الأحلام تبقى أحلاما، الى ان تتوج بالقوة والعزيمة .. فتنضج لتصبح واقعا جميلا

سيدات أعمال
27 ديسمبر 2020آخر تحديث : منذ 3 سنوات
الأحلام تبقى أحلاما، الى ان تتوج بالقوة والعزيمة .. فتنضج لتصبح واقعا جميلا

مال واعمال – دبي الامارات العربية – بانوروما 2020 –

وهكذا بدأت قصة ريم الحلواني … كان طموحها في يوم من الايام حلما عابرا، كباقي احلامنا جميعا…

131984269 1684049851769133 8655262575976040228 o - مجلة مال واعمال
ولربما ساعدت المطبات السيئة التي مرت بها في حياتها المهنية .. ان تقرر تحويل حلمها الذي تحلم الى واقع افضل، واقعا ترسمه هي وتختاره وحدها.
الظروف السيئة والمطبات والحظ العاثر … هي كوابيس لمعظمنا .. ولكنها ومن جهة اخرى قد تكون دافعا لتغيير واقعٍٍ نعيشه ان تحلينا بالصبر والعزم والقوة …
ريم الحلواني … سيدة عاملة كباقي السيدات .. حصلت على درجة الماجستير في التسويق بتقدير امتياز … كانت تجد في دروسها لانها كانت تطمح بوظيفة محترمة تحقق لها طموحها اوحتى نصف ما كانت تطمح اليه في يوم من الايام …
الا ان وضع الام العاملة كما هو معروف صعب، وتحقيق الاحلام لهن ليس بالامر السهل، فبمجرد ان تصبحي اما لطفل، تصبح احلامك وطموحاتك هي مجردُ احلامٍ وطموحاتٍ مؤجلةٍ الى اشعارٍ آخر…
عملت ريم كموظفة في احد البنوك المرموقة في الاردن … ذكائها واجتهادها وحصولها على شهادة مهنية مختصة آن ذاك رشحها لمنصبٍ مسؤول … وهو شئء نادراً ما يحدث لموظفةٍ لم تكمل الـ26 من عمرها. وبدأ تحضيرها فعليا لتستلم منصبها… كانت اصغرَ موظفةٍ تحصلُ على هذه الفرصة …
الا ان الفرحة لم تكتمل …
طرقت الامومة ابوابها… وأصبحت ريم أمّا للمرّة الأولى… أصبحت ريم أمّا لطفلة جميلةٍ اسمتها تاليا.
اجازة الامومة الطويلة التي تحصل عليها الام العاملة اجلت تعينها بالمنصب الاداري الذي كانت تطمح اليه …
وبالتالي وبعد مضي الثلاث شهور … وقفت امام اول مطب في حياتها المهنية ، كان عليها الاختيار بين المنصب الاداري الذي لطالما سعت اليه ، وبين ابنتها اللتي كانت بالكاد قد اكملت شهرها الثالث.
وكأي ام … اثرت ريم ابنتها ..
مضت الايام … ومضت السنوات … وريم منقطعة عن سوق العمل .. تربي اطفالها .. وتعتني بهم .. وتشارك ببعض الدورات التدريبية هنا وهناك كلما سنحت لها الفرصة .. لتطوير نفسها وتطوير مهاراتها وقدراتها .. الا ان اصبحت مدرباً معتمداً بشهادةٍ اردنيةٍ محليةٍ وبشهادةٍ امريكية..
وهنا وبعد مضي 5 سنوات.. قررت ريم العودة الى سوق العمل، وبما انها كانت منقطعة عن سوق العمل لمدة خمس سنوات متتالية، لم يكن ايجاد وظيفة بالامر السهل ابدا، خصوصا انها كانت تبحث عن وظيفة بدوام جزئي، ليتناسب وقتها مع وقت عودة ابنائها من المدرسة.
ان تجد عملا بهذه المواصفات هو تقريبا مهمة شبه مستحيلة فسوقنا اساسا يعاني من البطالة والترهلات الوظيفية، لكنها كانت مؤمنه بأنها ستجد فرصتها يوما ما خصوصا انها تتمتع بمؤهلات وظيفية عالية، وفعلا هذا ما كان.
وجدت ريم وظيفة في احد المراكز التدريبية بساعات عمل تتناسب ووضعها العائلي، أما عن الوظيفة فهي موظف تسويق بدوام جزئي. كانت وظيفة تتناسب مع الخرجين الجدد اكثر من كونها تتناسب مع موظقه لديها خبرة 5 سنوات وحاصلة على الماجستير اضافة الى شهادات اخرى كثيرة وكان الراتب ايضا اقل بكثير مما كانت تتقاضاه قبل 5 سنوات، لكنها تمسكت به على امل ان يتحسن وضعها الوظيفي، وفعلا مضت الشهور الأولى في عملها الجديد واثبتت قدرتها وجدارتها، وتحسن دخلها ووضعها الوظيفي خلال سنه واحدة فقط، وكبرت ريم وكبر القسم الذي تعمل به ريم .. وحان الوقت لأن تستلم ريم ادارة هذا القسم.
