أبرز 5 توجهات تغير ملامح العالم الرقمي لعام 2018

تحت المجهر
14 فبراير 2018آخر تحديث : منذ 6 سنوات
أبرز 5 توجهات تغير ملامح العالم الرقمي لعام 2018

تعمل التقنيات الرقمية على خلق فرص غير مسبوقة في كافة جوانب حياتنا. ويستعرض لنا ديفيد ميدز، نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا لدى سيسكو، أبرز الجوانب التي ستتأثر بشكل ملموس بكيفية عمل الشركات والمؤسسات وتحقيقها للقيمة خلال العام 2018.

David Meads, Vice President, Cisco Middle East and Africa

يقول ديفيد ميدز، نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا لدى سيسكو “إنني محظوظ بعملي الذي يتيح لي فرصة التحدث إلى أفضل مدراء المعلومات والتقنية والأمن والتقنيات الرقمية في منطقتنا، والذين يعدّ الكثير منهم رواداً قياديين يساهمون في إعادة صياغة القطاعات والأعمال في فترة تشهد تغيرات غير مسبوقة.

تتمحور العديد من الحوارات التي شاركت فيها حول كيفية الاستفادة من التقنية في القيام بأمور مدهشة لم يكن بوسعنا تخيلها قبل بضع سنوات. ومع بدء العام الجديد، أشعر بحماس غامر لأرى كيف ستتشكل مجريات العام 2018، والذي يبدو أن التقنيات ستترك فيه أثراً على حياتنا أكبر من أي وقت مضى.

فعلى مدى 30 عاماً، بقي الاتصال جوهر كل ما نقوم به في سيسكو، فنحن نعمل على ربط الناس والأجهزة معاً بشكل آمن وموثوق وبأعلى مستويات الأداء. ولكن التواصل اليوم أصبح أمراً من المسلّمات، وبات معياراً عادياً لكل ما يقوم به الناس.

سنرتقي بالتواصل إلى مستوى جديد في العام 2018، وذلك من خلال مساعدة الشركات والمؤسسات على تحقيق قيمة أكبر من كل ذلك التواصل. وبهذا يمكننا التواصل على مستويات أعمق في بياناتهم وشبكاتهم وعملائهم الحاليين والمستقبليين، بالإضافة إلى توفير أساليب المساعدة الذكية واستخدام أية بنية سحابية يختارونها، سواء كانت عامة أو خاصة.

وفيما نتطلع إلى عام جديد حافل بالفرص، دعوني أستعرض لكم أبرز خمسة توجهات تقنية على القادة الرقميين الاستثمار فيها خلال العام 2018:

1. اجعل البيانات تعمل من أجلك
تجمع المؤسسات خلال أيام معدودة قدراً من البيانات يفوق ما يمكن للعقل البشري معالجته أو استيعابه طوال عمر الإنسان (أو أكثر من شخص). فنحن نستخدم الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي بهدف جمع وتحليل البيانات من كل مكان – بهدف مساعدتنا في اتخاذ قرارات أكثر ذكاء.

ونرى أن ذلك التوجه أصبح مطبّقاً بالفعل، فالمستشفيات يمكنها متابعة الأطباء والممرضين للتحقق من كونهم قاموا بغسل أيديهم في الأوقات المناسبة، ويمكن للبنوك معرفة المشاكل وحلها بواسطة تطبيقات الهواتف الذكية قبل أن يتنبه المستخدمون. كما يمكن للمتاحف معرفة المعالم التي يفضّل الناس زيارتها أكثر من غيرها، والقائمة تطول. ونتوقع في العام 2018 أن نرى أمثلة أكثر بكثير تثبت أن بإمكان الخيال البشري تجاوز حدود الإمكانات.

2. تغيير طريقة عمل الشبكات
لم يتغير أسلوب عمل الشبكات لحوالي 30 عاماً، إذ تتطلب إدارة إعدادات الشبكة يدوياً فريقاً كاملاً لتقنية المعلومات. ولكن هذا هو عام التغيير في هذا الجانب، حيث ننتقل من الأسلوب اليدوي لنعتمد على المقاصد.
لو فكرنا بالشبكة على أنها سيارة، فلا بد من وجود سائق حتى الآن. ولكن الشبكة القائمة على المقصد هي نفسها سيارة تعمل بالقيادة الذاتية – تخبرها بالوجهة وتتولى القيادة إلى هناك بنفسها. لنقل أنك قلت للشبكة “تهيئة موقع بناء جديد” – ستعمل الشبكة تلقائياً على تهيئة الآلات وتوصيلها معاً بالترتيب الصحيح – بحيث يتم ذلك بشكل آمن تماماً في غضون أجزاء من الثانية بدلاً من أن يستغرق الأمر عدة ساعات من العمل اليدوي.

