إربد – 28 نيسان (بترا) –
يشهد قطاع النقل في الأردن تحولًا متسارعًا نحو السيارات الكهربائية، مدفوعًا بالتطور التكنولوجي المتواصل، وزيادة الوعي البيئي، والرغبة في تقليل الاعتماد على الوقود التقليدي، وسط جهود لتعزيز أنظمة السلامة عبر تطوير تقنيات القيادة الذاتية وتقنيات الاستشعار الذكي، ما يقلل الأخطاء البشرية، خصوصًا في البيئات الحضرية المعقدة.
ويرى خبراء محليون أن انتشار السيارات الكهربائية يواجه تحديًا رئيسيًا يتمثل في محدودية محطات الشحن، رغم تزايد الاعتماد على الشحن المنزلي. وأكدوا أن توسيع شبكة محطات الشحن العامة، خاصة خارج مراكز المدن، يعد أمرًا ضروريًا لدعم التنقل لمسافات طويلة، عبر شراكات مع القطاع الخاص.
وقال رئيس هيئة مستثمري المناطق الحرة النائب محمد البستنجي، إن بساطة تقنية السيارات الكهربائية وفعاليتها البيئية شكلا عاملين رئيسيين في زيادة الإقبال عليها، مشيرًا إلى أن 72% من السيارات التي جرى التخليص عليها خلال العام الماضي كانت كهربائية، مقارنة بـ17% للسيارات الهجينة (هايبرد)، و11% للسيارات العاملة بالبنزين.
وأضاف البستنجي أن السيارات الكهربائية أصبحت خيارًا اقتصاديًا يلبي احتياجات مختلف شرائح المجتمع، مع توفر قطع الغيار بأسعار مناسبة، ما سهل على الكثيرين استبدال سياراتهم القديمة بأخرى كهربائية حديثة. وأوضح أن الحكومة وضعت نظامًا محكمًا لفحص السيارات المستعملة المستوردة، يتضمن 115 نقطة فحص تركز على معايير الأمان والسلامة العامة.
وفيما يتعلق بالبنية التحتية، أشار البستنجي إلى وجود نحو 200 محطة شحن موزعة في مختلف مناطق المملكة، لخدمة حوالي 150 ألف سيارة كهربائية مسجلة، مؤكدًا أن السيارات الكهربائية تسهم في تعزيز السلامة البيئية عبر تقليل الانبعاثات الضارة.
ورغم هذا التقدم، أشار بعض مالكي السيارات الكهربائية إلى تحديات تتعلق بأسعار قطع الغيار. وقال عبد الكريم الغول، مالك سيارة كهربائية، إن أسعار القطع مرتفعة بسبب قلة المعروض واحتكار بعض المستوردين، فيما أشار علي العورتاني إلى أن الأسعار العالية للقطع تحد من قدرة المواطنين على استبدال سياراتهم القديمة بجديدة.
من جهته، أكد رئيس غرفة تجارة إربد محمد الشوحة، أن معايير المواصفات والمقاييس الأردنية تضمن وفرة قطع الغيار وإمكانية صيانة السيارات الكهربائية بسهولة، مشيرًا إلى أن غرف التجارة تستقبل شكاوى المواطنين وتسعى لمعالجتها بالتنسيق مع الجهات المعنية.
بدوره، أوضح باسم درادكة، تاجر سيارات كهربائية وهجينة، أن هنالك التزامًا بتوفير جميع التقنيات وقطع الغيار اللازمة لهذه السيارات، مع تطبيق معايير صارمة للسلامة العامة لضمان الاستخدام الآمن، مشيرًا إلى أن قلة تكاليف الصيانة وتوافر محطات الشحن شجعا المواطنين على التحول إلى السيارات الكهربائية.