طُرد من المدرسة فأصبح مليونيرا بسبب حبه للبيتزا

رجال أعمال
17 يناير 2018آخر تحديث : منذ 6 سنوات
طُرد من المدرسة فأصبح مليونيرا بسبب حبه للبيتزا
_99624760_90b8b92f-38c7-4e50-8ac1-f90476c41109

لم يكن ديفيد بيدج هو الشخص الذي جلب البيتزا إلى المملكة المتحدة، لكنه لعب دوراً رئيسيا في جعل مطاعم “بيتزا إكسبريس” من أكثر الأماكن شعبية لعشاق الطعام في بريطانيا في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.

وإذا نظرنا إلى رحلة بيدج المهنية قبل أن يصبح رئيسا لتلك السلسلة الشهيرة من المطاعم، ومالكاً لمجموعات أخرى من المطاعم مثل “غورميت بيرغر كيتشن”، و”فرانكو مانكا”، سنجد أنها لم تكن رحلة تقليدية بالمرّة.

ويتذكر بيدج، البالغ من العمر الآن 65 سنة، ذلك اليوم في أواسط ثمانينيات القرن الماضي عندما تقدم بطلب للحصول على قرض مالي تبلغ قيمته نحو مليوني جنيه استرليني، وقابله مدير ذلك البنك بنوع من الشك، لا لشيء إلا لأن بيدج كان ينتعل خفّين بسيطين مصنوعين من القماش.

ويقول بيدج ضاحكا: “حتى إنني لم أكن ألبس أية جوارب. ولم يكن الرجل يصدق ما يرى، ورغم ذلك أقرضني المبلغ المطلوب”.

لم يتوقع كثيرون أن بيدج سيواصل المسير ليدير سلسلة من أكثر المطاعم شهرة في المملكة المتحدة. فقد تعرض للطرد في عام 1969 من مدرسته الثانوية “ويمبلدون كوليدج” في جنوب غربي لندن، وذلك بسبب “التهرّب من الدراسة”، بحسب وصفه.

ثم حاول ديفيد أن يصبح رسام خرائط لدى شركة “أوردنانس سيرفي”، وهي المؤسسة المختصة برسم الخرائط في المملكة المتحدة. لكن رفضه لقصّ شعره، أو لبس رابطة عنق، أدى إلى تركه لهذا المسار.

وبدأ عقب ذلك في التدرب ليصبح معلماً، وكان يغسل الصحون في مطعم “بيتزا إكسبريس” جنوبي لندن ليكسب ما يكفيه للعيش في ذلك الوقت.

وقد افتُتح أول فرع لمطعم “بيتزا إكسبريس” بوسط لندن في عام 1965. وعند أوائل سبعينيات القرن الماضي، كان للمطعم عدد من الفروع في أنحاء العاصمة لندن.

ويقول ديفيد إنه أدرك حينها أن العمل في مجال المطاعم هو رغبته الحقيقية، وعندما حانت الفرصة لشغل مركز مدير فرع مطعم “بيتزا أكسبريس”، تخلى بسرعة عن صفوف الدراسة.

وبحلول عام 1981، اشترى حق امتياز تشغيل فرع مطعم “بيتزا إكسبريس” بمنطقة “تشيزيك” في غرب لندن.

يقول ديفيد، الذي رهن عقاره ليستدين المال اللازم: “إذا كنتَ مولعاً بأن تصبح رأسمالياً، فعليك أن تشتري حق امتياز تشغيل فرع شركة ما”.

“لم أكن أعرف ما يعنيه أن تكون رأسمالياً، فقد كان والداي اشتراكيين، لذا كانت الرأسمالية كلمة بذيئة جداً”.

وخلال العقد التالي، واصل ديفيد افتتاح العديد من المطاعم من خلال امتلاك حقوق امتياز لتشغيل بعض المطاعم ذات الأسماء المعروفة. وبحسب ديفيد، فإن “بيتزا إكسبريس” كانت “رائدة” في ثمانينيات القرن الماضي، وكانت إضافة جديدة في سوق المطاعم الذي لم يكن ثريا في انجلترا في ذلك الوقت.

حتى إنه يتذكر تلقيه رسالة من “زبون مسرور بشكل لافت” في بلدة “بانستيد” بمقاطعة “سري”، وأعلن بأن افتتاح فرع “بيتزا إكسبريس” في تلك البلدة كان الحدث الأكثر إثارة فيها منذ افتتاح المكتبة في عام 1942.

وعند طرح أسهم “بيتزا إكسبريس” في سوق لندن للأوراق المالية في عام 1993، كان ديفيد وثلاثة من شركائه يمتلكون حقوق امتياز 25 فرعا، كانت تشكل الجزء الأكبر من تلك الشركة المسجلة حديثاً.

وقد أصبح ديفيد المدير التنفيذي للشركة، ولاحقاً رئيسها، في وقت نمت فيها “بيتزا إكسبريس” لتضم 300 فرع، معظمها في المملكة المتحدة، والقليل في بلدان أخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً.

