فيليكس جوزمان.. كيف أصبح مليونير في أمريكا وهو لا يجيد الإنجليزية؟

رجال أعمال
26 أغسطس 2017آخر تحديث : منذ 7 سنوات
فيليكس جوزمان.. كيف أصبح مليونير في أمريكا وهو لا يجيد الإنجليزية؟

184241-3_0

تمكن عدد من المهاجرين إلى الولايات المتحدة، من تأسيس أعمال تجارية ناجحة، بالرغم من مواجهتهم لصعوبة كبيرة في اتقان اللغة الإنجليزية.

وعلى الرغم من محاولة الأغليبة العظمى من المهاجرين الاندماج في الثقافة الأمريكية، فإن عدم قدرتهم على تحقيق ذلك لا يعني بالضرورة تهميشهم.

ويعدّ تحقيق النجاح في أمريكا، دون التحدث بالإنكليزية ممكناً، بسبب ازدهار الثقافات المتنوعة في المجتمعات الأمريكية عموماً، فضلاً عن وجود التقنيات الحديثة والمتطورة التي تسمح للمهاجرين بتسويق منتجاتهم في جميع المدن، وإلى مجتمعات متعددة تنطق بلغتهم الأم.

وبرز كثير من قصص النجاح في مدينة نيويورك لرجال أعمال مهاجرين لا يتحدثون الإنجليزية، من الجاليات الصينية والكورية، والجاليات الناطقة باللغة الإسبانية كالمكسيكية وغيرها.

ويعدّ رجل الأعمال المكسيكي فيليكس سانشيز دي لا فيغا، أحد أشهر الأمثلة عن المهاجرين الذين عاشوا قصة نجاحهم في الولايات المتحدة.

وصل سانشيز الذي لم يكمل تعليمه إلى مدينة نيويورك مفلساً منذ أكثر من 40 عاماً، وتمكن من تحويل مشروعه الصغير إلى امبراطورية في تصنيع المواد الغذائية، تقدر بنحو 19 مليون دولار، جمع من خلالها الشتات المكسيكي في جميع أنحاء الولايات المتحدة، حتى أن منتجاته قد وصلت إلى مسقط رأسه في المكسيك.

ولد سانشيز في مدينة بيوبيلا المكسيكية، وهاجر إلى الولايات المتحدة عام 1970، وهو يشكل جزءاً من فئة صغيرة من المهاجرين الذين لايملكون شيئاً. في بداية حياته عمل في غسل الصحون، إلا أنه كان مصمماً على تحسين مستوى حياته، واستغل الحركة الاجتماعية الاقتصادية التي تشتهر بها أمريكا، وتمكن من جمع مبلغ صغير قدره 12000 دولار، ومن ثم بدأ مع زوجته مشروعاً صغيراً يعتمد على بيع منتجات خبز تورتيلا في الشارع، أو عبر ايصالها إلى المنازل.

وازدهرت أعماله خلال فترة قصيرة وأصبح يبيع هذه الرقائق اللاتينية في مدن أمريكية أخرى، ثم بدأ ببيع الطعام الإسباني إلى عدد من المطاعم، وتمكن في نهاية المطاف من إنشاء مصانع لبيع المواد الغذائية في مدن مختلفة في جميع أرجاء الولايات المتحدة وكندا، واستطاع بكل براعة أن يحقق ناجحاً باهراً، على الرغم من عدم إجادته التحدث بالإنجليزية.

حصل سانشيز على الجنسية الأمريكية في عام 1985، ولديه ثلاثة أطفال ولدوا جميعهم في الولايات المتحدة، مواطنين أمريكيين من الجيل الأول. وقال سانشيز (66 عاماً): “لقد أردت أن أتعلم الإنجليزية، ولكني لم أملك الوقت الكافي للقيام بذلك”.

وأضاف: “أنت لا تحتاج إلى الإنجليزية والسوق مملوء بمن يتحدثون الإسبانية، وكل ما كان يتوجب عليّ فعله لأقوم بعملي هو مكالمة هاتفية فقط، بعيدة المدى وزهيدة الثمن، أو بضع نقرات على لوحة مفاتيح الحاسب، وفعلت ذلك وأنا أتحدث الإسبانية فقط، لم أتمكن من التركيز إلا أثناء تحدثي بالإسبانية، وفضلاً عن ذلك، فإن جميع الناس من حولي كانوا يتحدثون الإسبانية أيضاً”.

حصل سانشيز في عام 2009 على ميدالية “تضامن المهاجرين” التي قدمها له رئيس مجلس النواب المكسيكي، حيث قال النائب الفيدرالي: “لقد قام السيد سانشيز بعيش الحلم الأمريكي، وشجع الآلاف من الناس على عيشه”.

واستطاعت أجيال عدّة من المهاجرين إلى الولايات المتحدة، تحقيق النجاح، على الرغم من وجود الحواجز اللغوية، وساعدت التكنولوجيا الحديثة أصحاب المؤسسات الناشئة في تحقيق النجاح وجمع ثروات ضخمة.

وأنشأ كثير من المهاجرين مشاريع تجارية في المدن الكبرى التي تحتوي على عدد كبير من المهاجرين، يكفي لعزلها عن ظروف الحياة اليومية التي تتطلب التكلم بالإنجليزية، وبعد أن حققوا نجاحاً في مجتمعاتهم المحلية عمدوا إلى استخدام الوسائل الحديثة للاتصال، والنقل، والتجارة، للاستفادة من الموارد البعيدة، والوصول إلى مجتمعات مماثلة في مدن أخرى في جميع أرجاء الولايات المتحدة.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.