جنيف، 29 يناير 2025 (مال واعمال) – كشف الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا” عن أداء استثنائي لسوق الشحن الجوي العالمي خلال عام 2024، حيث سجل الطلب السنوي نمواً قياسياً بنسبة 11.3% مقارنة بعام 2023، بينما ارتفع الطلب على العمليات الدولية بنسبة 12.2%، متجاوزاً المستويات التاريخية المسجلة في 2021.
وشهدت السعة السنوية للشحن الجوي زيادة بنسبة 7.4%، في حين ارتفعت السعة الدولية بنسبة 9.6%، مما يعكس توسعاً ملحوظاً في قدرات النقل الجوي. أما في ديسمبر 2024، فقد أنهى القطاع العام بأداء قوي، حيث ارتفع الطلب العالمي بنسبة 6.1% مقارنة بالشهر ذاته من عام 2023، مع زيادة بنسبة 7% في العمليات الدولية، بينما نمت السعة العالمية بنسبة 3.7%، و5.2% على المستوى الدولي.
محركات النمو وآفاق المستقبل
علق ويلي والش، المدير العام لـ “إياتا”، قائلاً: “في عام 2024، نقلت شركات الطيران كميات غير مسبوقة من البضائع عبر الأجواء، والأهم من ذلك، أن هذا النمو كان مربحاً، مدفوعاً بازدهار التجارة الإلكترونية والقيود المفروضة على النقل البحري.” وأضاف والش أن المؤشرات الاقتصادية تدل على استمرار الأداء الإيجابي للقطاع خلال عام 2025، مع توقعات بنمو 5.8%، وهو ما يتماشى مع الاتجاهات التاريخية.
الأداء الإقليمي: آسيا تتصدر وأمريكا الشمالية الأبطأ نمواً
حققت منطقة آسيا والمحيط الهادئ أعلى معدل نمو سنوي في الطلب بنسبة 14.5%، بينما ارتفعت السعة بنسبة 11.3%، مما يعكس نشاطاً قوياً في التجارة الإقليمية والدولية.
وفي أوروبا، نما الطلب بنسبة 11.2%، مع زيادة السعة بنسبة 7.8%، فيما سجلت الشرق الأوسط نمواً بنسبة 13% في الطلب، و5.5% في السعة، مما يعزز مكانة المنطقة كمحور رئيسي للشحن الجوي العالمي.
أما في أمريكا اللاتينية، فارتفع الطلب بنسبة 12.6%، بينما زادت السعة بنسبة 7.9%، في حين شهدت أفريقيا نمواً بنسبة 8.5% في الطلب، مدعومة بزيادة كبيرة في السعة بلغت 13.6%.
على الجانب الآخر، سجلت أمريكا الشمالية أبطأ معدل نمو بين المناطق، حيث ارتفع الطلب بنسبة 6.6% فقط، بينما زادت السعة بنسبة 3.4%، ما يعكس تحديات السوق في المنطقة.
الشحن الجوي… قطاع متنامٍ وسط تحديات عالمية
مع استمرار التغيرات في سلاسل التوريد العالمية وتزايد الاعتماد على النقل الجوي لتلبية الطلب المتزايد على التجارة الإلكترونية والمنتجات ذات القيمة العالية، يواصل قطاع الشحن الجوي تعزيز دوره كركيزة أساسية للاقتصاد العالمي، رغم التحديات الاقتصادية والتغيرات في أنماط الطلب.
