بين دهاليز القانون، ومنصات العمل الحزبي، وقضايا المجتمع، تبرز الدكتورة وفاء أحمد العواملة كصوت نسائي حازم وهادئ في آن، جسّدت من خلال مسيرتها الطويلة مفاهيم الريادة النسوية والمواطنة الفاعلة، لتكون واحدة من النساء الأردنيات اللواتي صنعن فارقًا حقيقيًا في المجتمع والسياسة والتعليم.
من القانون إلى الميدان
تحمل الدكتورة وفاء شهادة الدكتوراه في القانون الدولي، وهو تخصص لم يكن شائعًا لدى النساء في جيلها، لكنها خاضت غماره بإصرار، مدعّمة ذلك بـماجستير في القانون، وبكالوريوس بامتياز من جامعة العلوم التطبيقية، إضافة إلى دبلوم في تكنولوجيا المعلومات من بريطانيا، ما يعكس شخصية متعددة المعارف، متمكنة أكاديميًا وميدانياً.
وجوه متعددة: سياسية، تربوية، وناشطة
مارست العواملة العمل السياسي من خلال عضويتها الفاعلة في حزب الوسط الإسلامي، حيث شغلت مناصب نائب رئيس الحزب، ورئيسة اللجنة النسائية، والنائب الأول لرئيس مجلس الشورى. كما ترشحت لانتخابات مجلس النواب السادس عشر عام 2010، وسبق لها أن كانت عضوًا منتخبًا في بلدية السلط الكبرى.
ولم تكن السياسة منفصلة عن المجتمع في مسيرتها، فقد تولّت إدارة مهرجان شارع الحمّام الثقافي، وأسّست نادي العز السلطي الثقافي، وساهمت في تشكيل عشرات المبادرات الشبابية والبيئية، مثل “لنرسم بسمة”، “وكلنا شركاء لأجل البلقاء”، ومبادرة “بلدنا حلوة… خليها أحلى”.
تكريمات وشهادات تقدير… لكنها لا تنتظر التصفيق
نال عطاؤها الاجتماعي والوطني تكريمًا من سمو الأميرة بسمة بنت طلال عام 2007، ومن الشريف عبد الإله، ودولة عبد الرؤوف الروابدة، ووزارة الأوقاف، ومديرية شرطة محافظة البلقاء. كما رُشحت لتكون ضمن كتاب “1000 شخصية أردنية مميزة”.
مدافعة عن حقوق الإنسان والمرأة
تنشط العواملة في العديد من القضايا الحقوقية، فهي كاتبة في قضايا المرأة والعنف المجتمعي والإرهاب، وشاركت في مؤتمرات محلية ودولية حول تمكين المرأة والديمقراطية وحقوق الإنسان، إضافة إلى مساهماتها الإعلامية في قنوات تلفزيونية وإذاعية ناقشت فيها قضايا المجتمع والسياسة.
بين الأمومة والعطاء العام
ورغم كل هذا الزخم المهني، تبقى وفاء العواملة أمًا لثلاثة أبناء، متمسكة بدورها الأسري كما تمسكت بدورها الوطني، لتشكل نموذجًا متكاملًا للمرأة الأردنية القادرة على الجمع بين الواجبات الخاصة والمهمات العامة.