النفط يخسر 2.1 % بضغط تخمة المعروض

طاقة و نفط
23 أغسطس 2015آخر تحديث : منذ 9 سنوات
النفط يخسر 2.1 % بضغط تخمة المعروض

1281  - مجلة مال واعمال

نزل الخام الأميركي عن 40 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ الأزمة المالية لعام 2009 أول من أمس ليغلق منخفضاً اثنين بالمئة بفعل مؤشرات على تخمة معروض بالولايات المتحدة وبيانات ضعيفة للإنتاج الصناعي الصيني ليسجل النفط أطول موجة خسائر أسبوعية في نحو ثلاثة عقود. وهبط الخام عن مستوى 40 دولاراً إثر بيانات أسبوعية تظهر زيادة عدد حفارات النفط العاملة بالولايات المتحدة الأسبوع الماضي وذلك للأسبوع الخامس على التوالي.

وتحدد سعر التسوية للخام الأميركي تسليم أكتوبر على انخفاض 87 سنتاً بما يعادل 2.1 % عند 40.45 دولاراً للبرميل بعد أن لامس مستوى منخفضاً جديداً في ست سنوات ونصف عند 39.86 دولاراً للبرميل. ونزل عقد أقرب استحقاق للخام الأميركي 33 % على مدى ثمانية أسابيع متتالية من الخسائر في أطول موجة من نوعها منذ 1986.

خام برنت

وأغلق خام برنت على انخفاض 1.16 دولار أو 2.5 بالمئة إلى 45.46 دولاراً للبرميل. ونزل خلال المعاملات إلى 45.07 دولاراً ليقترب من الهبوط عن 45 دولاراً للمرة الأولى منذ مارس 2009.

ويدق انهيار أسعار النفط وهو الثاني هذا العام جرس الإنذار داخل منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بما في ذلك بين بعض الأعضاء الخليجيين لكن مندوبين أبلغوا رويترز هذا الأسبوع أنه ما من مؤشر حتى الآن على تغيير سياسة رفع الإنتاج لحماية الحصة السوقية.

حماية الحصص

من جانب آخر قال مندوبون لدى منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إن بعض الدول الخليجية الأعضاء بالمنظمة تشعر بالقلق من الهبوط الأخير في أسعار النفط والذي لم يكن متوقعاً لكنهم لا يرون فرصة تذكر لتخلي المنظمة عن سياستها الخاصة بحماية حصتها في السوق.

ويقترب سعر خام برنت من 46 دولاراً للبرميل بالقرب من أدنى مستوى له منذ بداية 2015 بعد أن هبط 18 % في يوليو تحت ضغط تخمة المعروض ومخاوف بشأن متانة اقتصاد الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في العـــالم. ورغم ذلك قال المندوبون ومن بينهم مندوبو دول خليجية أعضاء في أوبك رفضوا الكشف عن أسمائهم إن الصين ما زالت تشتري وتخزن الخام ويتوقعون أن يؤدي النمو القوي للطلب إلى رفع الأسعار مجدداً إلى 60 دولاراً للبرميل العام المقبل.

قلق الصين

وقال مندوب إحدى الدول الخليجية «هناك تخوف بشأن متانة الاقتصاد الصيني لكن كما أظهرت البيانات تزداد الحاجة إلى استيراد النفط».

وقال المندوب هذا الشهر إن «أسعار النفط ستظل متقلبة… لكنها ستتعافى» مضيفاً أنه لا يتوقع أن تتخذ أوبك أي خطوة الآن «بسبب الضبابية» في السوق.

وتراجعت الأسعار إلى أقل من النصف منذ يونيو العام الماضي.

وتتمتع الدول الخليجية الأعضاء في أوبك الثرية نسبياً بقدرة أكبر على التكيف مع انخفاض أسعار النفط مقارنة بالدول الأفريقية الأعضاء في المنظمة وإيران وفنزويلا. وقادت السعودية الأعضاء الخليجيين نحو تغيير استراتيجية أوبك العام الماضي للسماح بهبوط الأسعار وحماية حصتهم في السوق في مواجهة المنتجين المنافسين.

سياسة «أوبك»

وبينما عبر الأعضاء غير الخليجيين في المنظمة مراراً عن قلقهم منذ ذلك الحين بشأن هبوط الأسعار فإن الأعضاء الخليجيين قلما عبروا عن تلك المخاوف بل حتى لا توجد مؤشرات على أنهم يتوقعون تغير سياسة أوبك.

وقال مصدر آخر في أوبك «الجميع قلقون بالطبع لكننا نأمل أن تبدأ السوق في التعافي بحلول الربع الأخير» وعزا ذلك إلى انتهاء أعمال الصيانة الموسمية للمصافي بما سيعزز الطلب على الخام.

وأكد مسؤولو أوبك على استراتيجية حماية الحصة السوقية خلال الاجتماع الأخير للمنظمة في يونيو. وفي الوقت الحالي يتوقع المندوبون تعافي الأسعار قرب نهاية 2015 بدعم من الزيادة المتوقعة في الطلب العالمي.

لكن تلك النظرة تغيرت مع موجة الهبوط التي شهدتها أسعار النفط في الآونة الأخيرة وتنامي المخاوف بشأن آفاق الطلب في الصين.

اقتناص انخفاضات الأسعار لبناء الاحتياطيات

يعمل كبار المستوردين للنفط في العالم على استغلال فرصة تدني أسعار الخام في بناء احتياطيات استراتيجية والاستفادة من الصفقات المغرية للأسعار.

وعلى الرغم من استمرار قوة الطلب الصيني على الخام حتى الآن حيث تستغل السلطات انخفاض أسعار النفط لتكوين احتياطات استراتيجية ويواصل المستهلكون الإنفاق رغم تباطؤ الاقتصاد توجد مؤشرات على تراجع الطلب حيث من المحتمل أن يؤدي خفض قيمة اليوان إلى تراجع واردات الوقود.

ويقول مندوبون من أوبك ومصادر بالقطاع إنه من الصعب على السعودية التخلي عن السياسة التي دافعت عنها بقوة وبخاصة في الوقت الذي تتأهب فيه إيران والعراق لتعزيز صادراتهما من الخام. وقال مصدر بقطاع النفط وخبير في أوبك إن «دول الخليج متخوفة من الهبوط لكن لن يكون هناك تغير في الاتجاه ما لم تقود السعودية هذا التغيير… في الوقت الراهن لا تزال السعودية هي المسؤولة وستلتزم بها (الاستراتيجية)».

حالة ضبابية

ومما زاد من حالة الضبابية بشأن متانة الاقتصاد الصيني المخاوف من زيادة الإنتاج العالمي للنفط في سوق تشير توقعات أوبك نفسها إلى أنها تعاني من تخمة في المعروض تتجاوز المليوني برميل يومياً. وتضخ السعودية والعراق – أكبر منتجين للنفط في أوبك – كميات قياسية من النفط هذا العام في الوقت الذي أبقت فيه دول أخرى مثل روسيا على مستويات الإنتاج مرتفعة.

ولن يجتمع أعضاء أوبك قبل الرابع من ديسمبر كما أنهم رفضوا دعوات من الجزائر لعقد اجتماع طارئ.

وبينما تقول قواعد أوبك إن الدعوة لاجتماع طارئ تحتاج إلى تصويت أغلبية بسيطة من أعضاء أوبك البالغ عددهم 12 عضواً تقول مصادر من داخل المنظمة أنه من غير المرجح عقد أي اجتماع طارئ إلا إذا كانت السعودية ضمن المؤيدين له.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.