مسجد الميناء الكبير.. تحفة معمارية ومزار سياحي ومركز دعوي في الغردقة

سياحة
9 مارس 2018آخر تحديث : منذ 6 سنوات
مسجد الميناء الكبير.. تحفة معمارية ومزار سياحي ومركز دعوي في الغردقة
1030622896_859021_large

بمجرد دخولك إلى مسجد الميناء الكبير في مدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر، لن تستطيع للوهلة الأولى أن تثبت عينيك على ركن واحد، فالمسجد مبني على طراز معماري فريد، متنوع بين الأعمال الأندلسية والعربية، لذلك تضطر إلى أن تتجول بعينيك أولاً لتستمتع بالفنون على الجدران والنوافذ وفي الأسقف، قبل أن تبدأ التركيز في كل ركن وزاوية على حدة.

أول ما سيلفت نظرك هو “السقف”، بما يتدلى منه من “ثريا” عملاقة، تزن أكثر من طن ونصف الطن، وتعد في حد ذاتها قطعة فنية نادرة، والسقف من فوقها يحمل أسماء النبي والصحابة بأسلوب كتابة كوفي، وبزوايا صعبة الرسم ولكنها ليست صعبة الفهم، وبالطبع الإضاءة المبهرة التي تخطف الأبصار والأنفاس.

مساحة المسجد، حسب إمامه الشيخ طارق السعيد، 8 آلاف متر مربع، وبدأ تأسيسه عام 2006، بعد أن وضع حجر أساسه محافظ البحر الأحمر الأسبق اللواء مجدى القبيصي، وافتتحه بعد ذلك خلفه اللواء محمود عاصم.

وحسب الشيخ طارق، فقد أصدر محافظ البحر الأحمر الحالي اللواء أحمد عبد الله، قرارا بأن يكون مسجد الميناء الكبير في مدينة الغردقة، وهو أحد أكبر 3 مساجد في منطقة الشرق الأوسط، مزارا سياحيا في غير أوقات الصلاة، وأتيحت الفرصة لشركات السياحة أن تنظم رحلات للمسجد، باعتباره واحدة من العلامات السياحية الهامة بالمدينة.

يتسع مسجد الميناء الكبير، لنحو 7 آلاف مصلي، وبعد قرار محافظ البحر الأحمر اللواء أحمد عبدالله بتحويله إلى مزار سياحي، تقوم شركات السياحة بالغردقة بالفعل بتنظيم زيارات إليه، باعتباره واحد من أهم المزارات الدينية بالمدينة، لأنه – حسب الإمام – تم تصميمه على طراز فريد، حيث جمعت عمارته الفنون المعمارية الإسلامية من مختلف العصور.

ويقول “يرتدى زوار المسجد من الأجانب عباءات عند دخولهم إليه، حيث توجد خارج المسجد غرفة تدخلها السائحات، لارتداء العباءات المناسبة للتقاليد والتعاليم الإسلامية، وبعدها يمكنهم التجول داخل المساحة المحددة لهم، والتي تم تحديدها بخطوط على الأرض”.

ويوضح إمام المسجد أن تحديد منطقة معينة لتحركات السياح الأجانب داخل المسجد، لا علاقة له بالتشدد أو أي شيء أخر، ولكنه مرتبط بعدم إحداث خلط بين السياح والمصلين، لأن السياح لا يعرفون التعاليم الإسلامية بالنسبة للصلاة، ومن الممكن أن يمر أحدهم أمام أحد المصلين أو يعترض المساحة المخصص للمصلي، وبالتالي تم تحديد منطقة خاصة بهم.

العباءات التي ترتديها السائحات خلال الجولة داخل المسجد، يمكن للسائحة أن تسلمها لإدارة المسجد مرة أخرى، وإذا أرادت أن تحتفظ بها فهي ملك لها، ليس ذلك فحسب، وإنما يوجد داخل الركن المخصص للسياح، والذي يحتوي على ماكيت كبير مجسم للمسجد، مكتبة كبيرة، بها كتب للتعريف بالدين الإسلامي بمختلف اللغات، الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والهولندية وغيرها من اللغات، وكلها متاحة للسياح مجانا.

ويحتوى المسجد على مركز للدعوة الإسلامية، والذي يستقبل السياح على مدار اليوم، ليتلقون محاضرات التعريف بسماحة الإسلام على أيدي علماء من الأزهر، يجيدون عدة لغات، حيث يزور المسجد قرابة مائتي سائح يوميا.

ولأن تصميمه فريدا، من حيث الطرازات المعمارية المختلفة، يحتوي المسجد على 35 قبة، وهو أحد أشهر معالم المدينة، وبلغت تكلفة إنشائه 25 مليون جنيه عن طريق مساهمات رجال الأعمال وأهالي المدينة والمحافظة، والتبرعات.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.