ثم بيعت سلسلة المطاعم في عام 2003 لعدد من شركات القطاع الخاص المساهمة مقابل 278 مليون جنيه استرليني. واليوم، تمتلك مؤسسة “هوني كابيتال” الصينية شركة “بيتزا إكسبريس” ولديها فروع في 11 بلداً.

بعد تركه شركة “بيتزا إكسبريس”، واصل بيدج المشاركة في تأسيس مجموعة مطاعم “كلابهام هاوس” الأم، وهي المالكة لسلسلة شركات تضم “غورميت بيرغر كيتشن” و”بومباي بايسكل كلاب” و”تووتسيز”.

وجاء يوم استلام مبلغ كبي آخر في عام 2010 عندما بيعت “كلابهام هاوس” لسلسلة مطاعم “ناندوز” لبيع الدجاج بالفلفل الحار، في جمهورية جنوب أفريقيا، مقابل 30 مليون جنيه استرليني.

ولكن بدل التقاعد مبكراً، بدأ بيدج البالغ من العمر آنذاك 58 عاماً البحث عن فرصته التالية في قطاع المطاعم.

وقد جذب انتباهه مطعم “فرانكو مانكا” الصغير لعمل البيتزا، والذي كان قد افتُتح في عام 2009 بمنطقة بريكستن جنوبي لندن، ولذا فكر في الاستثمار فيه.

ويقول بيدج إنه بسبب اصطفاف زبائن ذلك المطعم في طابور يلتف حول زاوية الشارع بغرض شراء البيتزا التي تخبز في فرن يستخدم الخشب كوقود، كان هو وأفراد فريقه “من مشجعي الفكرة منذ اليوم الأول”.

ولذا، سرعان ما استثمروا في “فرانكو مانكا” ليساهموا في انتشاره أكثر.

وفي عام 2015، اشترت مجموعة بيدج الاستثمارية الجديدة المعروفة باسم “فولهام شور”، الجزء الأعظم من أسهم “فرانكو مانكا” لقاء 27.5 مليون جنيه استرليني.

يوجد حالياً أكثر من 40 فرعا لمطعم “فرانكو مانكا”، أغلبها في لندن. ويصمم بيدج بنفسه كل فرع منها، ويركز على حسن استغلال كل مساحة متوفرة داخل المطعم.

لكن الأمور لم تجر على ما يرام دوماً بالنسبة له، ويقول إنه رفض عدداً لا يحصى من فرص الاستثمار في مشاريع ناجحة، بما فيها حلويات “كرسبي كريم” وسلسلة مقاهي “كافيه نيرو” وشركة تسليم طلبات المأكولات “ديليفيرو” – التي قرر أنها “لن تنجح مطلقاً”.

كما يقول بيدج إن قرار المملكة المتحدة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، والمسار المتخذ في هذا الاتجاه، تسببا في “ارتباك كبير” لمطاعم “فرانكو مانكا” و”ريل غريك”، وقطاع المطاعم في المملكة المتحدة بوجه عام.

ويقول إن سبب ذلك يعود إلى ضعف الجنيه الاسترليني الذي أدى عملياً إلى ارتفاع أسعار المواد الخام، وقلل من قدوم الأوروبيين إلى المملكة المتحدة، مما صعّب أكثر من تشغيل العاملين.

ويقول بيدج إن الناس عموماً يخرجون الآن أقل من السابق لتناول طعامهم بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي في المملكة المتحدة. في سبتمبر/أيلول الماضي، أصدرت “فولهام شور” تحذيراً بشأن تراجع الأرباح، وقال بيدج إنها أوقفت خطط التوسع لهذا السبب.

ويقول روجر تيجواني، الذي يعمل محللاً ماليا في قطاع المطاعم لدى شركة “فينكاب” للأسهم المالية، إن بيئة العمل الحالية في هذا القطاع تعد “قاسية” بالنسبة لشركات مثل “فولهام شور”.

ورغم ما ذكر، يضيف تيجواني أنه واثق من الآفاق البعيدة المدى للمجموعة، ويعود ذلك جزئياً إلى فريق الإدارة المتمرس الذي شاهد جميع أعضاؤه “هذا الفيلم عدة مرات من قبل”.

وعند سؤال بيدج عن سر نجاحه بالتحديد، أجاب: “لا أعمل بمفردي”. فقد عمل مع نفس فريق العمل طوال العقدين الماضيين. ويقول إنها “حقاً عائلة واحدة كبيرة وسعيدة”.

وفي حين قد لا تتوسع “فرانكو مانكا” على المستوى العالمي، يعتقد بيدج أن لديها الإمكانيات لتتوسع خارج نطاق المملكة المتحدة، وخاصة في الصين.

وقد فتحت سلسلة المطاعم هذه، وبدون جدوى، فرعاً صيفياً لها على جزيرة سالينا الإيطالية، شمالي صقلية، حيث يمتلك مؤسسها جوسيبّي ماسكولي بيتاً فيها.

وحسب قول بيدج: “الجميع يحبون البيتزا، في كافة أرجاء العالم.”

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.