدي الأيمن.
وقد يصل الاختلاف إلى سبعة مرات أكثر للضيق الشديد بالشرايين على الجانب الأيسر، مقارنة بالأيمن، كما ذكرت الدراسة التي نشرت مؤخراً في النسخة الإلكترونية من Journal of Clinical Oncology.
“نقترح أن ينظر إلى الشريان التاجي كعضو بالجسم يواجه مخاطر من التعرض للعلاج الإشعاعي، الأمر الذي يستلزم بذل الجهد لتجنب تسليط جرعات إشعاعية على الشريان التاجي” كتب د. جريجر نيلسون بمستشفى جامعة Uppsala.
من بين 8,190 سيدة مريضة بسرطان الثدي تم تحويل 199 لقسم تصوير الشريان التاجي (وذلك للعلاج من انسداد الأوعية الدموية)، وفقا لما صرحت به الدكتورة ستيفاني بيرنك رئيسة قسم جراحة السرطان بمستشفى Lenox Hill بمدينة نيويورك، حيث قالت “يجب أن تدرك السيدة التي تتعرض للعلاج الإشعاعي على الثدي الأيسر أنها قد تواجه مخاطر الإصابة بانسداد الشريان التاجي، بالرغم من أن نسبة الإصابة صغيرة نسبياً، كما أن العلاج بالإشعاع من سرطان الثدي تفوق مخاطره”.
وقد وضعت علاجات الأمراض السرطانية مثل الإشعاع والعلاج الكيميائي لتدمر الخلايا السرطانية. ولكن لسوء الحظ غالباً ما تتأثر الخلايا السليمة كذلك.
وتم تطوير تقنيات العلاج اليوم كثيراً، بحيث أصبحت أقل تدميراً للخلايا السليمة عن طرق العلاج السابقة.
مثلاً نجد أن تقنيات العلاج الإشعاعي الجديدة تساعد علي حماية القلب والشرايين المؤدية إليه من أثر الإشعاع، كما يؤكد د. تيموثي زاجر الأستاذ المساعد بعلاج السرطان بالإشعاع بجامعة نورث كارولينا.
أحد هذه التقنيات تعتمد على إعطاء هبات من الإشعاع فقط عندما يأخذ المريض نفسا عميقا. ففي تلك الأثناء ينفصل الشريان الرئيسي الذاهب للقلب عن حائط الصدر والثدي مما يبعده عن مجال الإشعاع.
في مقال مصاحب للبحث الذي نشر بالجريدة الطبية، كتب د. زاجر أن الباحثين لا يعلمون بشكل قاطع كيف يتسبب الإشعاع في إتلاف الشرايين التاجية، إلا أنه يعتقد أن الإشعاع يتسبب في إتلاف الخلايا المبطنة للشرايين، مما يتسبب في التهابات يمكن أن تؤدي لتصلب الشرايين.
وقد تضمنت الدراسة الحالية سيدات من السويد ممن تم تشخيص حالتهن بسرطان الثدي بين عامي 1970 و2003. من بين 8,190 سيدة أصبن بالمرض خضعت 199 سيدة لإجراء تصوير الشريان التاجي مما يعني إصابة الشريان بمرض ما.
إلا أن د. زاجر يرى أن هذه الدراسة قد غطت فترة زمنية طويلة تطورت خلالها طرق العلاج بالإشعاع والتي أصبحت أقل ضرراً للشرايين التاجية.
“بالإضافة لذلك لا أعتقد أن نتائج هذه الدراسة يمكن أن تبرر استبدال جراحة إزالة الأورام السرطانية بالثدي مع الإبقاء علي الثدي lumpectomy إلى استئصال كامل للثدي، والتي تعرف بجراحة mastectomy .
العلاج مع الاحتفاظ بالثدي يعد أمراً بالغ الأهمية لكثير من السيدات، كما أن مضاعفات العلاج الإشعاعي اللازم مع هذا النوع من الجراحة لا تزال محدودة بالنسبة لتأثيرها على الشريان التاجي.” أضاف زاجر.
ويعلق كاتب البحث د. بيرنك قائلاً: “من الهام للسيدات المريضات بسرطان الثدي إدراك أن جميع العلاجات لها مخاطر جانبية، ومنها العلاج بالإشعاع على الجانب الأيسر من الثدي. وعلى السيدات إدراك تلك الخطورة عند الخضوع للعلاج بالإشعاع حتى يتابعن حالتهن الصحية مع الطبيب المختص”.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-1qY