الا ان الفرحة لم تكتمل للمرة الثانية
عملها الجديد خيرها بين منصبها الاداري الجديد وبين بيتها، حيث انه اشترط ان تزيد ساعات عملها لتصبح موظفة بدوام كامل ..
وكأن التاريخ يعيد نفسه ! هذا تماما ما حصل قبل 7 أو 8 سنوات من الان!
وطبعا ، هذا ما لم تستطع ريم تنفيذه.. كيف تنفذه؟ واين ستذهب بصغارها .
وكنتيجة لذلك تركت ريم عملها وتركت احلامها ورائها للمرة الثانية.
ان تلدغ من نفس الجحر مرتين، وتبدأ من الصفر مرتين ليس بالأمر السهل.. كان انهيار حياتها المهنية للمرة الثانية على التوالي امرا ثقيلا عليها..
لكن الانهيارات احيانا جيدة.. لتعاود بناء شيئا اكثر روعة ومتانة..
وهذا ما فعلته..
سأبني من جديد.. لكن لن اقع بنفس الفخ هذه المرة.. بنائي سيكون بشروطي ، كيفما احب وكيفما اريد..
لن اكون موظفة احد بعد الان .. وسأتكئ على كتف نفسي واصنع مستقبلي بنفسي.. سيكون الاساس متينا ولن اسمح له بالانهيار مجدادا..
تخلل فترة التفكير هذه عملها في عدة جامعات خاصة كمحاضر غير متفرغ في كلية الأعمال، اكسبتها خبرة جديدة ومهارات جديدة وفرصة لاعادة التفكير في حياتها المهنية واصرار لخلق فرصها بيدها.
وهنا اسست ريم BLOOMZ MARKETING .. لم يكن لديها في حينها مكان لتمارس اعملها منه ، لم يكن بحوزتها لا رأس مال ولا موظفين، حتى انها لم تكن على قدر كاف من الخبرة بسوق العمل وظروفه..
لكنها قررت.. وعندما تقرر يصعب الرجوع عن قرارها … هي تريد ان تبدأ من مكان ما، من نقطة ما، تريد ان تخطو اولى خطوتها وتقع وتقف وتتعلم.
وبدأت BLOOMZ MARKETING بممارسة اعمالها
في السنة الأولى: كانت بلوم مشروعا صغير يدار من غرفتها ، داخل منزلها ، تقدم معظم خدماتها مجانا للسيدات البسيطات اللواتي يحاربن لانجاح مشاريعهن الصغيرة وبعض الشركات الناشئة، لم يكن المردود كبيرا، لكنها كانت تؤمن بأن طريق النجاح يبدأ بخطوة
في السنه الثانية:كبرت بلوم قليلا واصبحت شركة مسجلة رسميا في غرفة الصناعة والتجارة، تمارس اعمالها من مكتب صغير داخل شركة منافسة اتفقت معها على تبادل الخدمات معها والزبائن.
في السنة الثالث: توسعت بلوم اكثر وتوسعت خدماتها وكبرت قاعدة زبائنها، صار لها مقر مستقل يليق بها وموظفين دائمين مخلصين يعملون لصالحها
وقريبا ستحتفل بلوم بعامها الرابع ، بلوم نمت وكبرت وتوسعت في الوقت التي كانت فيها الشركات تنهار وتغلق ابوابها نتيجة الظروف الصحية اللتي نعيشها ، بلوم لديها اليوم عملاء من جميع انحاء العالم من ضمنهم شركات كبيرة ومصانع ضخمة ومؤسسات اجنبية يفخرون بشراكتهم معها وتفخر بلوم بكونها جزءا من نجاحهم.
تقدم بلوم خدمات التسويق والتصميم الجرافيكي، اضافة الى بناء المواقع الالكترونية المحترفة والتطبيقات الهاتفية التي زاد الطلب عليها مؤخرا، وينضم الى باقة خدماتها ايضا التصوير الاحترافي للمنتجات وتصوير واخراج الفيديوهات الترويجية.
بلوم تقدم اليوم باقة متكاملة من الخدمات التسويقية التي تحتاجها اي شركة لتنافس في سوق العمل الذي يزداد شراسة يوما بعد يوم.
واثبتت جدارتها سنة تلو الأخرى، واصبحت اسما يقصده المحترفون الذين يبحثون عن التميز والابداع.

  • حصري لمال واعمال يمنع الاقتباس او اعادة النشر الا باذن خطي
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.