3. أتمتة مساعدك الشخصي
في عالمنا المعاصر، علينا أن نطلب من المساعدين الافتراضيين تزويدنا بالمعلومات التي نبحث عنها، بحيث يتطلب الأمر منا طلب المعلومات بالضرورة. ولكن الوضع لا ينبغي أن يستمر كما هو، ففي عام 2018، سيكون المساعدون الافتراضيون أذكياء بما يكفي لمعرفة ما نحتاج قبل أن نخبرهم به.

تخيل ذلك: تدخل إلى قاعة اجتماعات ذكية تتسع لستة أشخاص، ويمكن للقاعة أن تدرك وصولك من خلال هاتفك. وخلف الكواليس، تتحاور أداة المكالمات الجماعية بالفيديو إلى تقويمك لتعرف أن لديك اجتماعاً في غضون دقيقتين، وتبدأ المكالمة في الوقت الصحيح. كما تلاحظ القاعة أنك الشخص الوحيد الموجود في المكان فترفع درجة الحرارة قليلاً لتبقى مرتاحاً.

هذه هي القوة التي تنطوي عليها أتمتة المساعدين – عندما تستطيع كافة أدواتك الحديث بين بعضها البعض في الخلفية، فإن بوسعها القيام بالإجراء المناسب في الوقت المناسب. قد يبدو الأمر مستوحى من أفلام الخيال العلمي ولكنه حقيقة واقعة بالفعل – إلا أنها ستصبح أكثر انتشاراً عام 2018.

4. ضرورة تعدد البنى السحابية
لم يعد الحديث عن البنية السحابية بصيغة مفردة، فالبيانات والتطبيقات توضع حيث تحقق أفضل أداء لها، ومن الجيد نقلها بين البنى السحابية حسب الضرورة مع التأكيد على أهمية الأمن في كل النواحي.

سيكون العام 2018 العام الذي يسمح لك بتخزين البيانات أينما أردت دون تنازل عن أي من الجوانب الهامة.

استخدم بنية سحابية خاصة في مركز بياناتك، واختر البنى السحابية العامة من مايكروسوفت أو امازون أو غوغل – أو استخدمها جميعاً، فالأكثر أفضل في هذه الحالة، لأن بياناتك ستكون آمنة ومدارة ومجمّعة بفعالية سواء كنت تستخدم بنية سحابية واحدة أو مائة بنية.

5. رسّخ الأمن في كل شيء
سيكون بوسعنا في العام 2018 دمج الأمن فيي كل ما نقوم به، وسيمكننا مراقبة كيفية تصرف الأشخاص والأشياء والتعلّم من أنماطها والحصول على تنبيهات في حال وقوع أية تغييرات. تخيّل موظفة اسمها بام، تتفقد بريدها الإلكتروني في كل يوم، تستخدم مكالمات الفيديو وتتجه إلى مواقع إلكترونية معينة. ولكن في أحد الأيام تحاول بام تحميل ملفات على خادم لم تستعمله منذ عامين، وهو أمر غير عادي ربما يعني أنها تخطط لمغادرة الشركة، ويبدو أنها ترغب بأخذ بعض البيانات معها.

وعندما يصبح الأمن جزءاً رئيسياً من كل شيء، ستلاحظ أنظمتنا أي تغيير في السلوك على الفور، ويمكنها على الفور حظر بام وإصدار تنبيه، مما يساعد في تحديد المشاكل الأمنية قبل وقوعها – أو على الأقل، الاستجابة للخرق الأمني بسرعة أكبر.

فكرة ختامية
تذكروا أن هذه التوجهات مترابطة، والشركات التي ستتمكن من الازدهار في الحقبة الرقمية هي تلك التي تتقن الجوانب الخمسة جميعاً. فلا تفكروا بها كتوجهات منفصلة، بل كمنصة رقمية وأساس لكل ما تقومون به. أتمنى لكم عاماً حافلاً بالتحولات في 2018!

 

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.