في إنجاز تقني ولوجستي نوعي، أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” عن استكمال مرحلة حيوية في تطوير مشروع حقلَي “الحيل” و”غشا” البحريين، وذلك عبر إنجاز عملية إبحار وتركيب الهياكل الأساسية للمرافق البحرية بنجاح ودقة فائقة، وفق أعلى معايير السلامة والجودة.
الهياكل، المعروفة باسم “السترات الفولاذية”، انطلقت من ساحة التصنيع التابعة لشركة “إن إم دي سي إنيرجي” في منطقة مصفح بأبوظبي، قبل أن تُنقل إلى بارجة شحن بحرية وتُبحر لمسافة 160 كيلومترًا في عرض البحر، حيث تم تثبيتها بأمان على قاع البحر بواسطة السفينة “سفين-3000″، في عملية اتسمت بأعلى درجات التنسيق والكفاءة الفنية بين فرق المشروع والشركاء.
ويُعد مشروع “الحيل” و”غشا” أحد أضخم مشاريع الغاز البحري على مستوى العالم، ويُتوقع أن يُنتج ما يصل إلى 1.5 مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز يوميًا، ما يعادل الطلب اليومي لدول مثل إيرلندا واليونان والبرتغال مجتمعة، ما يعزز مكانة الإمارات كمصدر موثوق للطاقة ويُسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز.
وفي هذا السياق، أكد مصبح الكعبي، الرئيس التنفيذي لدائرة الاستكشاف والتطوير والإنتاج في “أدنوك”، أن الإنجاز يمثل خطوة استراتيجية في مسيرة المشروع العملاق، ودليلًا على التزام الشركة بالتميّز في التنفيذ، مشيرًا إلى أن المشروع يشكل ركيزة أساسية ضمن جهود “أدنوك” للمساهمة في نمو الصناعة المحلية وتعزيز التصنيع المتقدم.
كما يُجسّد المشروع طموح دولة الإمارات في تحقيق مستقبل طاقة منخفض الانبعاثات، من خلال التزامه بالوصول إلى صافي انبعاثات صفرية، وذلك عبر التقاط 1.5 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، أي ما يعادل إزالة أكثر من 300 ألف سيارة تعمل بالوقود التقليدي من الطرقات.
ويتماشى مشروع “الحيل” و”غشا” مع مبادرة “اصنع في الإمارات”، حيث يُسهم بشكل ملموس في دعم المحتوى المحلي ورفع مساهمة الصناعة الوطنية، عبر تصنيع المعدات داخل الدولة وتعزيز قدرات الموردين المحليين، إضافة إلى توظيف 118 خريجًا إماراتيًا ضمن المشروع في أدوار فنية وإدارية متخصصة، ما يعكس التزام “أدنوك” العميق بتنمية الكفاءات الوطنية وتوطين المعرفة والخبرة.
بهذا الإنجاز، تواصل “أدنوك” ترسيخ موقعها الريادي في مجال تطوير مشاريع الغاز البحري المستدام، وتعكس قدرة دولة الإمارات على قيادة مستقبل الطاقة بمزيج من الابتكار والمسؤولية البيئية والسيادة الصناعية.


