عمان – 28 نيسان (مال وأعمال) –
واصلت مؤسسة الخط الحديدي الحجازي جهودها لتنشيط السياحة الداخلية وتعزيز ارتباط الأردنيين بتراثهم الوطني، بإطلاق رحلات سياحية جديدة إلى منطقة رحاب في محافظة المفرق، سبقها تنظيم رحلة مماثلة إلى منطقة أم الجمال.
وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية المؤسسة لإحياء استخدام القطار كوسيلة سياحية، وتشجيع الحركة السياحية إلى المناطق التي يصلها الخط الحديدي، عبر موسم سياحي 2025 الذي يشمل وجهات رئيسية مثل أم الجمال، رحاب، الجيزة، إضافة إلى رحلات ممتدة إلى القطرانة ووادي رم.
وشهدت رحلة رحاب، التي انطلقت السبت الماضي بمشاركة 250 راكبًا، استقبالًا مميزًا تخلله عروض موسيقية قدمتها فرقة فلكلورية محلية، كما تضمنت الجولة زيارات إلى الكنائس الأثرية وقطع الفسيفساء الشهيرة في المنطقة، إلى جانب الاطلاع على منتجات الحرفيين المحليين في بازار شعبي نظمته البلدية.
وأكد مدير عام مؤسسة الخط الحجازي الأردني الدكتور زاهي خليل، خلال استقباله المشاركين، أن المؤسسة تهدف إلى تعزيز السياحة الداخلية وربط المواطنين بإرثهم الحضاري، عبر فتح مسارات جديدة للقطارات السياحية بالتعاون مع البلديات والمجتمعات المحلية والقطاع الخاص.
وأشار الدكتور خليل إلى أن اختيار منطقة رحاب جاء نظراً لغناها بالمعالم الأثرية، حيث تضم عشرات الكنائس القديمة التي تمثل شهادة على التنوع الديني والثقافي في المملكة. وأضاف أن الإقبال الكبير على الرحلات السياحية عبر القطار يشكل دافعاً إضافياً لتوسيع التجربة إلى مناطق جديدة.
بدوره، ثمّن رئيس بلدية رحاب أكرم الحراحشة هذه المبادرة، مشيداً بأثرها الإيجابي في دعم الاقتصاد المحلي وتسويق منتجات المجتمع المحلي، مشيراً إلى أن المنطقة تحتضن 34 كنيسة تم اكتشاف 10 منها حتى الآن، فيما تتواصل الجهود لاكتشاف المزيد.
وأعرب المشاركون عن إعجابهم بالرحلة، مثمنين جهود مؤسسة الخط الحديدي الحجازي في تعزيز الوعي بالتراث الوطني وتنشيط السياحة الداخلية.
يشار إلى أن منظمة (AVSI) نفذت مشروع “المسار السياحي” في رحاب بإشراف وزارة السياحة والآثار، بهدف تطوير المنتج السياحي عبر تأهيل المعالم والبيوت التراثية، وربطها بمسار مخصص للزوار، مما يعزز من تجربة السائح ويخدم المجتمعات المحلية.
وتُعد منطقة رحاب من أقدم المناطق المأهولة في الأردن، إذ تعود تسميتها إلى العصر البرونزي المتأخر (القرن الحادي عشر قبل الميلاد)، وكانت عاصمة لإحدى الممالك الآرامية. ومن أبرز معالمها الأثرية كنيسة تعود لعام 230 ميلادي، وأخرى كهفية (الكتاكومب)، وكنائس من العصر الأموي تتميز بأرضياتها الفسيفسائية الفريدة.