النفط يواصل التحليق حول 80 دولاراً

طاقة و نفط
19 مايو 2018آخر تحديث : منذ 6 سنوات
النفط يواصل التحليق حول 80 دولاراً
355 (2)

واصلت أسعار النفط ارتفاعها في الأسواق أمس، بفعل طلب قوي واستمرار تخفيضات المعروض بقيادة منظمة أوبك وعقوبات أمريكية وشيكة على إيران المصدر الرئيسي للخام.
لكن الأسواق ظلت دون أعلى مستوياتها في عدة أعوام المسجلة خلال الجلسة السابقة حيث من المتوقع أن تبطل زيادة الإنتاج من الولايات المتحدة أثر بعض النقص الحاصل في المعروض على الأقل.
وسجلت العقود الآجلة لخام برنت 79.50 دولار للبرميل مرتفعة 20 سنتاً بما يعادل 0.25 % عن إغلاقها السابق. كان برنت اخترق مستوى 80 دولاراً للمرة الأولى منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2014 أمس الأول الخميس.

وسجلت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 71.61 دولار للبرميل بزيادة 12 سنتاً أو 0.2 في المئة على التسوية السابقة.
تلقت أسعار الخام دعماً من تخفيضات المعروض التوافقية بقيادة منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والهادفة إلى كبح العرض.
وقال جاك ألاردايس محلل أبحاث النفط والغاز في كانتور فيتزجيرالد «المخزونات العالمية تقترب من متوسطات المدى الطويل مما ينبئ بأن تخفيضات المعروض المنسقة بين أوبك وغير الأعضاء ناجحة».
وفضلاً عن تخفيضات أوبك فإن الطلب القوي وتراجع إنتاج فنزويلا وإعلان الولايات المتحدة في وقت سابق هذا الشهر عزمها تجديد عقوبات على إيران عضو أوبك ساعد على دفع برنت للارتفاع 20 في المئة منذ بداية العام الحالي.
وقال بنك الاستثمار الأمريكي جيفريز إن العقوبات على إيران قد تحجب أكثر من مليون برميل يومياً عن السوق.
وقال بنك باركليز البريطاني اليوم إنه يتوقع أن يبلغ متوسط سعر برميل برنت 70 دولاراً هذا العام و65 دولاراً في 2019 ارتفاعاً من تقديرات سابقة كانت تبلغ 63 و60 دولاراً.
وفي ظل بلوغ أسعار الخام مستويات لم تشهدها منذ 2014 فقد حذر ألاردايس من أن ارتفاع تكاليف الوقود قد ينال من الاستهلاك.
فعند 80 دولاراً للبرميل، يكلف عطش آسيا للنفط المنطقة تريليون دولار سنوياً أي أكثر من مثلي 2015-2016، العامين السابقين على تخفيضات أوبك التي بدأت في 2017.
وقال باركليز «ارتفاع أسعار النفط بسبب شح الأسواق الحاضرة والتوترات الجيوسياسية قد يثقل كاهل توقعات الاقتصاد الكلي لدول الأسواق الناشئة الآسيوية كثيراً».
في السياق نفسه، قالت السعودية إنها ستعمل على ضمان أن يتلقى العالم إمدادات كافية من النفط لدعم النمو الاقتصادي العالمي، وذلك في الوقت الذي عبرت فيه الهند عن مخاوف بعد أن وصلت أسعار النفط إلى 80 دولاراً للبرميل.
وقالت وزارة الطاقة السعودية إن الوزير خالد الفالح أجرى اتصالاً هاتفياً مع وزير النفط الهندي دارميندرا برادان ليؤكد له أن دعم النمو الاقتصادي العالمي هو «واحد من الأهداف الأساسية للمملكة».
وقال البيان إن الفالح «شدد على التزامه بالمحافظة على استقرار الإمداد وعلى أن المملكة ستعمل -بالتعان مع الدول المنتجة الأخرى- على ضمان توفر إمدادات كافية لمعادلة أي نقص محتمل في المعروض وضمان بقاء الأسعار في مستويات معتدلة».
وجاء البيان بينما قفزت أسعار النفط إلى 80 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ 2014 بسبب تزايد المخاوف من تعطل صادرات إيران من الخام بسبب عقوبات أمريكية جديدة، وهبوط حاد في الإنتاج في فنزويلا.
وقال برادان في بيان «أبديت قلقي من ارتفاع أسعار النفط الخام وتأثيره السلبي في المستهلكين وعلى الاقتصاد في الهند، وأكدت على الحاجة إلى أسعار مستقرة ومعتدلة للنفط الخام».
وقال البيانان إن الفالح أطلع برادان على مشاوراته مع الدول الرئيسية المنتجة للنفط داخل وخارج منظمة أوبك.
والهند هي ثالث أكبر مستهلكي النفط في العالم بعد الولايات المتحدة والصين.
وبدوره قال وزير النفط الهندي دراميندرا برادان على تويتر إن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح طمأنه إلى أن الرياض ومنتجين آخرين سيضمنون «إتاحة إمدادات كافية لتعويض أي نقص محتمل وضمان أن تظل الأسعار معقولة».
وأضاف قائلاً «أبديت قلقي من ارتفاع أسعار النفط الخام وتأثيره السلبي في المستهلكين والاقتصاد في الهند، وأكدت على الحاجة إلى أسعار مستقرة ومعتدلة للنفط الخام».
والهند من بين الدول الأسرع نمواً في استهلاك الطاقة في العالم، وتأتي في المرتبة الثالثة بعد الولايات المتحدة والصين.
وحتى الآن تقول أوبك إنها لا ترى حاجة لتخفيف القيود على الإنتاج، رغم هبوط المخزونات العالمية إلى المستويات المرغوبة، ورغم إبداء دول مستهلكة القلق من أن صعود الأسعار ربما يذهب إلى مدى بعيد وقد يؤدي لتدمير الطلب.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.